واشنطن — بعد دقائق قليلة من تسريبات أن الناشط اليميني الأميركي تشارلي كيرك تعرّض لإطلاق نار، نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو منشورًا على وسائل التواصل عبّر فيه عن تعاطفه.
مع إعلان وفاة كيرك يوم الأربعاء، سارعت شخصيات إسرائيلية رسمية إلى تأبين الرجل البالغ من العمر 31 عامًا والتأكيد على علاقاته المؤيدة لإسرائيل.
«صديقٌ شجاع لقضية إسرائيل، حارب الأكاذيب ووقف شامخًا دفاعًا عن الحضارة اليهودية‑المسيحية»، كتب رئيس الوزراء على منصة إكس. «تحدّثت إليه قبل أسبوعين فقط ودعوتُه إلى إسرائيل. للأسف، تلك الزيارة لن تتم».
سعت هذه الجهود إلى تصوير كيرك كبطلٍ ساقط ليس فقط في صفوف الحركة المحافظة الأميركية بل أيضًا كمدافع عن إسرائيل، وذلك في وقت يتزايد فيه انتقاد مراكز ونشطاء يمينيون بارزون للدعم الأميركي غير المشروط لحليف واشنطن في الشرق الأوسط.
ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي غيدعون سار كيرك بـ«الصديق الرائع» لإسرائيل.
وقال في منشور: «مثل تشارلي القيم اليهودية‑المسيحية التي توحّد إسرائيل وأميركا. وفوق كل شيء كان محاربًا لا يخشى في سبيل الحقيقة والحرية. لقد قُتل بسبب ذلك».
لم تُعتقل أية جهة مشتبه بها في مقتل كيرك، الذي كان حليفًا مقربًا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا تزال دوافع الاغتيال غير واضحة.
ونعى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير كيرك يوم الأربعاء، حين نشر صورة للنشطاء اليميني أمام علم إسرائيل بالقرب من مسجد ابراهيمي في الضفة الغربية المحتلة.
وقال بن غفير: «التواطؤ بين اليسار العالمي والإسلام الراديكالي هو أخطر خطر يهدد الإنسانية اليوم».
«كان تشارلي يرى هذا الخطر وينذر منه. لكن رصاص القاتل الحقير أصابه».
في محطاتٍ عامة أخيرة له، روّج كيرك — الذي اعتاد مهاجمة الإسلام والمسلمين — لنظرية مؤامرة لا أساس لها تفيد بأن الإسلام واليسار السياسي يتعاونان لتقويض الولايات المتحدة وأوروبا.
كتب في منشور على وسائل التواصل يوم الثلاثاء، قبل يوم من إطلاق النار: «الإسلام هو السيف الذي يستخدمه اليسار لذبح أميركا».
ركّز عدد من الساسة الإسرائيليين على علاقات كيرك بإسرائيل أثناء مدحهم لآرائه.
فمثلاً وصف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس كيرك بأنه «مدافع نهم عن القيم اليهودية‑المسيحية، وعن أميركا ودولة إسرائيل».
مصطلح «القيم اليهودية‑المسيحية» يجذب المحافظين الأميركيين التقليديين، لكن منتقدين يرون أنه يستهدف استبعاد المسلمين ومجموعات دينية أخرى من المجتمعات الغربية، كما يجادلون بأنه تيمًا تاريخيًا خاطئًا بالنظر إلى العداء والمعاداة للسامية التي تعرّضت لها الجاليات اليهودية في المجتمعات المسيحية بأوروبا عبر القرون الماضية.
مع ذلك، بقيت عبارة «القيم اليهودية‑المسيحية» ترد مرارًا في التأبينات الإسرائيلية لتشارلي كيرك.
وانضم وزير المالية بتسائل سموترتش إلى المسؤولين الإسرائيليين في نعت كيرك بوصفه «صديقًا حقيقيًا لإسرائيل».
مواقف كيرك من إسرائيل
كان كيرك مؤيدًا صريحًا لإسرائيل، وإن بقي أحيانًا متردّدًا في مواقف معيّنة.
ففي الشهر الماضي أنكر ما توثّقته تقارير واسعة عن تجويع مفروض في غزة على يد القوات الإسرائيلية، مكررًا روايات إسرائيلية تزعم أن ما وصفته الأمم المتحدة بـ«المجاعة» في القطاع ليس سوى «حرب بصرية بحتة».
ورغم سنواته الطويلة في الدفاع عن إسرائيل، لم يكن كيرك بمنأى عن تيار «أميركا أولًا» المتصاعد، الذي بدأ يشكّك في فوائد الولاء الأميركي الكامل لحليف واشنطن في المنطقة.
وعندما ضغت قيادات إسرائيلية على ترامب في يونيو لشن ضربات على إيران، حذّر كيرك من أن قاعدة مؤيدي «اجعلوا أميركا عظيمة مجددًا» كانت تعارض الحرب.
قال على برنامجه: «أستطيع أن أقول لكم الآن، قاعدتنا من حملة MAGA لا تريد حربًا على الإطلاق. هم لا يريدون تدخل الولايات المتحدة. لا يريدون أن تكون أميركا منخرطة في هذا».
دعم كيرك قيودًا إدارتها ترامب ضد نشاطات مناصرة الحقوق الفلسطينية في الحرم الجامعي، بما في ذلك جهود لترحيل طالب من جامعة كولومبيا، محمود خليل، وهو ما قال ناشطون إنه انتهاك لحقوق حرية التعبير. ومع ذلك، اعترض أحيانًا على تجاوزات من أنصار إسرائيل تهدف إلى قمع منتقدي الدولة.
في مايو عبّر عن معارضته لمشروع قانون يقترح معاقبة مقاطعة إسرائيل.
كتب آنذاك على منصة إكس: «في أميركا يُسمَح بوجود آراء مختلفة. يُسمَح لك بالاختلاف والاحتجاج».
«سمحنا لعددٍ كبيرٍ جدًا من الناس الذين يكرهون أميركا بالقدوم إلى هنا من الخارج، لكن الحق في التحدث بحرية هو حق مولود لجميع الأميركيين».
وفي يوليو استضاف حلقة نقاش لشباب محافظين متشككين من التحالف الأميركي‑الإسرائيلي، وبدى محبطًا من اتهامات بمعاداة السامية تُوجَّه لأي نقد موجه لإسرائيل.
قال: «يخبرني بعض الناس أنه إذا انتقدت AIPAC فأني معادٍ للسامية».