ما ينبغي معرفته
فاسيكاران (المعروف باسم «فاسي») كان دبًّا بريًّا يتجوّل في أراضي كارناتاكا الخصبة إلى أن علق بمصيدة سلكية في سبتمبر 2019، ما أدّى لإصابته الخطيرة في مؤخرة الساق وقرّر الأطباء استئصال الطرف المتضرّر. نُقل فاسي لاحقًا إلى مركز بانيرغاتّا لإنقاذ الدببة في بنغالور وقد أصبح مقيماً دائماً هناك بعد أن فقد القدرة على العودة إلى البرية.
تدخّلت المنظمة غير الربحية «وايلدلايف إس أو إس» لنقل الدب وتقديم الرعاية الطبية؛ الفريق في المركز لاحظ أن فاسي تعوّد المشي على ثلاثة أطراف لكنه كان يواجه صعوبة وراحة محدودة في حركته. على الرغم من عدم وجود سابقة لصنع طرف اصطناعي لدبّ كسلان، اتفق المعنيّون على محاولة تحسين جودة حياة فاسي.
تعاون مركز بانيرغاتّا للأبحاث البيولوجية وإدارة الغابات في كارناتاكا مع وايلدلايف إس أو إس، واستقدَموا الخبير العالمي في الأطراف الصناعية للحيوانات، ديريك كامباانا، للعمل على مشروعٍ مخصّص. صمّم كامباانا طرفًا اصطناعيًا فريدًا يتحمّل سلوكيات الدبّ الطبيعية مثل الحفر، وعَمِل على تشكيله بمواءمات دقيقة على مدى أيّامٍ عدّة.
ركّب د. آرون أ. شا، مدير الأبحاث والعمليات البيطرية في وايلدلايف إس أو إس، الطرف الاصطناعي لأول مرة، واستجابة فاسي كانت سريعة وإيجابية بفضل سنوات الرعاية وبناء ثقة بينه وبين القائمين عليه. بعد تركيب الطرف بدأ الدبّ يمشي متوازنًا على أربعة أطراف مرة أخرى، وبدا أكثر راحة ونشاطًا؛ يتسلّق ويعبّر عن مزيد من اللعب والاستطلاع، مع الحرص على فترات راحة من ارتداء الطرف لتجنّب الاحتكاك والتهيج.
وصف الفريق الطبي هذه الخطوة بأنها إنجاز طبي مهم لا يقتصر على استعادة المشية فحسب، بل يساهم أيضاً في إطالة جودة حياة فاسي وحمايته صحياً على المدى الطويل. يقول د. شا إن الطرف «ليس مجرّد وسيلة للحركة بل ضمان لمستقبل أفضل»، بينما أشار كامباانا إلى أن هذا الابتكار سيفتح آفاقًا جديدة للعناية بالحيوانات المصابة.
قصة فاسي تقف كبصيرة ملهمة على قدرة الإنقاذ والابتكار والرحمة على أن تمنح حيواناتٍ نجت من قسوة المصائد فرصةً للحياة مجدداً، وتجسّد كيف يمكن للتعاون بين منظمات محلية وخبراء دوليين أن يغيّر مصائر فردٍ واحد ويصبح مثالاً يحتذى به. للمزيد من المعلومات عن عمل المنظمة ومواضيع مماثلة، راجعوا موقع منظمة وايلدلايف إس أو إس.