قوات إسرائيلية تقتل فلسطينيين اثنين في جنين أثناء محاولتهما الاستسلام أخبار النزاع الإسرائيلي الفلسطيني

قُتل رجلان فلسطينيان برصاص قوات إسرائيلية خلال مداهمة في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، بعدما حاولَا الاستسلام للقوات، وفق تسجيلات مصوّرة وشهادات شهود من مكان الحادث.

قالت مراسلة قناة الجزيرة نور عودة إن صحفيين في جنين أفادوا، يوم الخميس، بأن الرجلين رفعا قمصانهما ليُظهرا أنهما غير مسلّحين قبل أن تصدر القوات أمراً بعودتهما إلى المبنى الذي كانا محتجزين فيه. وأضافت أن «ثم أُطلقت النار عليهما وقتلا. لقد نفّذّوا حكم الإعدام» — حسب تعبيرها من مدينة رام الله.

من جهتها، صرّحت الجيش الإسرائيلي أن قوّاته طاردت مطلوبين «منتمين لشبكة إرهابية» في منطقة جنين و«باشرت إجراء استسلام استمرّ لساعات». ونقلت بيان الجيش أن إطلاق النار وقع بعد خروج المشتبه بهما من المبنى، وأن الحادثة قيد المراجعة من قادة الميدان وستتحوّل إلى الجهات المهنية المختصة.

لكن عودة لفتت إلى أن مراجعات الجيش الإسرائيلي لحالات قتل فلسطينيين نادراً ما تنتهي بتوجيه لوائح اتهام أو فتح تحقيقات جنائية.

واستنكر مصطفى برغوثي، رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، عملية القتل ووصفها بـ«الجريمة المروعة»، مشيراً إلى أن الجيش أعدم الرجلين بعد استسلامهما وأمام الكاميرات، وتساءل كيف يمكن لأحد أن يصمت أمام جرائم حرب إسرائيلية. على الجانب الآخر، رحّب وزير الأمن القومي الإسرائيلي من أقصى اليمين إيتامار بن غفير بالحادث وكتب على منصات التواصل أن القوات تصرفت «كما هو متوقع – على الإرهابيين أن يموتوا!».

تصاعد العنف
جاء الحادث في وقت نشرت فيه إسرائيل مروحيات هجومية وطائرات مسيّرة خلال مداهمات في شمال الضفة الغربية لليوم الثاني على التوالي، في إطار حملة مطوّلة ضد فلسطينيين في الأراضي المحتلة. واستمرت قوات الاحتلال في فرض حصار على مساحات واسعة من محافظة طوباس شمال شرق الضفة، بعد انطلاق عملية عسكرية واسعة في المنطقة.

يقرأ  استطلاع كلاس دوجو يكشف فجوة في التواصل داخل المدارس من الروضة وحتى الصف الثاني عشر

وذكر وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن ما لا يقل عن 25 فلسطينياً أصيبوا واحتُجز نحو 100 آخرين منذ بدء التوغّل الإسرائيلي يوم الأربعاء. وتؤكد إسرائيل أن هدف العملية هو اقتلاع مجموعات مسلحة فلسطينية، فيما يقول السكان إن الجيش نفّذ هجمات عشوائية ضد المدنيين ومنع الصحفيين والإسعاف من العمل وألحق أضراراً بالبنى التحتية.

ويتزامن هذا التصعيد مع ظلّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي اعتبرها خبراء الأمم المتحدة وكبرى منظمات حقوق الإنسان بأنها ترقى إلى مستوى «إبادة جماعية» بحسب تقاريرها. وقد تضرّر الشمال بشكل خاص؛ إذ أُجبر نحو 32 ألفاً من سكان عدة مخيمات لاجئين في المنطقة على النزوح منذ يناير ولم يسمح لهم بالعودة.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الأسبوع الماضي إن عمليات الإجلاء القسري من مخيمات جنين وقلقيلية ونُور شمس تشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ودعت المنظمة إلى تحقيقات وملاحقات جنائية بحق المسؤولين، مشدِّدة على أن الانتهاكات في الضفة تتزايد مع انحسار التغطية الدولية على غزة.

جزء من “نظام فصل عنصري قاسٍ”
أشارت مراسلة الجزيرة إلى أن وتيرة المداهمات العسكرية اليومية في الضفة الغربية المحتلة تضاعفت خلال العامين الماضيين، إذ بلغ متوسطها نحو 47 مداهمة يومياً على التجمعات الفلسطينية. وأضافت أن عشرات الفلسطينيين تعرّضوا للضرب على أيدي جنود إسرائيليين خلال الهجوم الحالي، بينهم رجل يبلغ من العمر 85 عاماً.

ووصف ممثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أحدث موجة العنف بأنها مستمرة رغم تكرار أوامر الهدم في الشمال، مشيراً إلى أن 12 مبنى في مخيم جنين مهدّدة بالهدم خلال الأسبوع الجاري، فيما يتوقع أن تُجزأ أجزاء من 11 مبنى آخر. وأوضح رولاند فريدريش، مدير شؤون الأونروا في الضفة، أن أكثر من 200 مبنى في المخيم صدرت بحقها أوامر هدم منذ فبراير، معتبراً أن هذا التدمير المنهجي يخالف مبادئ القانون الدولي ويعزّز سيطرة القوات الإسرائيلية على المخيمات على المدى الطويل.

يقرأ  مرئيات مُعدّلة للقوات الصينية نُسبت خطأً إلى وكالة «فرانس برس»

وأدانت منظمة العفو الدولية تشديد العمليات العسكرية ووصفته بأنه جزء من «نظام الفصل العنصري القاسي الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين» في الأراضي المحتلة، ودعت المجتمع الدولي إلى منع تصاعد الاعتداءات على المدنيين واتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة.

أضف تعليق