قائد عسكري أمريكي يؤكّد «تعاونًا وثيقًا» مع سوريا لمواجهة تهديدات داعش — أخبار حرب سوريا

قائد القيادة المركزية الأمريكية: «حالات متعددة من التعاون» مع قوات سوريا ضد داعش

قال قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، براد كوبر، إن الولايات المتحدة نفّذت عمليات مشتركة مع قوات سورية تستهدف تنظيم داعش، مؤكداً أن واشنطن تعمل على «تعزيز التعاون» مع السلطات السورية. جاءت تصريحاته خلال مشاركة افتراضية في فعالية لمعهد الشرق الأوسط يوم الأربعاء.

«لقد شهدنا الآن حالات متعددة من التعاون مع الحكومة السورية لمواجهة تهديدات محددة للغاية لتنظيم داعش»، قال كوبر، مشيراً إلى أن هذه التصريحات تزامنت مع الذكرى السنوية الأولى لبدء التحول السوري بعد سقوط حكومة الرئيس بشار الاسد في هجوم خاطف شنّه مقاتلو المعارضة.

وأوضح كوبر أن الانقلاب في مواقف دمشق ووضعها الأمني يعكس تحوّلاً لافتاً، إذ كانت للعاصمة روابط وثيقة لسنوات طويلة مع خصوم الولايات المتحدة من روسيا وإيران خلال حكم الأسد. كما بيّن أن الولايات المتحدة تساند جهود دمج قوات سوريا الديمقراطية، ذات الغالبية الكردية، مع القوات الحكومية السورية.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من واشنطن، على مساحات واسعة في شمال شرق البلاد حيث تتمتّع بحكم ذاتي فعلي. ورغم الاتفاق الذي أُبرم في مارس لاندماج مقاتلي قسد في مؤسسات الدولة السورية، وقعت احتكاكات متقطعة بين الطرفين. وقال كوبر: «الاندماج الناجح لقسد مع القوات الحكومية السورية سيؤدي إلى بيئة أمنية أكثر قابلية للتنبؤ واستقراراً».

انضمت سوريا إلى التحالف العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش الشهر الماضي، بعد زيارة الرئيس أحمد الشراع — القائد المتمرد السابق الذي كان يقود سابقاً مجموعة ارتبطت بها صلات بتنظيم القاعدة — إلى واشنطن ولقائه بالرئيس دونالد ترامب.

وأفاد كوبر أن «الأسبوع الماضي عملنا مع وزارة الداخلية السورية على تحديد وتدمير 15 موقعاً لتخزين أسلحة تابعة لداعش في جنوب سوريا». وأضاف: «أسفرت تلك العملية عن مصادرة وتدمير أكثر من 130 قذيفة هاون وصاروخاً، وعدد كبير من الأسلحة الفردية، وعبوات مضادة للدبابات، ومواد متفجرة مُعدة للاستخدام في العبوات الناسفة، بالإضافة إلى مخدرات غير مشروعة».

يقرأ  لوح راكب أمواج ينشطر إلى نصفين بعد هجوم يُشتبه أنه لقرش أبيض كبير

على الرغم من هزيمة التنظيم إقليمياً وتحرر معظم أراضيه بين 2014 و2019، لا يزال بقايا داعش تشكل تهديداً حسب مسؤولين أمريكيين. ونشرت الولايات المتحدة خلال الحرب ضد التنظيم ما يصل إلى 2000 جندي في سوريا، إلا أن إدارة ترامب أعلنت في وقت سابق هذا العام تقليص عدد القواعد والقوات الأمريكية في البلاد.

وأكد كوبر أن الجيش الأمريكي سيواصل لعب دور «نشيط» في دعم المبعوث الأمريكي توم باراك لتحقيق رؤية ترامب في «شرق أوسط مزدهر وسوريا مستقرة ومتصالحة مع نفسها وجيرانها». كما أعرب عن شكره للسلطات السورية على اعتراض شحنات أسلحة كانت موجهة إلى حزب الله في لبنان، وأضاف: «هذه أمثلة على المكاسب الأمنية الملموسة التي يمكن تحقيقها ميدانياً من خلال تعاون وثيق مع قوات الحكومة السورية».

منذ سقوط الأسد، كثفت إسرائيل — الحليف الأكبر للولايات المتحدة في المنطقة — غاراتها الجوية على سوريا وعززت تواجدها العسكري في جنوب البلاد. كما نفّذت قوات إسرائيلية غارات منتظمة في الجنوب وعمليات اختطاف واختفاء قسري لسكان محليين. لم يتطرق كوبر في كلمته إلى الحملة الإسرائيلية في سوريا، لكنه أثنى على ما وصفه بـ«دبلوماسية السلة» في إشارة إلى لقطات له وهو يلعب كرة السلة مع الشراع في وقت سابق من هذا العام.

واختتم قائلاً: «بينما تبقى كثير من الأعمال أمامنا، أرى أسباباً قوية للتفاؤل والأمل بشأن الفرصة التاريخية المتاحة الآن».

أضف تعليق