يلتصق العديد من الأطفال، وعيونهم فاغرة من الصدمة، بأذرع المنقذين بعد أن اجتاحت الانفجارات أحيائهم.
بعض الصور فظيعة إلى حدّ لا يمكن عرضه، أجساد صغيرة دُست تحت الأنقاض، منازل محيت خلال لحظات، وطفولة بُدّلت بصدمات عميقة تفوق الوصف.
تلك الوجوه التي كانت يومًا نابضة بالحياة أصبحت أنحف وأشد شحوبًا، تتلاشى تحت وطأة الجوع والخسارة.
تُظهر صورة التقطها أشرف عمرا في 21 مايو 2024 طفلًا ذراعُه مكسورة ملفوفة بجبيرة، مستلقيًا على أرضية مستشفى ملطخة بالدم. يحدق بثبات في الكاميرا، والدم المتسرب يقترب من كتفه السليم.
كان واحدًا من الفلسطينيين المصابين الذين نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى عقب هجمات إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين في دير البلح.
(الصورة الرئيسية: أشرف عمرا / وكالة الأناضول)
ومن بينهم نساء غزة: أمهات ومعلمات وطبيبات وصحفيات ومقدّمات رعاية، تحملن أعباءً جسدية وعاطفية ثقيلة. بعضهن تستنر بالإيمان، في المساجد أو الكنائس، فتجد فيه سندًا وسط الانكسار.
الجيل الأكبر يحمل في عينيه آثار التهجير، فقد عاش هذه السيناريوهات من قبل وعَرَف مرارتها.
إحدى أقوى الصور تُظهر الفلسطينية إيناس أبو معمر، 36 عامًا، وهي تحتضن جثمان ابنة أختها سالي البالغة خمس سنوات، التي قُتلت في غارة إسرائيلية في مستشفى ناصر بخان يونس في 17 أكتوبر 2023.
كان المصوّر محمد سالم في مشرحة المستشفى ذلك اليوم. قال: “كانت لحظة قوية ومحزنة، وشعرت ان الصورة تلخّص الإحساس الأوسع بما كان يحدث في قطاع غزة.”
وأضاف: “كان الناس في حالة ارتباك، يركضون… متلهفين لمعرفة مصير أحبائهم، وهذه المرأة لفتت نظري لأنها كانت تمسك بجثمان الطفلة وترفض الإفلات.”
فازت تلك الصورة لاحقًا بجائزة صورة العام في مسابقة World Press Photo لعام 2024، اعترافًا بقدرتها على تجسيد الحزن العميق والفوضى التي يعيشها أهل غزة.
(الصورة الرئيسية: محمد سالم / رويترز)
العديد من الرجال في الصور يحملون أجسادًا ملفوفة بالكفّن، وثِقَل الفقد واضح على أكتافهم.
عناصر الإنقاذ وشبان، كثيرون منهم مدنيون تحولوا إلى مسعفين أو مستجيبين أوائل، يتحرّكون بين الأنقاض بعزيمة صارمة وصمتٍ مُرهق.
كل جُثّة ملفوفة تقصّ حكاية مأساوية وفقدًا مفاجئًا، ووجوه الرجال تُظهر الإعياء والحداد والحاجة الماسّة للمساعدة وسط الفوضى.
تُظهر صورة التقطها عمر القَطَّاع رجلًا يحمل جثمان طفل ملفوفًا بالكفن، قُتل في قصف إسرائيلي ليلي على مستشفى الأهلي في مدينة غزة في 2 أكتوبر 2024.
(الصورة الرئيسية: عمر القَطَّاع / وكالة الأنباء الفرنسية AFP)
استكشف لوحة تفاعلية تضم ما يقرب من ألفَي صورة تمتد على مدار عامين في غزة. مرّر مؤشر الفأرة أو انقر على كل أيقونة لعرض الصورة كاملة.