ليس مستغرباً أن إيطاليا — الدولة التي اخترعت الإسبريسو — تُعزى القهوة إلى كونها ركيزة أساسية من اقتصادها. وحجمها؟ وفقاً لـ Statista، بلغ إجمالي عائدات قطاع القهوة في إيطاليا 15.60 مليار دولار حتى عام 2025. وتفيد تقارير Slow Italy أنّ سكان مدن مثل ترييسته يستهلكوون حوالي 10 كيلوغرامات من حبوب القهوة سنوياً، ما يجعلها من أكثر الوجهات هوساً بالقهوة في العالم. ورغم أن التضخّم رفع أسعار السلع المنزلية وزاد قيمة اليورو (€1 ≈ $1.17) بنحو 70% منذ عام 2000، ظلّ سعر الإسبريسو مستقراً إلى حدّ لافت. تشير بيانات Statista أيضاً إلى أن السعر المتوسط لفنجان قهوة في إيطاليا كان يقارب 1.50€ حتى ديسمبر 2024، وإن بعض المدن تفرض أسعاراً أقل من ذلك. ومع ذلك يدفع كثير من السياح مبالغ أكبر بكثير لنفس الفنجان، لمجرّد أنهم لا يعرفون خدعة بسيطة يمكن أن توفر عليهم الكثير خلال رحلتهم الإيطالية.
النقطة الرئيسية عادة إيطالية قديمة: الوقوف عند البار بدلاً من الجلوس على الطاولة. السياح الذين يقفون يدفعون السعر المحلي العادي، أما الجالسين فيتعرضون لفواتير أعلى بكثير. هذا الفرق السعري، المعروف بـ “al banco” (عند البار) مقابل “al tavolo” (على الطاولة)، يتناسب مع ثقافة القهوة السريعة في إيطاليا؛ فالمحليون عادةً يشربون الإسبريسو في نحو 30 ثانية قبل مواصلة يومهم.
لماذا خدمة البار أرخص من خدمة الطاولة
قواعد قديمة ما تزال تشكل واقع المقاهي اليوم. قبل الحرب العالمية الأولى بعدّة سنوات، فرضت الحكومة سقفاً قانونياً على سعر القهوة. وبما أن المطاعم والمقاهي لم تكن تستطيع أن تفرض أكثر من حدّ على سعر القهوة نفسها، بدأوا يفرضون رسوماً مقابل العمل والخدمة لتعويض الإيرادات المفقودة.
تكافؤ الأجر وتكاليف العمالة يفسّران جزءاً كبيراً من الفجوة. وفقاً لبنك إيطاليا، نمت إنتاجية العمال في إيطاليا بمعدل 0.25% سنوياً بين 2000 و2022، وهو أضعف معدل في منطقة اليورو. هذا الخلل المزمن في الإنتاجية يوضّح سبب معاناة سلاسل المطاعم من البقاء مربحة. انخفاض الإنتاجية يعني ارتفاع تكاليف العمالة، لذا تفرض المقاهي رسوماً أعلى على خدمة الطاولات حيث يحتاج النزلاء الجالسون إلى نادل لأخذ الطلبات وتنظيف الطاولات، بينما الزبائن الواقفون لا يحتاجون إلى ذلك.
ثم هناك رسوم إضافية. كثير من الأماكن تدرج “coperto” — أو رسوم تغطية — بقيمة بضعة يورو للشخص. كما تفرض المقاهي المزدحمة بالسياح أحياناً “servizio” — أو رسوم خدمة — بنحو 10% إلى 20% من قيمة الفاتورة. كل ذلك قد يحوّل فنجان إسبريسو سعره 1.20€ عند البار إلى فاتورة بقيمة 4–5€ عند الطاولة. وقد تكون الزيادة أكبر من ذلك: في Caffè Florian في البندقية، يتحوّل الكابتشينو الذي يُباع بـ 6€ عند العَداد إلى 12€ عند الطاولة.
طرق سهلة ليتذوّق السياح القهوة ويوفّروا مثل السكان المحليين
إتقان طريقة طلب القهوة المحلية يمكن أن يوفر عليك كثيراً ويساعدك على تجنّب أخطاء مالية شائعة أثناء السفر. اذهب إلى البار وقل بالايطالية “Un caffè, per favore” مقابل فنجان الإسبريسو — أي “قهوة، من فضلك”. قف عند العداد، اشرب بسرعة، ثم ادفع عند الصندوق. عادة تشرب أولاً ثم تدفع لاحقاً عند العداد. أما على الطاولة فقد يحضرون الفاتورة، يأخذون الدفع فوراً، أو يسجلون الطلب لتسدّده عند الصندوق.
توقيت طلبك للقهوة استراتيجية أخرى لتفادي أسعار السياح والنظرات الغريبة. إذا طلبت كابتشينو بعد الحادية عشرة صباحاً، سيعرف المحليون فوراً أنك زائر لأنهم يشربون الكابتشينو عادةً على الإفطار فقط. ستندمج أفضل إذا طلبت إسبريسو مباشرًا كمنشط بعد الظهر.
وأيضاً مكان المقهي مهم: المقاهي الحيّية البعيدة عن المعالم السياحية الكبرى عادة أرخص. انظر إلى Caffè Pedrocchi: مشهور تاريخياً ويبيع الإسبريسو بـ 3€. وبما أن المتوسط الوطني يقارب نصف ذلك، فقد ترغب بالبحث عن خيارات أكثر انعزالاً لتوفير بعض المال.
للمزيد، راجع المقال الأصلي على Money Digest.