فنزويلا تُجهّز نشرًا عسكريًا واسعًا تحسبًا لهجوم أميركي — نيكولاس مادورو

وصول حاملة طائرات أميركية قبالة سواحل أمريكا اللاتينية يثير تكهنات بإمكانية محاولة الولايات المتحدة الإطاحة بالحكومة الفنزويلية

أعلنت حكومة فنزويلا أنها تهيئ قواها المسلحة تحسباً لأي غزو أو هجوم عسكري من الولایات المتحدة. وقال وزير السلطة الشعبية للدفاع فلاديمير بادرينو في بيان نشر الثلاثاء إن الاستعدادات تتضمن «نشراً ضخماً للقوت البرية والجوية والبحرية والنهرية والصاروخية»، إلى جانب مشاركة الشرطة والميليشيات ووحدات المواطنين.

يأتي هذا الإعلان مع وصول مجموعة ضربة حاملة الطائرات جيرالد آر. فورد إلى البحر الكاريبي، وهو ما أشعل التكهنات حول احتمال قيام إجراءات عسكرية تهدف إلى إسقاط حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، الذي يعتبر خصماً قديمَ العهد للسياسة الأميركية.

تفاقمت التوترات بين البلدين منذ عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة لفترة ثانية في يناير. وأكد البنتاغون الثلاثاء أن مجموعة ضربة حاملة الطائرات، التي تضم أكبر حاملة طائرات في العالم، وصلت إلى المنطقة حاملةً نحو 4000 بحار على الأقل بالإضافة إلى «طائرات تكتيكية».

وخلال الأسابيع الماضية ضخّت إدارة ترامب أيضاً قوات إلى مناطق قريبة من الكاريبي، بينها بورتو ريكو والسلفادور وبنما وترينيداد وتوباغو، لإجراء تدريبات وعمليات أخرى. وقد بررت الإدارة هذه التحركات بأنها ضرورية «لقطع طرق تهريب المخدرات وحماية الوطن». كما اتهم مسؤولون أميركيون مادورو بالوقوف وراء أنشطة تنظيم «ترين دي أراجوا»، وهي عصابة فنزويلية لها وجود محدود نسبياً داخل الولايات المتحدة.

من جانبهم اتهم مادورو وحلفاؤه الولايات المتحدة بـ«الغايات الإمبريالية». ومع ذلك تظل تساؤلات حول مدى قدرة فنزويلا على ردع أي تقدم عسكري أميركي محتمل. يرى خبراء أن حكومة مادورو سعت لعرض صورة من الاستعداد العسكري في مواجهة تكديس واسع للقوات الأميركية في الكاريبي، لكنها قد تواجه صعوبات بسبب نقص في الأفراد والمعدات الحديثة.

يقرأ  الحرب الروسية‑الأوكرانية — قائمة الأحداث الرئيسية في اليوم الـ١٢٧٦

استُغل احتمال التدخل الأميركي داخلياً لصالح حشد التأييد، غير أن مادورو يواجه في المقابل استياءً مجتمعياً واسعاً وعزلة دبلوماسية متزايدة بعد انتخاب مثير للجدل عام 2024 اتسم باتهامات واسعة بالتزوير وقمع المتظاهرين.

بدأ التصعيد العسكري في منطقة الكاريبي بعد بدء سلسلة غارات أميركية في الثاني من سبتمبر. ونفذت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 19 ضربة جوية استهدفت زوارق مشتبه بضلوعها في تهريب المخدرات في الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي، ما أسفر عن مقتل نحو 75 شخصاً.

أشار ترامب إلى أن «الضربات البرية ستكون التالية»، لكنه نفى في أواخر أكتوبر أن يكون يخطط لشن هجمات داخل فنزويلا حين سئل عن ذلك، فأجاب «لا». ويقول خبراء قانونيون إن هجوماً عسكرياً على فنزويلا قد ينطوي على انتهاك للقانون الدولي، فيما تُظهر استطلاعات حديثة لشركة YouGov أن نحو 47% من الأميركيين يعارضون شن هجمات برية على الأراضي الفنزويلية، مقابل حوالي 19% يؤيدونها.

وعلى الرغم من تعهد القوات المسلحة الفنزويلية بدعم مادورو ومقاومة أي هجوم أميركي، أفادت وكالة رويترز بأن الحكومة تكافح لتوفير الغذاء واللوازم الأساسية لأفراد الجيش بدرجة كافية. وقد يمثل الاستفادة من عناصر شبه عسكرية وقوات شرطية إضافية محاولة لسد ثغرات في قدرة المؤسسة العسكرية المحدودة. وأوردت رويترز أن مذكرة حكومية تشمل خططاً لوحدات صغيرة في نحو 280 موقعاً يمكن أن تستخدم العنف والتخريب وتكتيكات حرب العصابات لتحقيق «مقاومة مطوّلة» ضد أي غزو محتمل.

أضف تعليق