عمل عسكري أميركي ضد زورق فنزوييلا يثير إدانات ونشر قوات
نُشر في 13 سبتمبر 2025
اتهمت حكومة فنزويلا الولايات المتحدة بالعبور بصورة غير قانونية واحتلال أحد مراكب الصيد الفنزويلية داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة، في تصعيد جديد للتوتر بين كاراكاس وواشنطن.
وقال وزير الخارجية الفنزويلي في بيان إن المدمرة الأمريكية يو إس إس جايسون دونهام (DDG-109) اعترضت الزورق يوم الجمعة، الذي كان على متنه تسعة صيادين وُصِفوا بأنهم «بسطاء» و«بلا ضرر». وأضاف البيان أن السفينة الحربية أرسلت 18 عنصراً مسلحاً صعدوا إلى الزورق الصغير واحتلوه لمدة ثماني ساعات، واعتبر الحادث «استفزازاً مباشراً من خلال استخدام غير قانوني لوسائل عسكرية مفرطة».
ويأتي هذا التطور بعد غارة عسكرية أميركية في البحر الكاريبي الأسبوع الماضي أودت بحياة 11 فنزويلياً وغرقت زورقاً ادّعت إدارة الرئيس دونالد ترامب، من دون تقديم أدلة، أنه كان ينقل مخدرات. ونفت فنزويلا هذه المزاعم، وقال ديؤسدادو كابيِّو، وزير السلطة الشعبية الداخلية، إنّ القتلى لم يكونوا أعضاءً في ما يُعرف بـ«ترين دي أراغوا» كما زعمت واشنطن.
وعلق كابيِّو على الشاشة الرسمية: «اعترفوا علناً بقتل 11 شخصاً. تحقيقاتنا تُظهر أن الضحايا لم يكونوا مهربين مخدرات. لقد ارتُكب جريمة قتل جماعية ضد مواطنين باستخدام قوة مميتة». من جهتها دافعت البيت الأبيض عن الضربة، ووصفت المتحدثة آنّا كيلي الضحايا بأنهم «إرهابيو مخدرات شريرون من ترين دي أراغوا»، وأضافت أن نيكولاس مادورو «ليس الرئيس الشرعي لفنزويلا» واصفَـه بأنه «هارب».
تُنكر دول عدة شرعية مادورو بوصفه قائداً منتخباً نتيجة ما اعتُبِر في أعينها انتخابات غير نزيهة، لكن إدارة ترامب لم تقدم أدلة تربط الرئيس الفنزويلي بتنظيم ترين دي أراغوا، وأفادت أجهزة الاستخبارات الأميركية بعدم وجود دلائل على تنسيق بين الحكومة ومهربي المخدرات. ولم ترد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فوراً على طلبات للتعليق.
وأعلن الرئيس مادورو نشر قوات وبرِيق وقوات مدنية مسلحة على امتداد 284 «محور قتال»، معززاً الزيادة السابقة في التواجد العسكري على الحدود مع كولومبيا. ومن سيوداد كاريبيا قال مادورو إن فنزويلا مستعدة للدفاع عن مياهها: «نحن جاهزون لخوض قتال مسلّح إذا اقتضت الحاجة».
من جانبها، وسعت الولايات المتحدة وجودها العسكري في جنوب البحر الكاريبي بإرسال سفن حربية ونشر عشر طائرات مقاتلة من طراز F‑35 إلى بورتوريكو. وفي الشهر الماضي ضاعفت واشنطن مكافأة المعلومات المؤدية إلى اعتقال مادورو إلى 50 مليون دولار، متهمة إياه بعلاقات مع تهريب المخدرات وأنشطة إجرامية؛ وهو ما تنفيه فنزويلا مؤكدة أنها ليست دولة منتجة للمخدرات.