قرية هولندية خلّابة تستعد لفرض رسوم دخول على السائحين

جون لورنسون — مراسل الشؤون التجارية، زانس شانس، هولندا

قرية زانس شانس التاريخية، المشهورة بطواحينها الهوائية، تتوقع استقبال نحو 2.8 مليون زائر هذا العام — رقمان هائلان لبلدة يسكنها نحو مئة نسمة فقط. في العام الماضي زارها 2.6 مليون شخص، بينما كان عدد الزوار عام 2017 نحو 1.7 مليون. المشهد أصبح محرجاً للسكان المحليين، فالمجلس البلدي قرر أن يفرض ابتداءً من الربيع القادم رسماً بقيمة €17.50 على كل زائر لا يقيم في المنطقة، في محاولة للحدّ من الاكتظاظ.

مديرة المتحف في القرية، ماريك فيرويج، تصف الوضع بصراحة: “انها بلدة صغيرة! لا توجد لدينا المساحة لاستيعاب كل هؤلاء الناس.” وتضيف أن بعض الزوار لا يدركون أن الناس يعيشون هنا، فيدخلون الحدائق، يطرقون الأبواب، يلتقطون صوراً داخل المنازل باستخدام عصي السيلفي، بل بعضهم يتبوّل في الحدائق—باختصار، لا خصوصية على الإطلاق.

الطواحين نفسها مشهد رائع: واحدة خشبية مطلية بالأخضر، وأخرى بجدران مغطاة بالقش. كلما اشتدّ الريح دارت شفراتها، وهو مشهد يجذب الزوار لالتقاط الصور، حتى أن الزائرين يصطفون في طوابير مهذبة لالتقاط السيلفي عند أجمل المواقع، في حين تُسمع لغات عدة — الصينية، الإنجليزية، الإسبانية، العربية، الإيطالية والروسية — على جسر صغير يعبر القناة نحو الطواحين.

الخطة أن يحجز الجميع ويدفعوا إلكترونياً مقدماً، كما هي العادة في كثير من المتاحف بعد جائحة كوفيد. القيمة المضافة للرسوم هي أنها تغطي مقابل دخول المتحف ودخول داخل الطواحين، وعملياً هما خدمتان كانتا تُحتسبان بشكل منفصل سابقاً. في المتحف لوحة للطواحين المحلية رسمها الرسام الفرنسي الانطباعي كلود مونيي عندما زار المكان عام 1871، وفي داخل الطواحين تُعرض آليات القرن السابع عشر التي استخدمها الهولنديون ليس لطحن الحبوب فحسب، بل لطحن الأصباغ وصناعة الدهان ونشر الأخشاب.

يقرأ  ديمقراطيو تكساس ينهون إضراباً استمر أسبوعين احتجاجاً على خريطة دوائر الكونغرس المرسومة لصالح الجمهوريينأخبار دونالد ترامب

إذا انخفض عدد الزوار إلى نصفه بعد إدخال الرسم، ستحقق الميزانية السنوية نحو €24.5 مليون. تخطط البلدية إنفاق الأموال على صيانة الطواحين وبناء بنية تحتية جديدة—حمامات عامة أفضل، على سبيل المثال. لكن أصحاب المتاجر والمطاعم في القرية قلقون جداً؛ فهم يعتمدون على التدفق السياحي. المتاجر نفسها جزء من الجذب: موظفو محل الجبن يلبسون الأزياء التقليدية، وفي متجر الأحذية تُعرض عروض لصناعة النعال الخشبية، والحرف تباع داخل بيوت خشبية قديمة، مثل محل التحف والهدايا الذي يعود تاريخه إلى 1623.

ستير شاب، التي تشارك في إدارة متجر الهدايا “Trash and Treasures”، تحذر من أن الرسم يهدد مصدر رزقهم: “سيكون أمراً فظيعاً. الناس من ذوي الميزانية المحدودة لن يستطيعوا القدوم، وسنفقد الكثير من زبائننا.” وتوضح أن عائلة من أربعة أفراد مع حساب تكلفة الموقف قد تنفق نحو €100 لزيارة قصيرة، ما يترك ميزانية محدودة للمشتريات.

بين الطواحين قابلت زواراً لهم آراء متباينة: إيشان من كندا يقول إنه متردد بدفع €17.50 لمجرّد رؤية طواحين: “المبلغ مرتفع قليلاً لشيء كهذا.” في المقابل، إليزيا، ألبانية نشأت في اليونان وتسكن الآن في هولندا، تقول إنها ستدفع بلا تردد لأن القرى الصغيرة تفقد سحرها عندما يزدحمها السياح. وستيف من ماساتشوستس يجري حساباته ويجد ميزة في الرسوم الشاملة: “أنا شحيح نوعاً ما—أنظر للطاحونة وأقول ‘لا، لن أدفع مبلغاً إضافياً’، لكن إذا كان كل شيء مشمولاً فلن أتردد. سيكون تجربة أكثر اكتمالاً وصفقة لا بأس بها.”

السياق العالمي يوضح أن مثل هذه الرسوم ليست زيًّا جديداً تماماً: بوتان تفرض رسوماً يومية على الزوار، وفينيسيا تُجرب رسماً بقيمة €5 ليوم الزائرين، كما أن دولاً مثل الولايات المتحدة وبريطانيا تفرض رسوم تصريح سفر أو تأشيرات على الأجانب. ومع ذلك، تظل القرى التي تفرض رسوم دخول نادرة؛ أمثلة أخرى محدودة تشمل قرية الصيد المملوكة خصوصياً كلوفلي في ديفون بالمملكة المتحدة، ومدن إيطالية مثل تشيفيتا دي باغنورجو وكورينّو بليينيو، وقرية بنغليبوران في بالي بإندونيسيا.

يقرأ  قراصنة أتراك يتصلون بإسرائيل كاتس عبر مكالمة فيديو ويُسرِّبون رقم هاتفه

وأنا أنتظر حافلتي للمغادرة، تصل حافلة جديدة والركاب يمررون بطاقاتهم الائتمانية لدفع الأجرة. قريباً سيبحث القادمون عن تذاكر مُسبقة الدفع ليتمكنوا من الدخول أيضًا.

أضف تعليق