هجوم على المسشفى في شمال دارفور يوقع 12 قتيلاً و17 جريحاً — الهجوم الثاني خلال 24 ساعة
نُشر في 8 أكتوبر 2025
انشر على وسائل التواصل الاجتماعي
أفادت مصادر طبية بأن ما لا يقل عن 12 شخصاً قتلوا وأصيب 17 آخرون عندما قصفت قوات الدعم السريع مستشفىً في ولاية شمال دارفور بالسودان. ومن بين الجرحى طبيبة وعضو طاقم تمريضي، بحسب بيان صادر عن شبكة أطباء السودان يوم الأربعاء.
قالت المجموعة الطبية إن قوات الدعم السريع «قصفت المنشأة مباشرة»، ووصفت الاعتداء بأنه «جريمة حرب مكتملة الأركان» ودليلاً على «تجاهل تام لأرواح المدنيين والقوانين الدولية التي تحمي المنشآت الصحية والعاملين فيها». وجّهت المجموعة تهمة المسؤولية الكاملة لقوات الدعم السريع، ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف الاعتداءات على المرافق الصحية والمنازل المدنية، وحماية نظام صحي منهك في المدينة المحاصرة.
يعتبر هذا المستشفى واحداً من آخر المرافق الصحية العاملة في المدينة، بعد أن تعرضت معظم المستشفيات للقصف المتكرر واضطرت إلى الإغلاق. وأكد مصدران طبيتان هجوم الأربعاء، الذي يعد الثاني على ذات المستشفى خلال 24 ساعة، بعد مقتل ثمانية أشخاص في هجوم استهدف قسم التوليد يوم الثلاثاء.
تشن قوات الدعم السريع هجوماً عنيفاً على الفاشر في محاولة للسيطرة على المدينة وخلع الجيش السوداني النظامي من مواقع النفوذ فيها. ومنذ أبريل 2023، أودت الحرب بين القوتين بعشرات الآلاف من القتلى، وشرّدت نحو 15 مليون شخص، ودفعت ما يقرب من 25 مليوناً إلى حالة جوع حاد بحسب أرقام الأمم المتحدة، مما أدى إلى ما وُصف على نطاق واسع بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم.
يقول بعض الناشطين إن الفاشر، عاصمة الولاية الأخيرة في غرب دارفور التي لم تُخضعها القوات شبه العسكرية بعد، تحولت إلى «مشرحة في العراء» بالنسبة للمدنيين الجائعين. وفرضت قوات الدعم السريع حصاراً على الفاشر منذ 10 مايو 2024، على الرغم من التحذيرات الدولية من المخاطر التي يتعرض لها المركز الإنساني في ولايات دارفور الخمس.
تشير الأمم المتحدة إلى أن نحو 80٪ من الأسر التي تحتاج إلى رعاية طبية في الفاشر لا تستطيع الوصول إليها. والفرق الطبية المرهقة تبذل جهوداً مكثفة لعلاج الجرحى وسط الهجمات اليومية على المدينة.
بعد نحو 18 شهراً من الحصار، نفدت معظم المواد في المدينة التي يعيش فيها نحو 400 ألف مدني محاصر. وأصبح العلف الذي اعتمدت عليه العائلات للبقاء طيلة أشهر نادراً ويبلغ ثمن الكيس الواحد مئات الدولارات. كما أُجبرت معظم مطابخ التغذية المجتمعية على الإغلاق لندرة المواد الغذائية، وفقاً للجان المقاومة المحلية وجماعات المتطوعين التي تنسق المساعدات.
فرّ أكثر من مليون شخص من الفاشر منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان، وتصاعدت موجات النزوح بشكل كبير بعد تكثيف قوات الدعم السريع هجماتها إثر خسارتها السيطرة على العاصمة الخرطوم في وقت سابق من هذا العام.