مقتل شخص في غارة إسرائيلية جنوب لبنان
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن شخصًا واحدًا على الأقل قُتل في غارة إسرائيلية استهدفت منطقة جنوب لبنان، فيما تستمر الهجمات الإسرائيلية شبه اليومية بالرغم من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في نوفمبر. الضربة التي وقعت يوم الاثنين استهدفت حفارة في منطقة الشمسية في صهرمور بوادي البقاع، وأسفرت عن مقتل السائق، وأظهرت لقطات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي — وتم التحقق منها — فرق الإنقاذ وهي تنقل الضحية على نقالة نقلا إلى سيارة إسعاف.
وسجلت وسائل إعلام محلية تحليق عشرات الطائرات المسيرة على ارتفاع منخفض فوق عدد من القرى في الجنوب والشرق اللبناني. استهدفت إحدى الطائرات بلدة عيتارون بعد ظهر يوم الاثنين، فيما قصفت أخرى منزلاً في حمين الفوقا، ولم تُسجَّل إصابات في تلك الحوادث.
منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر، قُتل أكثر من 150 شخصًا في هجمات إسرائيلية داخل لبنان. ومنذ اندلاع الحرب على لبنان قُتل أكثر من أربعة آلاف شخص، وألحقت أضرارًا كبيرة بقدرات حزب الله العسكرية وأضعفت قيادته العليا.
انتهاكات وقف إطلاق النار
كان من المفترض أن تنسحب إسرائيل من كل المواقع داخل الأراضي اللبنانية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يزال متمركزًا في خمسة مواقع على الأقل قرب الحدود المشتركة. وأفادت الوكالة الوطنية بوقوع “سلسلة” غارات يوم الأحد بين سهل الميدنة وكفر رمان وجُرماق، فيما استهدفت ضربات أخرى جرماق ومحمودية، كما تم الإبلاغ عن ضربة بطائرة مسيرة استهدفت منزلًا في حمين.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أدت غارة إسرائيلية على مدينة بنت جبيل الجنوبية إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال. وأكدت وزارة الصحة اللبنانية تلك الوفيات، بينما قالت القوات الإسرائيلية إن الهجوم استهدف عنصرًا في حزب الله، مع اعترافها في بيان بأن “عدة مدنيين غير معنيين قُتلوا”.
الضغط لنزع السلاح
تقول إسرائيل إن ضرباتها الجوية تهدف إلى منع حزب الله من إعادة بناء قوته العسكرية بعد الحرب العام الماضي التي تسببت بخسائر كبيرة في صفوفه، فيما يواجه حزب الله ضغوطًا سياسية ودبلوماسية متصاعدة لنزع سلاحه. تضغط إسرائيل وحليفتها الأقرب الولايات المتحدة حاليًا من أجل نزع سلاح الحزب، الذي شن هجماته على إسرائيل تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة، حيث قُتل أكثر من 66 ألف شخص خلال الحرب التي امتدت عامين.
في الخامس من سبتمبر كُلِّفت الحكومة اللبنانية الجيش بإعداد خطة لنزع السلاح. وفي مقابلة مع الجزيرة، قال المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون سوريا، توم باراك، إن الدور المتجذر لحزب الله على الصعيد السياسي يعقّد أي مسعى لنزع سلاحه: “إقناع حزب الله بالتخلي عن سلاحه من مهام الحكومة اللبنانية، والولايات المتحدة ليست معنية بممارسة ضغوط على أحد”، على حد تعبيره.
ومع ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر عن تقديم مساعدة بقيمة 14.2 مليون دولار للجيش اللبناني لتعزيز مهمته في “تحجيم حزب الله”، واعتبرت ذلك جزءًا من أولوية الإدارة لمواجهة الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة.
من جهته، رفض حزب الله أي مقترحات لتسليم أسلحته، واعتبرها مبادرة أمريكية-إسرائيلية تهدف إلى إضعاف لبنان. وفي خطاب ألقاه أمين عام الحزب، نعيم قاسم، يوم السبت في زيارته إلى ضريح نصر الله ببيروت أمام حشد كبير، شدد على أن الحركة ستحافظ على قدراتها العسكرية رغم الخسائر الفادحة. وقال: “لن نتخلى عن سلاحنا، ولن نمرره”، مبينًا أن التسليم في ظل الظروف الراهنة سيعرّض لبنان لمزيد من الهجمات. القياة السياسية لحزب الله والواقع الإقليمي يجعلان أي حل معقدًا للغاية.