الولايات المتحدة تحتجز ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا وتفاقم التوترات
ملخص الحدث
أعلنت إدارة الولايات المتحدة أنها احتجزت ناقلة نفط خاضعة لعقوبات قرب سواحل فنزويلا، خطوة أدت إلى ارتفاع أسعار النفط وتصعيد التوتر مع حكومة كراكاس. وقال الرئيس دونالد ترامب إنّ «لقد احتجزنا للتو ناقلة على ساحل فنزويلا، ناقلة كبيرة جداً، الأكبر على الإطلاق في الواقع، وأمور أخرى تجري».
رد فعل فنزويلا
وصفت حكومة فنزويلا العملية بأنها «قرصنة دولية» و«سرقة سافرة»، معتبرة أن الاحتجاز انتهاك لسيادتها.
كيف جرت العملية؟
أصدرت وزارة العدل فيديو يظهر مروحيّتين تقتربان من سفينة وعناصر مسلّحين بزي تمويه ينزلون على ظهرها بالحبال. وكالتان أميركيتان (مكتب التحقيقات الفدرالي والتحقيقات في أمن الوطن) وخفر السواحل الأميركي نفّذن أمر الاحتجاز بدعم من وزارة الحرب، بحسب تصريح المدعية العامة بام بوندي، التي أوضحت أن الناقلة كانت تستخدم لنقل نفط خاضع لعقوبات من فنزويلا وإيران ومن ضمن شبكة شحن نفطية مُزْمِعَة دعمها منظمات تصفها واشنطن بأنها إرهابية.
الخبراء والإجراءات المتبعة
قال محلّلون إن أسلوب الاقتحام الظاهر في الفيديو مُعتاد لدى القوات الأميركية، ويسمّى عملياً «زيارة، صعود، تفتيش، ومصادرة» (VBSS)، وهو إجراء روتيني لدى خفر السواحل والبحرية والقوات الخاصة. وأشار خبير متقاعد إلى أنّ هذه التكتيكات تمثل ممارسة معيارية لوقف والتحقق من سفن مشتبه بها.
أي ناقلة صودرت؟
ذكرت تقارير أن شركة مخاطر بحرية بريطانية عرّفت الناقلة باسم «Skipper»، المسجلة كمُحمِلة نفط خام كبيرة جداً بطول يقارب 333 متراً وعرض نحو 60 متراً. المفروض أن الناقلة خضعت لعقوبات منذ 2022 للاشتباه في نقل نفط لمجموعات مسلحة مثل حزب الله وقوات القدس الإيرانية. وحسب بيانات تتبّع الأقمار الصناعية، غادرت الناقلة محطة خوسيه في فنزويلا أوائل ديسمبر بعد تحميل نحو 1.8 مليون برميل من خام «ميري» الثقيل والعالي الكبريت، ونقَلَت جزءاً من الحمولة (نحو 200 ألف برميل) قرب كيوراساو إلى ناقلة أخرى متجهة إلى كوبا.
هل كان الاحتجاز قانونياً؟
تبقى المسألة القانونية محل جدل لأنّ السلطات الأميركية لم تكشف كل التفاصيل. أحد أعذار واشنطن الممكنة هو اعتبار السفينة «بدون جنسية»؛ بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، للسفن حق جنسية وإذا كانت تطفو بلا علمية تسجيل فعندها يملك حكام الدول «حق الزيارة» لتوقيفها وتفتيشها في المياه الدولية. لكن الخبراء يشيرون إلى ندرة مثل هذه العمليات خارج المياه الإقليمية، وأنّ قرارات مماثلة لم تُطبّق على عدد كبير من الناقلات الخاضعة لعقوبات في حالات أخرى.
الخلفية والتبعات
هذه العملية تمثّل أول مصادرة عسكرية من هذا النوع منذ حادثة عام 2014 حين اقتحمت قوات أميركية ناقلة Morning Glory قبالة قبرص. وأضافت واشنطن في السابق أنّها تمارس حجز النفط نفسه أحياناً لا السفينة كلياً عند تنفيذ عقوبات. العملية الحالية قد تؤدي إلى مزيد من التدهور في العلاقات بين واشنطن وكراكاس ورفع تكلفة المخاطر في أسواق النفط العالمية، بينما تبقى الحقائق الكاملة حول مكان وتوقيت ومبررات الاحتجاز غير معلنة بشكلٍ شافٍ، ما يفتح الباب أمام نقاشات قانونية وسياسية مستمرة حول شرعية هذه الخطوة. في عام 2020 صادرت السلطات وقوداً من أربع ناقلات كانت، بحسب الاتهام، تنقل نفطاً إيرانياً إلى فنزوئيلا.
الإطار القانوني
تنص قوانين الولايات المتحدة على أن خفر السواحل—الذي نفذ هذه العملية—يملك صلاحية إجراء تحقيقات وفحوصات وتفتيشات وعمليات بحث ومصادرة واعتقالات في عرض البحر بغية إنفاذ القوانين الأمريكية، بما في ذلك السلطة الممنوحة له للتصرف على المسطحات المائية الدولية لمنع وقمع الانتهاكات.
المساءلة القانونية والانتقادات
يرى بعض الخبراء القانونيين أن الولايات المتحدة تجاوزت حدود اختصاصها، إذ «لا تملك ولاية لتطبيق عقوبات أحادية على أشخاص غير أمريكيين خارج أراضيها»، بحسب فرنسيسكو رودريغيز، الباحث البارز في مركز البحوث الاقتصادية والسياسات العامة (CEPR). وأضاف أن واشنطن تستغل قواعد الملاحة المتعلقة بالناقلات بلا جنسٍية كمبررٍ لفرض عقوباتها خارج نطاق أراضيها. وفي مقالة بالمركز حذر رودريغيز من أن استمرار هذا النهج قد يرفع بشكل كبير تكلفة التعامل مع فنزويلا ويعجل تعمق ركودها الاقتصادي.
تصريح روجريغز على تويتر
«الولايات المتحدة لا تملك ولاية لتطبيق عقوبات أحادية على أشخاص غير أمريكيين خارج أراضيها. مصادرة السفن في المياه الدولية لتطبيق العقوبات أمريكياً خارج الإقليم هي سابقة خطيرة وانتهاك للقانون الدولي.»
— Francisco Rodríguez (@frrodriguezc) 10 ديسمبر 2025
رد فعل فنزويلا
وصفت وزارة الخارجية الفنزويلية أن «الأسباب الحقيقية لهذا العدوان المطول ضد فنزويلا قد انكشفت أخيراً». وأضافت أن القضية لم تكن أبداً هجرة أو تهريب مخدرات أو ديمقراطية أو حقوق إنسان، بل كانت دوماً حول مواردنا الطبيعية—نفطنا وطاقتنا—الممتلكة حصرياً للشعب الفنزويلي. ووصفت الحادثة بأنها «عمل من أعمال القرصنة»، معلنة أنها ستلجأ إلى «جميع» الهيئات الدولية لاستنكار الحادث والدفاع بحزم عن السيادة والموارد الوطنية والكرامة الوطنية. «فنزويلا لن تسمح لأي قوة أجنبية أن تسلب الشعب الفنزويلي ما يخصه بحكم التاريخ والدستور»، قالت الحكومة.
الرئيس نيكولاس مادورو ألقى تحية مؤيدة خلال مسيرة لإحياء ذكرى معركة سانتا إينيس في كراكاس في 10 ديسمبر 2025.
التداعيات المحتملة على صادرات النفط
يرى خبراء أن المصادرة قد تثير حالة من عدم اليقين قصير الأمد حول صادرات النفط الفنزويلية، لا سيما لأن هذه المرة هي الأولى التي تصادر فيها الولايات المتحدة شحنة نفط فنزويلية، بحسب كارلوسإدواردو بينا، أستاذ العلوم السياسية الفنزويلي. قد يدفع ذلك شركات الشحن إلى التردد، مع أن الأثر الأشمل يبقى محدوداً لأن الولايات المتحدة تسمح لشركة شيفرون بمواصلة استخراج النفط الفنزويلي عبر ترخيص خاص يسمح لها بالإنتاج والتصدير رغم العقوبات الأوسع. وأكدت شيفرون، التي تدير مشاريع مشتركة مع شركة النفط الفنزويلية (PDVSA)، أن عملياتها في البلاد تسير بصورة طبيعية. ولدى الشركة حالياً مسؤولية كامل صادرات الخام الفنزويلية إلى الولايات المتحدة، وقد رفعت شحناتها الشهر الماضي إلى نحو 150 ألف برميل يومياً مقارنةً بـ128 ألفاً في أكتوبر الماضي.
داخل البلاد حذر بينا من أن هذه الخطوة قد تثير ذعراً مالياً، وتؤدي إلى هروب للعملة… وتفاقم الأزمة الإنسانية.
التأثير على العلاقات الأمريكية–الفنزويلية
دبلوماسياً، اعتبر بينا أن العمل يمثل رسالة سياسية موجهة إلى الرئيس مادورو، ولاحظ توقيتها—نفس اليوم الذي مُنحت فيه ماريا كورينا ماتشادو جائزة نوبل—معتبراً إياه «إيماءة قوة» للتذكير بوجود الولايات المتحدة في منطقة أمريكا اللاتينية. منذ زمن طويل يرى مادورو أن ضربات الإدارة الأمريكية للسفن في الكاريبي والمحيط الهادئ ليست مجرد جهود لمكافحة تهريب المخدرات، بل جزء من خطة لتغيير النظام في فنزويلا؛ وسبق أن فوَّض ترامب عمليات استخباراتية في البلاد وأطلق رسائل متضاربة بشأن احتمال غزو بري.
يرى المحللون أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية أوسع للضغط على حكومة مادورو. وفقاً لكين كانسيان، فإن الأمر «تصعيد مقصود لوضع ضغوط إضافية على النظام، بهدف شقّه داخلياً أو دفع مادورو إلى الرحيل». وأضاف أن هذا الإجراء يندرج في سلسلة من تحركات أمريكية، مثل إرسال حاملة الطائرات فورد إلى الكاريبي، وتفويض أجهزة الاستخبارات للتحرك ضد النظام، وإجراء تحليقات لطائرات قاذفة مؤخراً وطائرات F-18.
المعنى الأوسع للعملية يعتمد على ما سيحدث لاحقاً. إذا ما صادرت الولايات المتحدة ناقلات إضافية، «فقد يبدو ذلك كحصار على فنزويلا». وبما أن فنزويلا تعتمد اعتماداً كبيراً على عائدات النفط، فلا تستطيع الصمود طويلاً أمام مثل هذا الحصار، وفقاً لتصريحات المحللين. النص الذي أرسلته فارغ. يرجا إرسال النص المراد إعادة صياغته وترجمته إلى العربية بمستوى C2.
سألتزم بشروطك: الترجمة ستكون بالعربية فقط، مع إدخال خطأ أو اثنين شائعين كحد أقصى، وبعرض نصي مرئي أنيق وسلس.
أنتظر نصّك للبدء.