قراصنة يستولون على تسجيلات كاميرات جناح الولادة في الهند في إطار شبكة جريمة إلكترونية

اكتشفت الشرطة شبكة إجرامية إلكترونية واسعة النطاق بعد أن تبيّن أن تسجيلات كاميرات المراقبة في مستشفى توليد بالهند قد تم اختراقها وبيعها عبر قنوات على تطبيق تيليغرام، ما أثار تساؤلات جدّية حول الخصوصية وأمن البيانات في بلد باتت فيه كاميرات المراقبة أمراً شائعاً.

في وقت سابق هذا العام تنبّهت سلطات ولاية غوجارات إلى مقاطع نُشرت على منصات إلكترونية، أظهرت نساء حوامل أثناء فحوص طبية وتلقّي حقن في مناطق حسّاسة — وبعض تلك المقاطع تضمن روابط توجه المشاهدين إلى قنوات تيليغرام لشراء نسخ أطول. قال مدير المستشفى إن الكاميرات رُكِّبت لحماية الأطباء من ادعاءات زائفة؛ ولم تكشف الشرطة عن اسم المدينة أو المستشفى حفاظاً على هوية الضحايا، الذين لم يتقدّم أي منهم بشكوى رسمية حتى الآن.

أفادت التحقيقات أن المخترقين سرقوا مشاهد حسّاسة على الأقل من نحو 50 ألف كاميرا مراقبة منتشرة في أنحاء البلاد وطرحوها للبيع عبر الإنترنت. الكاميرات باتت جزءاً من المشهد الحضري في الهند: مراكز تسوق، مكاتب، مستشفيات، مدارس، مجمّعات سكنية خاصة، وحتى داخل المنازل. ورغم أن وجود الكاميرات يعزّز من مستوى الأمن، فإن أنظمة رديئة التركيب أو إدارة معرضة لاختراقات تشكّل تهديداً للخصوصية.

حذّر خبراء من أن كثيراً من الأنظمة تُدار من قبل موظفين يفتقرون لتدريب في الأمن السيبراني، وأن نماذج محلية الصنع قد تكون سهلة الاستغلال. تعود وقائع مشابهة إلى سنوات سابقة: في 2018 ادّعى موظف تقني في بنغالور أن كاميرته قد اختُرقت وطُلِب منه فدية بالبيتكوين، وفي 2023 تبيّن لليوتيوبر أن كاميراته المنزلية تم اختراقها بعدما انتشرت مقاطع خاصة له ولأفراد أسرته.

رداً على تكرار الحوادث، طالبت الحكومة المركزية العام الماضي الولايات بعدم شراء كاميرات من موردين لهم سوابق في اختراقات أمنية، وفرضت قواعد جديدة لتعزيز الأمن السيبراني لأنظمة المراقبة. ومع ذلك ما تزال حوادث الاختراق تُسجل بين الحين والآخر.

يقرأ  أغلبية هيئة المحكمة العليا في البرازيل تصوّت لإدانة جايير بولسونارو بتهمة التخطيط لانقلاب

أوضحت الشرطة في غوجارات أنها كشفت “شبكة أفراد منتشرة عبر البلاد” كانت تخترق أنظمة المراقبة في مستشفيات ومدارس وكليات ومكاتب وشقق خاصة، وحتى غرف نوم أشخاص متعددين. وبيّنت التحقيقات أن المشاهد كانت تُعرض للبيع بأسعار تراوحت بين 800 و2000 روبية، مع قنوات تيليغرام تقدّم اشتراكات للوصول الحي للمشاهد مباشرة.

سُجّلت قضايا بموجب مواد قانونية تتعلق بانتهاك خصوصية مريضة، نشر مواد فاضحة، التلصّص والإرهاب السيبراني — وهو جرم لا يجوز إطلاق سراح المتهمين فيه بكفالة. وقد تواصلت السلطات مع تيليغرام ويوتيوب، فتمت إزالة المقاطع المعروضة. ومنذ فبراير اعتُقل ثمانية أشخاص في القضية من ولايات متعددة، وما زالوا رهن الحبس الاحتياطي أثناء سير الإجراءات القضائية، بينما نفا محامٍ عن ثلاثة متهمين صلة موكليه بالاختراق، مدعياً أن جهات أخرى نفّذت الخروقات.

يحذر محققو جرائم إلكترونية من أن شبكات المنازل وأنظمة الكامرات الضعيفة الحماية تمثل أهدافاً يسيرة، ويؤكدون ضرورة تأمينها بشكل صحيح. فأنظمة المراقبة اللاسلكية تسهّل الوصول إلى المقاطع عن بُعد عبر الهواتف الذكية أو الحواسيب، وبمجرد اتصال النظام بالانترنيت يصبح ممكنًا للمخترقين تحديد عنوان الـ IP وكلمة المرور الافتراضية، ومن ثم مشاهدة المقاطع أو تسجيلها أو تنزيلها أو حتى إيقاف النظام عن العمل.

من الإجراءات البسيطة والفعالة لتحسين الأمن تغيير عناوين الـ IP وكلمات المرور الافتراضية، واستخدام كلمات مرور قوية تضم حروفاً وأرقاماً ورموزاً غير موجودة في القواميس، مع إجراء تدقيقات دورية بواسطة مختصّي أمن سيبراني. كما أنّ على مصنّعي الكاميرات أن يتحمّلوا جزءاً من المسؤولية عبر تزويد عبوات الأجهزة وتحذيراتها بتوجيه واضح يطالِبُ المستخدمين باستبدال كلمات المرور الافتراضية بكلمات معقّدة — أشبه بتحذيرات الصحة على علب السجائر.

أشارت منظمات حقوقية إلى أن الكاميرات كثيراً ما تُركّب دون موافقة الأشخاص، وأن مؤسسات كثيرة، لا سيّما تلك التي تعمل في أماكن حسّاسة، مُطالَبة بضمان تأمين أنظمتها بصورة كافية. وفي أحد المستشفيات المتأثرة قال المدير إن الكاميرات في غرف الفحص والحقن وُجدت لحماية الأطباء من اتهامات كيدية، وإنها أُزيلت من الأماكن الحساسة لاحقاً.

يقرأ  تنتشل فرق الإنقاذ السودانية ٣٧٠ جثمانًا من انهيارات أرضية في دارفور — وما زال الكثيرون محاصَرِين تحت الأنقاض

أخبرت الشرطة هيئة التحقيق بأن لا مستشفى ولا أي مريضة قد قدّمت شكوى رسمية، وأن الشكوى قد أُدرِجت أخيراً على يد ضابط شرطة. وأوضح ضابط أن “النساء يخشين أن تُكشَف هويتهن، لذا تترددن في تقديم شكاوى”. وتؤكّد ناشطات حقوقيات أن وصمة العار الاجتماعي تجعل الضحية تُعانى مرة أخرى، فحين يتعلّق الأمر بزاوية جنسية تُعاد إيقاع الضرر عليها بسبب طابع المجتمع الذكوري. لم تقم بإرسال أي نصّ للترجمة.
الرجاء إرسال النصّ الذي تودّ إعادة صياغته وترجمته إلى العربية، وساقوم بذلك فور استلامه.

أضف تعليق