فنزويلا تطالب أوبك بالتصدي لتهديدات الولايات المتحدة

مادورو يطالب كتلة منتجي النفط بحماية احتياطيات فنزويلا من “العدوان” الأمريكي

دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى التدخّل لمساعدة بلاده في مواجهة “التهديدات المتزايدة وغير القانونية” التي يحمّلها للولايات المتحدة ولرئيسها دونالد ترمب.

في رسالة موجهة إلى أعضاء الكتلة من الدول الكبرى المنتجة للنفط، اتهم مادورو واشنطن بأنها تسعى إلى “الاستيلاء” على احتياطيات فنزويلا النفطية، التي تُعَد الأكبر في العالم. وجاء في الرسالة، التي نُشِرَت نسخة منها عبر مؤسسة البث الحكومية تلِـيSUR، دعوته إلى بذل أقصى الجهود لـ”إيقاف هذا العدوان الذي يتصاعد ويهدد بشدة توازن السوق الطاقية الدولية، سواء للدول المنتجة أو المستهلكة.” (التوازن)

مادورو قدّم أيضاً “إدانة رسمية” لاستخدام القوة العسكرية القاتلة ضد أرض البلاد وشعبها ومؤسساتها، ونوّه بأن هذه الشكوى تم توجيهها إلى أوبك وإلى مجموعة أوبك+ الأوسع.

على الرغم من أنّ فنزويلا تملك أكبر احتياطيات نفطية مثبتة في العالم — بنحو 303 مليار برميل حتى عام 2023 — فقد صدّرت النفط الخام بقيمة لم تتجاوز 4.05 مليار دولار في 2023، وهو مستوى منخفض جداً مقارنة بدول منتجة كبرى، ويرجع جزؤه إلى العقوبات الأمريكية المفروضة منذ رئاسة ترمب الأولى.

كانت فنزويلا، جنبا إلى جنب مع إيران والعراق والكويت والسعودية، من بين الأعضاء المؤسِّسين لأوبك عام 1960، حيث تعاونت الدول الأعضاء في العقود التالية للتحكم في المعروض النفطي والتأثير في مستوى الأسعار العالمية.

تصاعد عسكري

تأتي رسالة مادورو بعد يوم من تغريدة لترامب على منصته “Truth Social” أفاد فيها أن “المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها مغلق بالكامل”، من دون أن يقدّم توضيحات إضافية. كتب ترمب: “إلى جميع شركات الطيران والطيارين وتجار المخدرات ومهرّبي البشر، اعتبروا المجال الجوي فوق وحول فنزويلا مغلقاً تماماً.”

يقرأ  بكين تستضيف بوتين ومودي — قمة تطغى عليها الحروب التجارية مع الولايات المتحدة

وصفت كاراكاس تصريح ترمب بأنه “تهديد استعماري”. وتقول الحكومة الفنزويلية منذ شهور إن التصعيد الكبير لحضور واشنطن العسكري في منطقة الكاريبي يهدف إلى تأمين الوصول إلى احتياطيات البلاد من النفط والغاز. من جهتها، تقول البيت الأبيض إن هدفها مكافحة مهربي المخدرات، غير أن بيانات واشنطن نفسها تشير إلى أن فنزويلا ليست مصدراً رئيسياً للمخدرات الواصلة إلى الولايات المتحدة، حسب منتقدين.

أسفرت ضربات نفذتها الولايات المتحدة ضد زوارق قالت واشنطن إنها كانت تنقل مخدرات عن مقتل ما لا يقل عن 83 شخصاً؛ واتهم مناصرو حقوق الإنسان هذه الضربات بكونها “إعدامات خارج نطاق القضاء” وانتهاكاً للقانون الدولي.

كما نشرت الولايات المتحدة انتشاراً عسكرياً كبيراً في منطقة الكاريبي، شمل أكبر حاملة طائرات في العالم، USS Gerald R Ford، وسفن حربية أخرى، وآلاف الجنود، وطائرات مقاتلة من طراز F‑35.

“احفر، احفر”

بوصفه رئيساً، تعهّد ترمب بتوسيع إنتاج النفط بشكل كبير، ملمّحاً إلى وعد حملته الانتخابية عام 2023 المعبّر عنه بشعار “احفر، احفر”. وفي أواخر نوفمبر أعلن إدارته خططا جديدة للتنقيب قبالة سواحل كاليفورنيا وفلوريدا للمرة الأولى منذ عقود.

في المقابل، تطالب العديد من دول الجزر الكاريبية — التي تعاني آثار العواصف الاستوائية والكوارث المتزايدة بسبب تغيّر المناخ — الدول المعتمدة على الوقود الأحفوري بالتحوّل إلى مصادر طاقة بديلة للتصدي للتحديات المناخية والإنسانية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة.

أضف تعليق