قصف روسي مكثف لعاصمة أوكرانيا قبل لقاء ترامب وزيلينسكي

زيلينسكي يتهم القيادة الروسية باستغلال “كل فرصة” لإلحاق مزيد من المعاناة بأوكرانيا

نُشر في 27 ديسمبر 2025

شنت روسيا ضربات بصواريخ وطائرات مسيَّرة على العاصمة الأوكرانية كييف عشية اجتماع حاسم بين قادة الولايات المتحدة وأوكرانيا، ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وترك ثلث المدينة من دون تدفئة، بحسب السلطات المحلية.

اهتزت كييف بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة منذ الساعات الأولى من صباح السبت، مع سريان حالة التأهب الجوي لما يقرب من عشر ساعات. قُتلت امرأة تبلغ من العمر 47 عامًا وأُصيب ما لا يقل عن 19 آخرين، من بينهم طفلان، حسبما أفاد عمدة كييف وحاكم إقليمها. وصرح تيمور تكاتشينكو، رئيس إدارة المدينة العسكرية في كييف، بأن الهجوم لا يزال جارياً حتى الساعة 10:45 صباحًا (08:45 ت.غ)، وتم رفع حالة الإنذار الجوي عن العاصمة في الساعة 11:20 صباحًا بالتوقيت المحلي (09:20 ت.غ).

إلى جانب الخسائر البشرية، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريي سيبها إن ثلث العاصمة بلا تدفئة مع تذبذب درجات الحرارة قرب مستوى التجمد (صفر مئوي). كما فقد نحو 320,000 منزلا الكهرباء في إقليم كييف الأوسع، الذي يحيط بالعاصمة لكنه لا يشملها، وفقًا لحاكم الإقليم ميكولا كلاشنيك.

هجوم جاء قبيل مفاوضات السلام المرتقبة

جاء الهجوم بينما يستعد زيلينسكي للاجتماع مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب في فلوريدا يوم الأحد لبحث سبل إنهاء الحرب التي تقترب من عامها الرابع. قال زيلينسكي إن المحادثات ستتناول ضمانات أمنية وقضايا سيطرة إقليمية مستقبلية — النقاط الرئيسية الخلافية في المفاوضات.

تطالب موسكو بانسحاب أوكرانيا من أجزاء من منطقة دونيتسك الشرقية التي لم تتمكن القوات الروسية من احتلالها خلال سنوات القتال، في سعيها للسيطرة الكاملة على منطقة الدونباس المكوَّنة من إقليمي دونيتسك ولوهانسك. من جانبها تسعى كييف لوقف القتال على خطوط الجبهة الراهنة.

يقرأ  ألاسكا: غضب وأمل مع وصول ترامب وبوتين جواً

ولسعياً إلى حل توفيقي، اقترحت الولايات المتحدة إنشاء منطقة اقتصادية حرة إذا تخلّت أوكرانيا عن أجزاء من دونيتسك. وأخبر زيلينسكي موقع Axios الإخباري الأمريكي يوم الجمعة أنه سيطلب موقعًا أقوى لأوكرانيا لكنه قد يطرح خطة مدعومة من الولايات المتحدة للاستفتاء إذا لزم الأمر.

أبدى كل من زيلينسكي وترامب تفاؤلاً بشأن اللقاء، وقال الرئيس الأوكراني إن معظم عناصر اتفاق محتمل تمّ تسويتها وأنه يأمل في إحكام إطار عمل نهائي على هامش قمة الأحد. “يمكن حسم الكثير قبل العام الجديد”، نشر زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة.

لكن هجوم السبت بدّد بعض هذا النبرة. في تدوينة أعقبت الغارات الجوية قال إن قيادة روسيا “لا تريد إنهاء الحرب” وإن طائراتها المسيرة وصواريخها “تتحدث بصوت أعلى من أي محادثات مطوَّلة” شاركوا فيها. وأضاف أن هدف القيادة الروسية “هو استخدام كل فرصة لفرض معاناة أكبر على أوكرانيا وزيادة ضغطها على الدول الأخرى حول العالم”.

قبل لقاء ترامب-زيلينسكي المرتقب، من المقرر أن يتحادث الزعيمان هاتفياً لاحقًا يوم السبت، وسيكون في المكالمة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وقادة أوروبيون آخرون، حسبما أفاد متحدث باسم المفوضية.

أضف تعليق