قصف إسرائيلي يودي بحياة أكثر من ٩٠ فلسطينياً بينما تغرق مدينة غزة في دمارٍ شامل

قُتل ما لا يقل عن 76 فلسطينياً في مدينة غزة وحدها، فيما فرّ نحو 450,000 شخص من المركز الحضري الرئيس للقطاع الساحلي جراء الهجمات الإسرائيلية المكثفة. وتُظهر تقارير طبية في مستشفيات غزة أنه منذ الفجر سُجّلت وفاة 91 فلسطينياً في أنحاء القطاع، مع استمرار القصف العنيف على مدينة غزة، المركز الحضري للقطاع المحاصرةة.

أفادت مصادر طبية أن الحيّ الطفّاح شهد مقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص جراء غارة طائرة مسيّرة، بينما أبلغ مصدر في سيارة إسعاف عن سقوط خمسة قتلى على الأقل في مخيم الشاطئ بغرب المدينة، بينهم فتاتان، إثر هجوم إسرائيلي. وتقول تقديرات الجيش الإسرائيلي إنه هدم ما يصل إلى 20 برجاً سكنياً خلال الأسبوعين الماضيين.

ووفقا للدفاع المدني في غزة، فإن نحو 450,000 شخص — أي ما يقارب نصف سكان المركز الحضري — قد نزحوا عن مدينة غزة منذ إعلان إسرائيل في أغسطس عزمها السيطرة على المدينة واحتلالها.

تُبلّغ مراسلة الجزيرة هند خضاري من وسط غزة بأن القوات الإسرائيلية تستهدف الفارين أثناء محاولتهم الخروج بعد أوامر الإخلاء القسري. وقالت: «الجيش يستخدم طائرات رباعية المراوح لقتل من يحاولون الفرار، ويستعمل روبوتات تفجيرية يروى السكان أنه كلما انفجرت أحدها شعرت الناس كما لو أنه زلزال».

أصدرت حركة حماس يوم السبت ما سمّته «صورة وداع» تضمّ 48 أسيراً إسرائيلياً محتجزين في غزة، وحذّرت الحركة مراراً من أن تصعيد الهجمات الإسرائيلية أو اجتياح بري سيعرض حياة الأسرى للخطر؛ وقد قُتل بعض الأسرى بالفعل نتيجة ضربات جوية إسرائيلية. وتؤكد الحركة أن الأسرى «منتشرون في أحياء» مدينة غزة المحاصرة.

الوضع في المَواسي مؤلم

فيما كثّف الجيش الإسرائيلي قصفه المدمر لمدينة غزة، قال أيضاً إنه يواصل عملياته العسكرية في الجنوب. وقُتل ثلاثة أشخاص على الأقل من طالبي المساعدات في مركز توزيع قرب رفح في جنوب القطاع، جراء هجمات إسرائيلية.

يقرأ  موقع مبادرة «وقف زراعة فول الصويا» في البرازيل متوقف بعد انتكاسة قضائية في قضية مكافحة الاحتكار

وصفت خضاري منطقة المواسي في جنوب غزة، التي روّج الجيش الإسرائيلي لها على أنها «منطقة إنسانية آمنة» وأُبلغ إليها سكان الشمال، بأنها مكتظة جداً ولا تترك للناس كثيراً من البدائل. وقالت: «نرى خياماً على جوانب الشوارع؛ الناس نصبوا خيامهم حرفياً في أماكن بلا ماء ولا كهرباء ولا بنى تحتية»، مضيفة: «لأن الفلسطينيين لا يملكون أي خيار آخر».

وقال ميشال فوتياديس من منظمة أطباء بلا حدود إن الوضع في المواسي «مفجع». وأضاف أن الجميع يبحثون عن مكان لنصب خيمة لكن المواد غير متاحة، وأن الوصول إلى المياه صعب للغاية. وذكر أن مزيداً من الناس يصلون من شمال غزة بلا شيء بعد أن فرّوا من الهجمة العسكرية الإسرائيلية.

في سياق مماثل، لفت فوتياديس إلى أن حالات النزوح المتكررة والخوف المستمر دفع السكان إلى ما هو أبعد من اليأس العادي — إذ إن قابلية التحمل لدى المدنيين قد استُنزفت تماماً، وهم الآن في حالة يأس تفوق الحدود. الناس يصلون بلا ممتلكات، بلا موارد، وبآمال ضئيلة في حماية إنسانية فاعلة.

أضف تعليق