إلغاء تصاريح ستّ شركات طيران أجنبية عقب تعليق الرحلات إلى فنزويلا
سحبت السلطات الفنزويلية حقوق التشغيل عن ستّ شركات طيران أجنبية كانت قد أوقفت رحلاتها إلى البلاد بعد تحذيرات من «نشاط عسكري متصاعد» في المنطقة. الشركات المعنية تشمل إيبيريا الإسبانية، وتي إيه بي (TAP) البرتغالية، وأفيانكا الكولومبية، وغول البرازيلية، والخطوط التركية، وشركة لاتام التي تتخذ من تشيلي والبرازيل مقراً لها.
اتهمت حكومة كاراكاس تلك الناقلات بـ«الانخراط في أعمال إرهاب دولة تُروِّج لها الولايات المتحدة»، واعتبرت القرار رداً على ما اعتبرته تهديداً للأمن الوطني. لكنّ دبلوماسيين ومسؤولي شركات طيران أجنبيين وصفوا هذه الخطوة بأنها «رد غير متناسب».
في وقت سابق، أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) تحذيراً لشركات الطيران من «حالة محتملة خطرة» في المجال الجوي الفنزويلي بسبب «تدهور الوضع الأمني وتزايد النشاط العسكري»، ما دفع بعض الناقلات إلى إلغاء رحلاتها مؤقتاً. ونقلت الرابطة الدولية للنقل الجوي (IATA) عن سلطات فنزويلا مطالبة الشركات باستئناف الرحلات خلال 48 ساعة وإلا فسيُواجَه قرار تجميد تصاريح التشغيل.
انتقد وزير الخارجية البرتغالي باولو رانجل ردّ فنزويلا، وقال إن سفارة بلاده ستتواصل مع السلطات الفنزويلية لتوضيح أن الإيقاف كان مؤقتاً لأسباب أمنية فقط. وأضاف: «علينا أن نوضّح للسلطات الفنزويلية أن هذا الإجراء غير متناسب، وأننا لا ننوي إلغاء خطوطنا إلى فنزويلا؛ قمنا بذلك لأسباب تتعلق بالسلامة».
تصاعد التوتر بين واشنطن وكاراكاس منذ عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية، مع حشد عسكري أمريكي كبير في منطقة الكاريبي بحجة مكافحة تهريب المخدرات. من جهته، اعتبر الرئيس نيكولاس مادورو تحركات القوات الأمريكية تمهيداً لاحتمال هجوم يهدف إلى زعزعة استقرار حكمه، فردّ بتحركات عسكرية واستعدادات خاصة.
وتتصاعد الانتقادات الدولية تجاه بعض الإجراءات الأمريكية؛ فقد اعترفّت الولايات المتحدة مؤخرًا بالمعارضة الفنزويلية كالرابح الشرعي في انتخابات 2024، كما نفّذت منذ سبتمبر عدة غارات جوية على زوارق ومراكب اتهمتها بنقل مخدرات، أسفرت عن مقتل نحو 83 شخصاً حسب تقديرات أولية. وتحمّل منظمات حقوقية وخبراء قانون دولي تلك الضربات بأنها عمليات خارج نطاق القضاء وانتهاكات للقانون الدولي، خاصة مع اتهامات إدارة ترامب بصلات بين بعض القتلى وجماعات إجرامية في فنزويلا من دون دليل قاطع.
على صعيد الردود المحلية، قال وزير الداخلية الفنزويلي ديوسادو كابّيو: «احتفظوا بطائراتكم، وسنحتفظ بكرامتنا». من جانبها، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) نقلاً عن مصدر مجهول في إيبيريا أن الناقلة تأمل في استئناف رحلاتها «في أقرب وقت ممكن وبمجرد توافر شروط الأمن الكامل»، لكنها أوضحت أنها لا تستطيع التشغيل في مناطق تشكل خطراً عالياً على السلامة.
تبقى أجواء المنطقة مشحونة، مع مخاوف من تصاعد الأحداث العسكرية والدبلوماسية، فيما تُقيَّم الخيارات لدى شركات الطيران والدول المعنية بين الحفاظ على الروابط الجوية واحترام تحذيرات الأمن الجوي الدولي.
(خطأ مطبعي: الطاائرات)