فلسطينيون يفرّون من هجمات الجيش الإسرائيلي — احتجاجات إسرائيلية ضدّ خطة الاحتلال

آلاف السكان غادروا حي الزيتون الجنوبي في مدينة غزة، بعد أيام من القصف الإسرائيلي المتواصل الذي وصفته بلدية المدينة، الخاضعة لحركة حماس، بأنه وضع “كارثي”، بحسب ما أفادت به بي بي سي.

قالت وكالة الدفاع المدني في غزة إن ما لا يقل عن 40 شخصاً قُتلوا جراء غارات إسرائيلية في أنحاء القطاع يوم السبت.

أعلنت القوات الإسرائيلية أنها ستُسمح مجدداً لوكالات الإغاثة بإدخال خيام إلى غزة، فيما تخطط إسرائيل لتهجير قسري نحو مليون شخص من مدينة غزة إلى مخيمات في الجنوب.

في إسرائيل، من المقرر تنفيذ إضراب عام ليوم واحد يوم الاحد احتجاجاً على خطة الحكومة للاستيلاء على مدينة غزة. وطالبت عائلات الرهائن وناشطون آخرون بالإضراب، قائلين إن اتساع رقعة الحرب يعرض حياة الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس لمخاطر أكبر.

ويأتي ذلك بعد أسبوع على تصويت مجلس الحرب الإسرائيلي لصالح احتلال مدينة غزة—أكبر مدن القطاع—وتهجير سكانها، خطوة ندد بها مجلس الأمن الدولي.

وقالت هيئة منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية (كوغات): «كجزء من الاستعدادات لنقل السكان من مناطق القتال إلى القطاع الجنوبي لحمايتهم، ستستأنف إمدادات الخيام ومعدات المأوى إلى غزة».

وأضاف متحدث باسم بلدية مدينة غزة أن تهجيراً واسع النطاق يجري بالفعل في حي الزيتون بعد ستة أيام من الغارات الجوية المكثفة وقصف الدبابات وعمليات الهدم المستمرة.

يقطن حي الزيتون نحو 50,000 شخص، ومعظمهم بلا وصول كافٍ إلى الغذاء والماء، وفقاً لوكالة الدفاع المدني.

قال غسان كشكو (40 عاماً)، الذي يحتمي مع أسرته في مبنى مدرسة بالحي لوكالة فرانس برس، إن الغارات الجوية وقصف الدبابات تُحدث “انفجارات… لا تتوقف”. وأضاف: «لا نعرف طعم النوم».

أصدرت حماس بياناً أفادت فيه أن القوات الإسرائيلية تشن “هجوماً مستمراً” في الأحياء الشرقية والجنوبية من مدينة غزة، وخصوصاً في حي الزيتون.

يقرأ  هجمات إسرائيلية على غزة تسفر عن مقتل ثلاثة وعشرين شخصًا فيما يموت أربعة آخرون جراء سوء التغذية

لم تحدد الحكومة الإسرائيلية موعد دخول قواتها إلى مدينة غزة بدقة، لكن تقارير تفيد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يريد أن تكون المدينة بكاملها تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر.

قال المتحدث باسم البلدية إن نحو 80% من بنى مدينة غزة التحتية تضررت خلال ما يقرب من عامين من الهجمات الإسرائيلية، في حين تعمل المستشفيات الأربع المتبقية بأقل من 20% من طاقتها بسبب نقص حاد في الأدوية والإمدادات.

وفقاً للأمم المتحدة، فقد نزح ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص في غزة—أي نحو 90% من السكان.

وحذرت الهيئات الدولية من وجود حالات سوء تغذية واسعة النطاق في غزة؛ إذ حذر خبراء تدعمهم المنظمة الشهر الماضي في تقرير من أن «أسوأ السيناريوهات» للجوع يتجسد على أرض الواقع.

أفادت مستشفيات غزة يوم السبت عن 11 وفاة إضافية بسبب سوء التغذية، بينها طفل، ليصل إجمالي الوفيات الناجمة عن نقص الغذاء إلى 251 حالة، منها 108 الاطفال، وفق وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس.

في غضون ذلك، توفيت شابة غزاوية أُجلت إلى إيطاليا لتلقي العلاج وهي في حالة هزال شديد. الشابة البالغة 20 عاماً، والتي نُقلت إلى بيزا مع والدتها بترتيب من الحكومة الإيطالية، تُدعى مرح أبو زهري. وأعلن مستشفى جامعة بيزا أن الفتاة تعرضت لسكتة قلبية وتوفيت يوم الجمعة، بعد أقل من 48 ساعة على وصولها، وأنها كانت تعاني فقداناً شديداً في الوزن والعضلات، بحسب ما نقلته وكالات الأنباء الإيطالية التي أرجعت ذلك إلى سوء تغذية حاد.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت بريطانيا والاتحاد الأوروبي وأستراليا وكندا واليابان في بيان إن “المجاعة تتكشف أمام أعيننا” ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لـ«وقف الجوع».

يقرأ  تصاعد هجمات الطائرات المسيّرة بين روسيا وأوكرانيا قبيل لقاء بوتين وترامب

وفي الأسبوع الماضي، وقعت أكثر من 100 منظمة رسالة أفادت بأنها عجزت عن توصيل شاحنة واحدة من المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ 2 مارس.

وتفرض إسرائيل قيوداً كبيرة على كمية المساعدات التي تسمح بدخولها إلى غزة، وتستمر في التأكيد أنه لا توجد مجاعة هناك، متهِمةً وكالات الأمم المتحدة بعدم استلامها الشحنات على الحدود وتسليمها.

قالت وكالة الدفاع المدني إن 13 فلسطينياً على الأقل ممن قُتلوا يوم السبت أُطلق عليهم النار من قبل القوات الإسرائيلية بينما كانوا ينتظرون الغذاء قرب نقاط التوزيع في القطاع. وتشير أرقام الأمم المتحدة الصادرة يوم الجمعة إلى أن ما لا يقل عن 1,760 فلسطينياً قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام منذ أواخر مايو، غالبيتهم برصاص القوات الإسرائيلية.

وقد اندلعت الحرب إثر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، الذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص وأدى إلى أسر 251 آخرين.

وقُتل أكثر من 61,000 فلسطينياً جراء الهجوم الإسرائيلي، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة مصدراً موثوقاً.

أضف تعليق