محال تجارية ضمن مبان مهدَّدة بالهدم مع تصاعد الاقتحامات العسكرية قرب قلنديا وكفر عقب
شَهِدَ محيط مخيّم قلنديا، شمال القدس الشرقية المحتلة، عمليات هدم واعتداء على محال تجارية بعد اقتحامات واسعة نفذتها قوّات إسرائيلية في ساعات الصباح الباكر، بحسب شهود عيان ومسؤولين طبيين. وتوسّعت الحملات لتشمل بلدة كفر عقب القريبة، حيث انتشرت آليات عسكرية بأعداد كبيرة، ونفّذت قوّات الاحتلال مداهمات للمنازل وطردت قاطنين من منازلهم قسريًا كما أفادت تقارير محلية.
أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها عالجت ثلاثة أشخاص على الأقل أُصيبوا خلال الاقتحامات في قلنديا وكفر عقب، تضمنت الإصابات رصاصة استقرت في الفخذ وطعنات ناجمة عن شظايا ذخيرة حية وإصابات ناجمة عن اعتداءات جسدية. وسجّلت محافظة القدس إصابة ثلاثة فلسطينيين على الأقل نتيجة إطلاق النار، إلى جانب عشرات حالات الاختناق جراء قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، بحسب وكالة وفا.
شملت الحملة توقيفات عدّة خلال الاقتحام الواسع، حيث تم احتجاز عدد من الفلسطينيين من بينهم عنان محمد طه ووالده محمد طه، من سكان مخيّم قلنديا، وفقًا لوفا. كما أُبلغ بعض أصحاب المحال بخطابات اخطار ومصادَرة بضائع من متاجر تجارية في المخيّم وكفر عقب وأجزاء من شمال القدس بذريعة ديون بلدية غير مسدّدة.
«ترهيب» و«قلق» يوميّان
أمَرَت قوّات الاحتلال عائلات عديدة بإخلاء منازلها مؤقتًا، وحوّلت ما لا يقلّ عن ثلاثة منازل إلى نقاط تمركز عسكرية مؤقّتة في كفر عقب، مع إعطاء تعليمات بأن العملية قد تستمر حتى صباح يوم الأربعاء. واقتحمت القوات نادي الشباب داخل مخيّم قلنديا وحوّلته إلى قاعدة ميدانية، بحسب مراسلة الجزيرة ندى إبراهيم، التي قالت إنّ الصحفيين الذين يغطّون العملية تعرّضوا لاستهداف مباشر بقنابل صوتية وغازات مسيلة للدموع أثناء الاقتحام في كفر عقب.
أفادت سلطات محافظة القدس أن قنابل صوتية أُطلقت باتجاه طلاب كانوا عائدين من المدرسة، كما صادرت قوات الاحتلال كاميرات مراقبة خاصّة. واعتبرت ندى إبراهيم أن القوى الإسرائيلية تواصل «ترهيب» الفلسطينيين، وقالت: «نَهَبوا محالًا فلسطينية ودمروا لوحات إعلانية وبنرات في محاولة لإضعاف العجلة الاقتصادية الفلسطينية»، مضيفة أن هذه الاقتحامات اليومية تُولِّد حالة من القلق الدائم لدى السكان. وتشير تقديرات إلى أن متوسط الاقتحامات في الضفة الغربية يقارب 60 عملية يوميًّا.
أثر اقتصادي وخدماتي
يقطن معظم المتأثرين بهذه الإجراءات حاملو بطاقات الهوية المقدسية، ويشتكون من فرض ضرائب بلدية مرتفعة مقابل خدمات أساسية متواضعة أو منعدمة. وفي سياق منفصل، اندلعت مواجهات في بلدة بيت فوريك شرقي نابلس بعد اقتحامها من قبل قوّات الاحتلال.