السلطات الصحية: ثمانية وفيات إضافية بينها طفلان بسبب سوء التغذية بعد اعلان المجاعة في غزة
أفادت مصادر طبية لقناة الجزيرة أن القصف الإسرائيلي أوقع ما لا يقل عن 37 قتيلاً في أنحاء غزة، بينهم عشرة أشخاص كانوا ينتظرون مساعدات، بينما سجلت الجهات الصحية في القطاع المحاصر ثمانية وفيات جديدة نتيجة نقص الغذاء في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية.
قذائف مدفعية إسرائيلية استهدفت خيام عائلات نازحة في منطقة «أسدى» شمال غربي خان يونس بجنوب غزة، ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً بينهم ستة أطفال، بحسب المصادر الطبية. وفي مخيم المغازي وسط غزة، قتلت ضربة طائرة دون طيار منزلين أسفرت عن وفاة شخصين.
كما أفادت التقارير بأن فلسطينيًا أُطلق عليه النار أثناء انتظاره مساعدات قرب نقطة توزيع بمحاذاة ما يُعرف بـ«محور موراغ» جنوب شرق خان يونس، فيما قُتل مدني آخر أثناء محاولة الحصول على مساعدات بالقرب من ممر نتساريم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.
وفيات جوع
أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية يوم السبت وفاة ثمانية فلسطينيين إضافيين خلال 24 ساعة الماضية جراء سوء التغذية، بينهم طفلان، ما رفَع حصيلة الوفيات إلى 281 منذ بداية الأزمة الإنسانية. وكتب مُنير البرش، مدير عام وزارة الصحة بغزة، على منصات التواصل أن 114 من الضحايا هم أطفال.
وقال إن المجاعة «تنهش أجساد المدنيين بصمت، تحرم الأطفال من حق الحياة، وتحوّل الخيام والمستشفيات إلى مشاهد مأساوية يومية».
مجتمع دولي يحذر
أعلنت الأمم المتحدة يوم الجمعة رسميًا مجاعة في غزة، وهي المرة الأولى في الشرق الأوسط التي تُصدر فيها هذه التسمية، وحذّر خبراء من أن نحو 500 ألف شخص يواجهون جوعًا «كارثيًا». واتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بـ«العرقلة المنهجية» لتوصيل المساعدات، ووصف الأمين العام أنطونيو غوتيريش المجاعة بأنها «كارثة من صنع الإنسان».
وقال نظام التصنيف العالمي للأمن الغذائي (IPC) إن نحو 514 ألف شخص — ما يقارب ربع سكان غزة — يعانون المجاعة، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 641 ألفًا بنهاية سبتمبر.
وبحسب مراسلة الجزيرة في دير البلح هند خضري، فإن أعدادًا كبيرة من الفلسطينيين لا تزال مهددة بسوء التغذية. وأضافت أن تقرير الأمم المتحدة «تأخر كثيرًا بالنسبة للفلسطينيين الذين يشهدون أسابيع وأشهرًا من التجويع المستمر».
«هندسة التجويع»
أبدت وزارة الصحة في غزة تقديرها لإعلان المجاعة، لكنها اعتبرت الإعلان متأخرًا. ووصفت الوزارة في بيان على تلغرام «هندسة التجويع» بأنها إحدى فصول ما أسمتها إبادة جماعية، تشمل أيضاً التدمير المنهجي للقطاع الصحي وقطاعات أخرى، والقتل الجماعي وسياسة إبادة أجيال.
منذ 27 مايو، تفرض إسرائيل آلية أحادية لتوصيل المساعدات عبر ما يسمى «مؤسسة غزة الإنسانية»، بدعم إسرائيلي أمريكي ورفض من الأمم المتحدة وكبريات منظمات الإغاثة. ووفق وزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 2,076 فلسطينيًا وأُصيب أكثر من 15,300 أثناء محاولتهم تلقي المساعدات منذ إطلاق آلية مؤسسة غزة الإنسانية.
وأظهرت الحصيلة الرسمية أن أكثر من 62,600 فلسطيني قُتلوا في غزة منذ هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023.