أعلنت شركة إير كندا، أكبر ناقل جوي في البلاد، أنها ستستأنف خدماتها بعد التوصل إلى اتفاق مع مضيفيها ومضيفاتِها المنتسبين إلى النقابة.
أنهى الاتفاق الذي تبلور فجر الثلاثاء أول إضراب لموظفي المقصورة في تاريخ الشركة منذ نحو أربعة عقود. وأصدر الأتّحاد الكندي للموظفين العموميين (CUPE) بيانًا أوضح فيه أن الوساطة بينه وبين الشركة وشركتها التابعة منخفضة التكلفة “إير كندا روج” توّجت بنتيجة إيجابية.
وجاء في بيان النقابة: «انتهى زمن العمل غير المدفوع. استعدنا صوتنا وقوتنا. عندما سُلبت حقوقنا، وقفنا صامدين وكافحنا، وحققنا اتفاقًا مبدئيًا يحق لأعضائنا الاقتراع عليه».
بدأ الإضراب يوم السبت واستمر ما يقرب من أربعة أيام، ما أدى إلى اضطرابات في حركة المسافرين التي يعتمد عليها نحو 130,000 مسافر يوميًا. كما اضطُرت الشركة لسحب توقعاتها لأرباح الربع الثالث ولسنة كاملة. ومع إعلان نهاية الإضراب ارتفعت أسهم إير كندا نحو أربعة في المئة خلال تداولات صباح الثلاثاء، لكنها تظل قد فقدت ما يقرب من 14 في المئة من قيمتها منذ بداية العام.
قالت الشركة إنها ستستأنف العمليات تدريجيًا، مع عودة بعض الرحلات للإقلاع بحلول مساء الثلاثاء، لكنّ استعادة كامل الخدمات قد تستغرق أسبوعًا أو أكثر. وستُبقي الشركة على إلغاء بعض الرحلات خلال الأيام السبعة إلى العشرة المقبلة إلى أن تستقر جداول السفر. ويمكن للمسافرين المتضررين الحصول على استرداد مالي، أو رصيد سفر، أو إعادة حجز على شركة طيران أخرى.
ما الذي كان موضوع النزاع؟
يمثل اتحاد CUPE نحو 10,400 من مضيفي ومضيفات إير كندا، وكان النقاش بين الطرفين يدور منذ أشهر حول قضايا من بينها «العمل غير المدفوع، قواعد العمل، والأجور التي لا تكفي للمعيشة». ونبّهت النقابة إلى أن الأجور لم تواكب التضخم، وأن طاقم المقصورة لم يُعرض عليه «أجر أرضي» عن الأعمال المنجزة قبل إغلاق أبواب الطائرة وبعد هبوطها.
وتشمل هذه الأعمال عدم الحصول على أجر عن عمليات صعود الركاب، ومساعدة المسافرين في الأمتعة وتوزيع المقاعد، وإجراء فحوصات السلامة. وقد أظهرت نتائج التصويت الأسبوع الماضي أن 99.7 في المئة من أعضاء النقابة أيدوا الإضراب.
وأوضحت CUPE أن المفاوضات امتدت من السابعة مساءً بالتوقيت المحلي (23:00 بتوقيت غرينتش) يوم الاثنين إلى الساعة 4:23 فجرًا (08:23 بتوقيت غرينتش) في اليوم التالي. وفي إعلان على فيسبوك طالبت النقابة أعضائها بالتعاون الكامل مع استئناف العمليات.
مواجهة متوترة
إلى حين الإعلان عن الاتفاق لم يكن واضحًا ما إذا كان الجمود سينهار بسرعة. وقال مارك هانكوك، رئيس CUPE الوطني، يوم الاثنين إن التزامه بالمعركة «لا حدود له». وأضاف: «سنظل صامدين. سنظل ملتزمين بضمان قدرة هؤلاء العمال على أداء الوظيفة التي يحبونها وأن يتمكنوا في الواقع من تأمين سقف فوق رؤوسهم. وإذا اقتضى الأمر أن يذهب أمثالي إلى السجن، فليكن الأمر كذلك».
وبشكل نادر أبقت النقابة الإضراب مستمرًا حتى بعد أن أعلنت محكمة العلاقات الصناعية الكندية أن الإجراء غير قانوني. ودعت الهيئة الفدرالية يوم الاثنين المضيفين إلى العودة إلى العمل وإلزام النقابة بالخضوع للتحكيم، لكن رفض المضيفين أدى إلى مواجهة ثلاثية بين العمال والشركة والحكومة.
وكانت النقابة قد طالبت الحكومة بعدم التدخل خشية أن يمنح ذلك الشركة الأفضلية في المفاوضات. من جانبه، قال وزير الوظائف باتي هاجدو إنه سيفرض ضغوطًا على إير كندا من خلال فتح تحقيق في مزاعم العمل غير المدفوع بقطاع الطيران، مشددًا: «سمعت مزاعم عن عمل غير مدفوع. هذا غير مقبول. لا ينبغي لأحد أن يعمل مجانًا في هذا البلد. نتوقع أن يُدفع الأجر لقاء العمل المُنجز». وأضاف أنه أمر ببدء التحقيق فورًا.
على وقع سوق عمل ضيق، أعادت نقابات قطاعات الفضاء والبناء والطيران والسكك جهودها في السنوات الأخيرة للضغط من أجل أجور أعلى وظروف عمل ومزايا أفضل.
المسافرون يعبرون عن استيائهم
بينما تعمل إير كندا على استعادة خدماتها كاملةً، عبر مسافرون عن استيائهم من الإلغاءات المتواصلة. وقدَّرت شركة التحليلات Cirium حتى يوم الاثنين أن نحو 1,219 رحلة داخلية و1,339 رحلة دولية أُلغيت منذ يوم الخميس نتيجة الإضراب.
من بين المتضررين متقاعد يُدعى كلاوس هيكمان الذي فاته رحلة إلى تورونتو في بداية الأسبوع. أعاد حجز رحلته عبر شركة أخرى لكنه قلق من احتمالات عدم اللحاق برحلته من كالغاري إلى ألمانيا. وأبدى تعاطفه مع مطالب العمال لرفع الأجور لكنه عبّر عن مخاوف شخصية تتعلق بصحته وسفره.
وأعلنت أكبر محطة جوية في كندا، مطار بيرسون الدولي في تورونتو، أنها ستستدعي موظفين إضافيين للمساعدة بينما تعيد إير كندا تشغيل خدماتها هذا الأسبوع.