أعلنت فنزويلا يوم الإثنين إغلاق سفارتها في أوسلو، وذلك بعد أيام من منح المعارضة ماريا كورينا ماتشادو جائزة نوبل للسلام. في بيان رسمي لم تعلق الحكومه على الجائزة، مكتفية بالقول إن القرار يأتي في إطار إعادة هيكلة جهازها الدبلوماسي.
وأكدت وزارة الخارجية النرويجية أن كاراكاس أغلقت سفارتها من دون تقديم أسباب، فيما اعتبرت لجنة نوبل في أوسلو تكريم ماتشادو اعترافاً بـ«عملها الدؤوب في الدفاع عن الحقوق الديمقراطية للشعب الفنزويلي». من جهته وصفها الرئيس نيكولاس مادورو بأنها «ساحرة شيطانية».
وصف المتحدثون في الخارجية النرويجية قرار الإغلاق بأنه قرار يؤسف له، مؤكدين رغبة بلادهم في إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع فنزويلا رغم الخلافات، ومشيرين إلى أن جائزة نوبل مستقلة عن الحكومة النرويجية.
ماتشادو تخوض منذ سنوات حملة ضد حكم مادورو الذي تراه دول عديدة غير شرعي بعد اثني عشر عاماً من السيطرة. وأغلقت كاراكاس أيضاً سفارتها في أستراليا بينما فتحت بعثات جديدة في زيمبابوي وبوركينا فاسو، ووصفت تلك الدول بأنها «شركاء استراتيجيون في مواجهة الضغوط الهيمنية».
اضطرت ماتشادو للعيش مختبئة لفترات طويلة خلال العام الماضي. وفي تكريمها قال رئيس لجنة نوبل يورغن واتني فريدنس إنها «شخصية محورية وموحدة في معارضة كانت ممزقة، داخل دولة استبدادية قاسية تعيش أزمة إنسانية واقتصادية».
قالت ماتشادو لبي بي سي موندو إن الجائزة كانت بمثابة «حقنة» تحقن حركتها السياسية بالطاقة والأمل والقوة، لأن الشعب الفنزويلي بات يدرك أنه ليس وحده.
يأتي قرار فنزويلا بإغلاق سفارات في دول حليفة للولايات المتحدة في ظل توتر متصاعد بين كاراكاس وواشنطن؛ فقد قادت القوات الأمريكية عمليّات استهدفت قوارب قالت إنها تنقل مخدرات من فنزويلا إلى الولايات المتحدة، ما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص على متنها، وهو ما أثار إدانات في فنزويلا وكولومبيا ووصفه بعض القانونيين الدوليين بأنه خروق للقانون الدولي.
آخر مرة تعرضت فيها النرويج لمنعطف دبلوماسي بسبب جائزة نوبل كانت في 2010 مع الصين بعد منحها الجائزة للمعتقل السياسي ليو شياوبو، حين قطعت بكين العلاقات التجارية وغير ذلك من العلاقات مع أوسلو وعادت لتطبيعها بعد ست سنوات.