قادة الاتحاد الأوروبي يسعون لاستغلال الأصول الروسية المجمدة في إعادة إعمار أوكرانيا

الاتحاد الأوروبي وكالاس: الكتلة تعمل بسرعة على قرض لأوكرانيا يستند إلى أصول روسية مجمّدة

تاريخ النشر: 1 أكتوبر 2025

أعربت قوى أوروبية كبرى عن تأييدها لفكرة استخدام أصول روسية مجمّدة كضمان لقرض ضخم مخصّص لإعادة إعمار أوكرانيا. الخطة، المسماة بـ«قرض التعويضات» والتي عرضت لأول مرة على الملأ من قبل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين منتصف سبتمبر، تقترح تسييل الأموال الروسية المجمّدة في بنوك أوروبية لتدعيم قرض بقيمة 140 مليار يورو (حوالي 164.4 مليار دولار) لأوكرانيا، يكون مضموناً إما بموازنة الاتحاد الأوروبي طويلة الأمد التالية أو بضمان دول أعضاء في الاتحاد. وبموجب الاقتراح، لن يُطلب من كييف سداد القرض طالما لم تغط روسيا تكاليف التعويضات عن الحرب.

تصاعد الدعم

في قمة عقدت في كوبنهاغن، بدا أن الدعم يزداد بعد أن أيد زعماء من فنلندا والسويد وإستونيا — بيتييري أوربو، أولف كريسترشون، وكريستين ميخال — استخدام الأموال الروسية المصادرة لدعم أوكرانيا. وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، التي استضافت الاجتماع، إن خطة المفوضية «تمثّل في الواقع طريقًا جيدًا للمضي قدمًا». وأضافت أنه توجد قضايا قانونية يجب دراستها لكنها واثقة من أن الاتحاد سيجد مخرجاً، مؤكدة أن فكرة الاستفادة من الأصول المجمدة «فكرة جيدة».

أبدى كل من رئيس وزراء هولندا ديك سهوف والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انفتاحاً على الخطة شريطة معالجة المخاطر القانونية والمالية. وقال ماكرون: «يجب أن نبقى مكاناً جاذباً وموثوقاً، نحن الأوروبيون. وهذا يعني أنه عندما تُجمّد أصول، علينا احترام القانون الدولي».

مساعي التوافق والقلق المالي

قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن الاتحاد يعمل بسرعة للتوصل إلى اتفاق بشأن القرض، مشيرةً إلى وجود اختلافات ليست بالقليلة. «انه ليس مدعوماً من الجميع بعد، لذا ما زال أمامنا عمل كثير»، قالت للصحفيين على هامش القمة. وأضافت أنّه إذا لم نأخذ هذه الأصول الروسية في الحسبان فستتحمّل خزائن دافعي الضرائب العبء بالتأكيد.

يقرأ  الاحتجاجات الحاشدة في آسيا تكشف عن قوة جيل زد

«الاستيلاء غير القانوني على ممتلكات روسية»

شن الكرملين هجوماً لاذعاً على مقترح قرض التعويضات واصفاً أي استخدام للأموال الروسية المجمدة لهذا الغرض بأنه «سرقة صريحة». وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الحديث يدور عن مخططات تستهدف ما وصفه «الاستيلاء غير القانوني على ممتلكات روسية» وأضاف: «في روسيا نسمي ذلك ببساطة سرقة». وحذّر من أن أي جهة تُحوّل أصول روسيا أو عوائدها «ستُحاسب بطريقة أو بأخرى» وستُحال للمساءلة.

وجّه بيسكوف أيضاً إنذاراً بأن مثل هذه الخطوات قد تقوّض الثقة بالمؤسسات المالية الأوروبية وأن «الآثار الراجعة ستضرب بقوة الدول المستودعة الرئيسية، أي الدول التي تسعى لجاذبية استثمارية».

تكلفة إعادة الإعمار والأصول المجمّدة

قدّرت دراسة للبنك الدولي هذا العام أن تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا حتى ديسمبر 2034 تبلغ نحو 524 مليار دولار — أي نحو 2.8 ضعف الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024. وتُقدّر الأصول الروسية المجمدة بحوالي 300 مليار دولار، منها نحو 210 مليارات يورو (حوالي 247 مليار دولار) محتجزة في أوروبا، ويتركز منها 185 مليار يورو لدى «يوروكلير» المودع المركزي للأوراق المالية في بروكسل. تجدر الإشارة إلى أن الفوائد المتحصلة من بعض هذه الأصول الروسية المجمدة تُستخدم بالفعل لتمويل برنامج قرض منفصل لأوكرانيا تنظمه مجموعة السبع، ولن تتأثر هذه الترتيبات بطرح الاتحاد الأوروبي الجديد.

أضف تعليق