غزة تكافح لاستعادة الجثث من تحت الأنقاض وسط عواصف شتوية قاسية الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

تحذير من انهيارات جديدة

حذّرت سلطات غزة من أن الطقس العاصف قد يدفع بمزيد من المباني المتضررة جراء الحرب إلى الانهيار، فيما جعلت الأمطار الغزيرة عملية انتشال الجثث المحتجزة تحت الأنقاض أكثر صعوبة.

إطلاق صفارة الخطر جاء يوم الاثنين، بعد ثلاثة أيام من انهيار مبنيين في غزة أثناء أمطار شتوية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا، وغمرت المياه وخسفت خيام النازحين وأدت إلى وفيات نتيجة التعرض للبرد.

وقفات موصاة

تُطبق هدنة منذ 10 أكتوبر بعد عامين من الحرب الإسرائيلية التي وُصفت بأنها إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، لكن الوكالات الإنسانية تقول إن إسرائيل تسمح بدخول مساعدات قليلة جداً إلى القطاع، حيث نزح نحو كامل السكان تقريبًا.

على الرغم من نقص المعدات والوقود وسوء الأحوال الجوية، تمكنت فرق الدفاع المدني الفلسطينية، بحسب طارق أبو عزوم من الجزيرة، من انتشال جثث 20 شخصًا يوم الاثنين.

استُخرجت الجثث من مبنى متعدد الطوابق قصف في ديسمبر 2023 وكان يُعتقد أن نحو 60 شخصًا، بينهم 30 طفلاً، كانوا يتحصّنون فيه.

نداء لبيوت متنقلة بدل الخيام

دعا المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصّال المجتمع الدولي إلى توفير مساكن متنقلة وقوافل بديلة للخيام للنازحين. وقال: «إذا لم نحمِ الناس الآن سنشهد مزيدًا من الضحايا ومزيدًا من موت الأطفال والنساء والأسر كاملة داخل هذه المباني».

أب يودع أطفاله

كان محمد نصّار وعائلته يقيمون في مبنى مكوّن من ستة طوابق تضرر بشدة بقصف إسرائيلي في مراحل سابقة من الحرب، وانهيار المبنى وقع أثناء هطول أمطار غزيرة يوم الجمعة. واجهت عائلته صعوبة في العثور على سكن بديل وغُمرت خيمتهم في موجة سابقة من الطقس السيّئ. خرج نصّار يوم الجمعة لشراء مستلزمات وعاد ليجد مشهداً من الدمار بينما كانت فرق الإنقاذ تكافح لانتشال الجثث من تحت الأنقاض.

يقرأ  عائلات رهائن غزة تندد باعتراف دولي بدولة فلسطين

أَخبرَ نصّار: «رأيت يد ابني بارزة من تحت التراب. كان المشهد الذي أثر فيّ أكثر شيء. ابني تحت الأرض ونحن عاجزون عن إخراجه». توفي ابنه البالغ من العمر 15 عامًا وابنته البالغة 18 عامًا.

تحذير من التعرض للبرد

حذّر رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين يوم الاثنين من ضرورة السماح بدخول مزيد من المساعدات فورًا لتفادي تعريض عائلات نازحة لمخاطر جسيمة. وكتب المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني على منصة X أن «الأمطار الغزيرة والبرد الناتج عن العاصفة بايرون جعلت الناس في قطاع غزة يفتقدون إلى وسائل التدفئة ويُجرف البعض حتى الموت».

وأضاف أن «الحطام المبلل بالمياه الذي يأويهم ينهار، ما يفاقم تعرضهم للبرد». وأشار لازاريني إلى أن الوكالة تملك إمدادات كانت تنتظر شهوراً لدخول غزة يمكن أن تغطي احتياجات مئات الآلاف من أكثر من مليوني نسمة في القطاع.

وحذّر مسؤولون أمميون وفلسطينيون من أن ما لا يقل عن 300 ألف خيمة جديدة مطلوبة بشكل عاجل لحوالي 1.5 مليون نازح لا تزال أوضاعهم صعبة، إذ أن معظم الملاجئ الحالية بالية أو مصنوعة من مواد بلاستيكية ورقية رقيقة.

أعمال حفر بطيئة ونداءات لمزيد من الآليات

أعلنت سلطات غزة أنها ما تزال تحفر لاستعادة نحو 9 آلاف جثة تقدر أنها بقيت مدفونة تحت أنقاض ناتجة عن القصف الإسرائيلي خلال الحرب، لكن نقص الآليات يبطئ العمل، بحسب المتحدث إسماعيل الثوابطة. ونقلت تقارير عن الدفاع المدني أنه يحتاج إلى تعزيزات من الآليات الثقيلة لتسريع العملية.

«يقولون إنهم ما يزالون بحاجة مبدئياً إلى 40 حفارة وبلدوزر لتحقيق تقدم طفيف في العملية على الأرض»، نقل أبو عزوم عن فرق الدفاع المدني من مدينة غزة. وأضاف أن استمرار منع دخول الآليات الثقيلة إلى القطاع من قِبل إسرائيل يعد انتهاكًا للهدنة.

يقرأ  من هو جوشوا جان؟ما نعرفه عن إطلاق النار في مرفق وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية في دالاس — أخبار الجريمة

تأثير الانتهاكات على اتفاق التهدئة

قالت حركة حماس يوم الأحد إن استمرار إسرائيل في انتهاكات الهدنة يُعرّض الاتفاق ومضي التقدم نحو المرحلة التالية من خطة إنهاء الحرب للخطر. ومنذ بدء الهدنة، واصل جيش إسرائيل شن ضربات يومية على غزة، بنحو 800 هجوم أسفرت عن مقتل ما يقرب من 400 شخص وفقًا للسلطات في غزة، بينما تستمر قيود حركة المساعدات الإنسانية.

«لا شعور حقيقي بالأمان ولا حماية للعائلات»، لخص أبو عزوم وضع الانتهاكات المستمرة.

أضف تعليق