نُشر في: 8 سبتمبر 2025
قادة جزر المحيط الهادئ افتتحوا قمتهم السنوية في جزر سليمان، حيث من المتوقع أن تكون قضايا التغير المناخي والأمن في صلب المحادثات، في ظل صراع النفوذ الإقليمي بين الصين والولايات المتحدة.
انطلقت فعاليات التجمع الأسبوعي في هونيار يوم الاثنين بلقاء للدول الصغيرة الأعضاء في المنتدى، على أن يتجه قادة المنتدى المؤلَّف من 18 دولة، من بينها أستراليا ونيوزيلندا، إلى منتجع ساحلي في موندَا لعقد جلسة تنشيطية يوم الخميس.
يُذكر أن قمة هذا العام تُعقد من دون مشاركة اثنين وعشرين من شركاء المانحين من المراقبين، منهم الصين والولايات المتحدة وتايوان، بعد خلاف بشأن حضور تايبيه أدى إلى قرار سلطات جزر سليمان بمنع هؤلاء المراقبين.
من بين أعضاء المنتدى الـ18، تربط ثلاث دول علاقات دبلوماسية بتايوان، ولثلاث دول اتفاقيات دفاعية مع الولايات المتحدة، وبعض الأعضاء مناطق تابعة لفرنسا، وثلاثة عشر عضواً له علاقات مع الصين.
قال ديفافيسي واقا، الأمين العام لمنتدى جزر المحيط الهادئ، إن اجتماع هذا العام سيعالج «الأولويات الإقليمية» بما في ذلك التغير المناخي، حوكمة المحيط، الأمن، والمرونة الاقتصادية. وأضاف: «هذه ليست قضايا سياساتية فحسب؛ بل واقع معيشٍ يعيشه شعوبنا».
رحب رئيس وزراء جزر سليمان، جيريميا مانيلي، بالزعماء القادمين من الدول المجاورة إلى هونيارا، مشدداً على أن شعار القمة «Lumi Tugeda: Act Now for an Integrated Blue Pacific Continent» يعكس الإلحاح المطلوب لتحقيق الوحدة الإقليمية والعمل المشترك. وقال وفق بيان: «إذا كان هناك وقت يَحتم تعزيز الإقليمية الباسيفيكية والعمل الجماعي، فهو الآن».
دافع مانيلي عن قرار منع المراقبين الأجانب، موضحاً في مقابلة مع هيئة الإذاعة الأسترالية (ABC) أن القرار مؤقت إلى حين تحديث آليات مشاركة غير الأعضاء في المنتدى. وأضاف أن المنطقة الباسيفيكية «يجب أن تقود أجندتها وأن تملكها بنفسها، وألا تشتت انتباهها بقضايا شقاق تروج لها وسائل إعلام خارجية». وصرح أيضاً: «نحن لسنا تحت ضغط أي قوى خارجية. دعوني أكون واضحاً: جزر سليمان دولة ذات سيادة. حكومتنا تتصرف وفق مصلحة أمتنا والمنطقة».
من المتوقع أن يوقِّع قادة المنطقة إعلان «محيط السلام» المقترح من فيجي، الذي طرحه رئيس وزراء فيجي سيتيفيني رابوكا في ضوء الكوارث الفادحة التي ألمّت بالمنطقة بسبب التغير المناخي والاستغلال الواسع لمواردها. يتضمن الاقتراح مبادئ توجيهية من قبيل حماية والاعتراف برعاية الشعوب الباسيفيكية للبيئة، تسوية المنازعات سلميًا، ورفض الإكراه.
بحسب هيئة الإذاعة الأسترالية، سيصل رئيس وزراء أستراليا، أنتوني ألبانيز، إلى هونيارا يوم الأربعاء بعد زيارة لفانواتو، حيث من المتوقع أن يوقع على اتفاق تاريخي لتعزيز الروابط الاقتصادية والأمنية. وقد قادت فانواتو مؤخراً قضية بارزة أمام محكمة العدل الدولية، التي حكمت بأن الدول مطالبة بالتحرك بشكل عاجل لمواجهة «التهديد الوجودي» للتغير المناخي من خلال التعاون لخفض الانبعاثات.
سيتصدر على طاولة هونيارا أيضاً طلبُ أستراليا استضافة مؤتمر الأطراف للتغير المناخي COP31 العام المقبل بصفتها «قمة باسييفيكية»، في وقت تتعرض فيه كانبيرا لانتقادات بسبب سجلّها المتباين في خفض انبعاثاتها وصادراتها من الوقود الأحفوري. وكانت أستراليا قد تعهدت سابقاً بالعمل عن كثب مع جيرانها الجزرية لرفع مستوى الوعي بالتحديات الناتجة عن ارتفاع مستويات البحار وتزايد شدة العواصف.
أعضاء المنتدى الـ18: أستراليا، جزر كوك، ولايات ميكرونيزيا الموحدة، فيجي، بولينيزيا الفرنسية، كيريباتي، ناورو، كاليدونيا الجديدة، نيوزيلندا، نيوي، بالاو، بابوا غينيا الجديدة، جمهورية جزر مارشال، ساموا، جزر سليمان، تونغا، توفالو، وفانواتو.