قال منظمو القافلة المؤيدة للفلسطينيين إن إحدى سفنهم تعرّضت يوم الثلاثاء لهجوم بطائرة مُسيّرة قبالة السواحل التونسية، في حين نفى القضاء التونسي تلك الادعاءات.
قافلة «الصمود العالمية» انطلقت من برشلونة الأسبوع الماضي وعلى متنها مئات الناشطين، من بينهم غريتا ثونبرغ. وذكر المنظمون أن إحدى السفن الرئيسة «تعرضت لضربة بطائرة مسيّرة في مياه تونسية»، وأصاب الحادث سطح السفينة ومستودعات تحت السطح بأضرار ناتجة عن الحريق.
وأضاف البيان أن جميع الركاب وأفراد الطاقم الستة «بصحة جيدة»، وأن الحريق ألحق أضراراً بالسطح الرئيسي ومخازن تحت السطح.
من جهتها، رفضت السلطات التونسية ادعاءات الهجوم بالطائرة المسيَّرة، مؤكدة أن الحريق على متن السفينة ناجم عن اشتعال سترة نجاة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية التونسية (ت.أ.ب) عن وزارة الداخلية أن قوات الأمن فتحت تحقيقاً في الحريق وخلصت إلى أنه نشب بسبب اشتعال سترة نجاة ناجم عن سيجارة أو ولاّعة.
وقالت الوكالة إنه لم تقع إصابات ولا أضرار مادية جوهرية سوى حرق عدد من سترات النجاة.
على الرّغم من ذلك، نشرت القافلة على حسابها في إنستغرام مقاطع فيديو تُظهر وميضاً قادماً من السماء يصيب السفينة ويؤدّي إلى اندلاع الحريق.
وقالت فرانشيسكا ألبانيسي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، إن الحادث «أثار صدمة» وحذّرت من أن القافلة تعرّضت لتهديدات متكررة، من بينها تهديدات من جهات إسرائيلية، مشددة على «تاريخ الهجمات على القوافل».
في مؤتمر صحفي عقب الحادث، روى أحد الناشطين الموجودين على متن السفينة المستهدفة كيف سمع صوت الطائرة المسيّرة ورآها تحوم على ارتفاع نحو ٣ أو ٤ أمتار فوق رأسه، فخرج من غطاء السطح وطلب من زملائه الانتباه. وقال إن اثنين منهم وقفا تحت الطائرة في تلك اللحظة، ثم تحرّكت نحو مقدمة السطح ووقفت لثوانٍ فوق مجموعة من سترات النجاة، قبل أن تُسقِط قنبلة. فجر الانفجار وأدى إلى لهيب كبير.
تهدف قافلة «الصمود» إلى كسر الحصار البحري الإسرائيلي على شواطئ غزة وتوصيل مساعدات إنسانية إلى سكان القطاع المنكوب. وكلمة «صمود» تعني الثبات والمواجهة في اللغة العربية.
يقول منظمو القافلة إن هذه الحركة تُعدّ الأكبر من نوعها حتى الآن.
في الماضي، حالت إسرائيل دون محاولات عدة لكسر الحصار البحري، ومنع محاولة لسفينة إيطالية في شهر يوليو من الوصول أيضاً.
شاركت ثونبرغ، الناشطة السويدية في مجال المناخ، في رحلة مماثلة على متن سفينة مادلين في وقتٍ سابق من هذا العام ضمن ائتلاف قوافل الحرية.
في مايو الماضي، أفاد ناشطون من التحالف بوقوع هجوم بطائرة مسيّرة قرب جزيرة مالطا في البحر المتوسط.
صعدت قوات إسرائيلية على متن سفينة مادليين على بعد نحو ٢٠٠ كيلومتر قبالة سواحل غزة في ٩ يونيو ونقلوها إلى ميناء أشدود الإسرائيلي شمال القطاع، ثم تم ترحيل ثونبرغ ونشطاء آخرين.