عملات أثرية تكشف أسرار شبكة تجارة شاسعة ومجهولة

كشَفَ بحث جديد عن نقودٍ منقوشة بنقوش شمسٍ صااعدة ورمز السريفاتسا عن أبعادٍ واسعة لشبكات تجارية في جنوبِ شرق آسيا، حسبما نقلت مجلة الأبحاث الأثرية.

ضُربت هذه العملات في دويلات بيو-مون الواقعة في شمال وسطِ ميانمار، وتحمل على وجهَيها قوالب طباعة تُعرف بـ«دايز». إن الدقة العالية للّوحَات والنقوش تدلّ على مستوى متقدّم من المعايرة المعيارية، كما أن لهذه القطع دوراً اقتصادياً وثقافياً مكنّها من التداول عبر مساحاتٍ واسعة. استُخرِجت آثارها من مواقع امتدت من الصين وصولاً إلى حوض نهر الإراوادي في ميانمار؛ ومراكز ثقافة دڤاراتي في تايلاند؛ ومراكز فونان في دلتا المِيكُنغ؛ والمستوطنات النهرية على طول شبه جزيرة الملايو.

ذات صلة: كشفت دراسات أخرى عن بقايا أثرية قد تُظهر أدلة غير متوقعة على ما سُمّي في بعض السياقات بـ«أكل لحوم البشر» المتعلق بصراعات قديمة.

حلّل الباحثون 245 قطعة معدنية جُمِعت من ميانمار وكمبوديا وفيتنام وتايلاند، وبيّن التحليل أن قوالب الطباعة وُضعت على الأرجح كآليةٍ لمكافحة السوق السوداء والتهريب غير المشروع. في تلك الحقبة تعرضت أجزاءٌ من ميانمار لنَهْبٍ واسعٍ خلال نزاعاتٍ مستمرة؛ فذابَت كثيرٌ من الكنوز وبيعت لمجموعات خاصة. كانت القوالب تُستعمل لردع التزوير والمساهمة في حفظ استقرار الاقتصاد المحلي.

تُعيد هذه النتائج صياغة ما اعتقد المؤرخون سابقاً عن بساطة سكّات جنوب شرق آسيا؛ إذ يجزم العلماء الآن أن دقة ومعايير هذه العملات تُضاهِي مثيلاتها المستخدمة في مدن وممالك رومانية وهندية ووسط آسيوية في ذات الفترة.

نُشِر المقال الأصلي أولاً في Men’s Journal بتاريخ 13 أغسطس 2025.

يقرأ  بصمات أيادٍ محفوظة تكشف تحرّكات البشر منذ آلاف السنين

أضف تعليق