قاضٍ أمريكي يأمر بتحسين أوضاع مركز احتجاز المهاجرين في نيويورك أخبار الهجرة

قاضٍ فيدرالي أميركي أصدر أمراً للقائمين على شؤون الهجرة بتحسين أوضاع مركز احتجاز في مانهاتن عقب شكاوى عن ازدحام مفرط، وطعام غير كاف وظروف صحية متدنية.

في جلسة يوم الثلاثاء، أصدر القاضي لويس كابلان أمراً تقييدياً مؤقتاً يُلزم وكالة الهجرة والجمارك (ICE) بتنفيذ إصلاحات في مبنى 26 فيدرال بلازا، وهو مبنى حكومي يحتوي في أحد طوابقه على زنازين لاحتجاز المهاجرين وطالبي اللجوء.

ينص الأمر التقييدي على تقليص طاقة الاستيعاب في مراكز الاحتجاز، وضمان النظافة وتوفير فرشات للنوم. وقال كابلان: «استنتاجي هنا أن هناك تهديدًا خطيرًا باستمرار وقوع ضرر لا يُجَتَبَى، بالنظر إلى الظروف التي أُبلغت بها».

بموجب الأمر، يتعيّن على الحكومة تنظيف الزنازين بدقة ثلاث مرّات يومياً وتوفير كميات كافية من الصابون والمناشف وورق التواليت وفرش الأسنان ومعجون الأسنان ومنتجات صحية نسائية. كما طلب القاضي تخصيص 4.6 متر مربع (50 قدماً مربعاً) لكل شخص، مما يخفض سعة أكبر غرفة من أكثر من أربعين محتجزاً إلى نحو خمسة عشر فقط.

ولضمان وصول المحتجزين إلى محامين، قضى الأمر بوجوب إتاحة مكالمات هاتفية قانونية سرية، غير مراقبة وغير مسجلة.

داخل الشكوى
جاءت هذه التغييرات استجابة لشكوى رفعها محامو مُتقدم لجوء بيروفي يُدعى سيرجيو ألبرتو باركو ميركادو، الذي أُوقف في 8 آب/أغسطس بعد حضوره جلسة محكمة مجدولة. واحتُجز باركو ميركادو في مبنى 26 فيدرال بلازا بعد اعتقاله، وذكر محاموه أن هو وغيره واجهوا «ظروفاً مزدحمة وبالية ومعاقِبة»، وادّعوا أيضاً أن الوصول إلى موكلهم جرى منعه بعد اعتقاله.

شهد باركو ميركادو بأن غرفة الاحتجاز كانت «مكتظة للغاية» و«تنبح منها رائحة المجاري»، وأن الحالة فاقمت عدوى في الأسنان أدت إلى تورم وجهه وتغيير نطق كلامه. وفي تصريح تحت القسم قال: «لم نكن نحصل دائماً على كمية كافية من الماء. كان هناك حارس أحياناً يرفع زجاجة ماء وننتظر أن يرشّها في أفواهنا، كما لو كنا حيوانات».

يقرأ  مسؤولون بنغلاديشيون يدلون بشهاداتهم ضد توليب سيدّيق في محاكمة لمكافحة الفساد — أخبار الفساد

نُقل باركو ميركادو لاحقاً إلى مرفق احتجاز في شمال ولاية نيويورك. وفي المستندات القانونية اشتكى محتجزون آخرون من افتقارهم للصابون وفرش الأسنان ومنتجات النظافة أثناء تقييدهم داخل مبنى 26. وذكروا أنهم أُطعموا «طعاماً غير صالح للأكل» وتحملوا «رائحة مروعة» من العرق والبول والبراز، جزئياً لأن بعض الغرف تحتوي على مراحيض مفتوحة. وأضافت الدعوى أن امرأة حائض لم تُتاح لها منتجات الحيض لأن النساء في غرفتها نُزّعن لتقاسم قطعتين فقط.

أظهر تسجيل بهاتف محمول الشهر الماضي نحو اثنين وعشرين رجلاً مكتظين في إحدى غرف الاحتجاز الأربع بالمبنى، كثير منهم يستلقون على الأرض بأغطية حرارية بدون فرشات أو حشوات.

ردّ ICE على اتهامات المعاملة السيئة
في جلسة الثلاثاء، اعترف محامٍ يمثل الحكومة بأن «الظروف اللاإنسانية غير مقبولة ولا ينبغي التسامح معها». وقال جيفري إس. أويستريشر، ممثلاً لمكتب المدعي العام الأميركي للمنطقة الجنوبية لنيويورك: «نعتقد جميعاً أن ظروف مبنى 26 فيدرال بلازا يجب أن تكون إنسانية، ونحن نشاطر هذا الاعتقاد بوضوح».

في المقابل حاولت الحكومة التقليل من شأن مزاعم الاكتظاظ والظروف غير الإنسانية. وذكرت نانسي زانيلو، المديرة المساعدة لمكتب إنفاذ وإجراءات الترحيل التابع لـ ICE في مدينة نيويورك، في إفادة تحت القسم أن 24 شخصاً كانوا محتجزين في غرف المبنى الأربع حتى يوم الإثنين، وهو رقم أقل بكثير من الحد الأقصى المقرر بقرار مسؤول الإطفاء في المدينة والبالغ 154 شخصاً للطابق. وأضافت أن كل غرفة مجهزة على الأقل بمِرحاض وحوض وغسل، وأن منتجات النظافة متوافرة بما في ذلك الصابون ومناديل تنظيف الأسنان ومنتجات نسائية.

أهمية الموقع والسياق الأوسع
أضحى موقع 26 فيدرال بلازا بؤرة توتُّر في نيويورك مع تشديد إدارة الرئيس دونالد ترامب سياسة الهجرة تجاه المهاجرين غير الموثّقين. تقع زنازين الاحتجاز في الطابق العاشر، على بعد طابقين فقط تحت محكمة الهجرة. كما يضم المبنى مكتب الميدان لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ومكاتب حكومية أخرى.

يقرأ  استوديو كيلن ينعش هوية فينتيد: واثقة، مرنة ومتجذرة في روح مجتمعها

في حين نفّذت ICE مداهم بارزة في مصانع ومزارع وأماكن عمل أخرى في أنحاء البلاد، شهدت نيويورك اعتقالات الهجرة في الغالب داخل مباني المحاكم، أثناء خروج المهاجرين وطالبي اللجوء من جلساتهم المدنية. وانتقد معارضون هذه الممارسات بوصفها انتهاكاً لحق الإجراءات القانونية الواجبة، محذّرين من أن تنفيذ الاعتقالات داخل المحاكم قد يردع الأجنبيّين عن السعي لطرق هجرة قانونية.

وفي كانون الثاني/يناير، ألغت الإدارة التوجيهات التي كانت تحدّ من اعتقالات الهجرة في «المواقع الحساسة»، التي تُعتبر المحاكم عادةً من بينها. وقد أظهر تحليل نشره موقع The City الإخباري المحلي هذا الأسبوع أن نصف الاعتقالات التي جرت في المحاكم على مستوى البلاد في أواخر أيار وبداية حزيران وقعت في مدينة نيويورك.