قواعد ترامب الجديدة — كيف تغيّر شروط أهلية الجامعات للحصول على التمويل الفيدرالي؟ | أخبار الديموغرافيا

طالبت الحكومة الأميركية تسع جامعات بالالتزام بسلسلة مطالب من أجل الحصول على «وصول تفضيلي» إلى الأموال الفدرالية، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال. المذكرة، التي لم يعلنها البيت الأبيض علناً ولم يوضح سبب انتقاء هذه الجامعات تحديداً، تضمنت عشرة بنود تهدف إلى إعادة تشكيل سياسات القبول والتمويل والحياة الأكاديمية داخل مؤسسات التعليم العالي.

ماذا تقول المذكرة؟
عنوان المذكرة هو «عهد للتميز الأكاديمي في التعليم العالي»؛ وتوضح الشروط التالية التي يتعين على الجامعات تنفيذها للاستفادة من مزايا التمويل:
– أن تتجاهل خدمات القبول والدعم المالي العِرق والجنس عند قبول الطلبة وتعيين الموظفين وأعضاء الهيئة التدريسية.
– نشر بيانات قبول مجهّلة الهوية علنياً، تشمل المعدلات الدراسية ودرجات الاختبارات، مفصلة حسب العِرق والجنسية والجنس.
– إلزام جميع المتقدمين بإجراء اختبار موحّد مثل SAT قبل القبول.
– ألا يتجاوز عدد الطلاب الدوليين 15% من إجمالي تسجيل طلبة البكالوريوس.
– المحافظة على «سوق حيوي للأفكار» في الحرم الجامعي دون هيمنة أيديولوجية سياسية واحدة.
– إلغاء أقسام تُتهم بأنها «تعاقبُ عمداً وتُحطّ من قيمة، بل وتثير العنف ضد الأفكار المحافظة».
– تجميد الرسوم الدراسية لمدة خمس سنوات، خفض النفقات الإدارية، والإفصاح العلني عن دخول الخريجين بحسب البرنامج.
– أن تتنازل المؤسسات ذات الصناديق الوقفية التي تزيد قيمتها على مليونَي دولار لكل طالب جامعي عن الرسوم للطلاب الملتحقين ببرامج العلوم الدقيقة.

نقطة عمليّة: الجامعات التي ترفض الالتزام قد تفقد فوائد فيدرالية، بينما ستحصل المشارِكة على مكافآت وتسهيلات.

أي جامعات تلقت المذكرة؟
يمكن حصر المؤسسات التي أبلغت يوم الأربعاء بأنها تلقّت النسخة في:
– جامعة أريزونا
– جامعة براون
– كلية دارتموث
– معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)
– جامعة بنسلفانيا
– جامعة جنوب كاليفورنيا
– نظام جامعة تكساس (بما في ذلك جامعة تكساس في أوستن)
– جامعة فيرجينيا
– جامعة فاندربيلت

يقرأ  أوكرانيا وسوريا تستأنفان علاقاتهما الدبلوماسية بعد قطيعة تعود إلى عهد الأسد — أخبار الأمم المتحدة

كيف ردّت الجامعات؟
أفادت غالبية الجامعات أنها لا تزال تراجع النصوص. قال متحدث جامعة أريزونا، Mitch Zak، إن الجامعة تعرّفت على العهد عند استلامه في الأول من أكتوبر وإنها تدرسه بعناية. أما كيفن ب. التيف، رئيس مجلس أمناء نظام جامعة تكساس، فقال إن اختيار جامعة تكساس في أوستن ضمن تسع مؤسسات «شرف» ويتطلعون بحماس للتواصل مع المسؤولين الجامعيين ومراجعة العهد فوراً. من جهتها أعلنت جامعة براون تشكيل لجنة مؤقتة للتنوع والشمول لإعداد توصيات وخطة عمل للحفاظ على وتعزيز التنوع خلال العقد المقبل.

ما هي ردود الفعل العامة؟
أصدر الاتحاد الأميركي للمعلمين (AFT)، ثاني أكبر نقابة للمعلمين في البلاد، بياناً شديد اللهجة أدان فيه المطالب ووصف اللوائح بأنها «تنبعث منها رائحة المحسوبية والرشوة مقابل الولاء لأجندة أيديولوجية حزبية». وانضمت إليه الرابطة الأميركية لأعضاء الهيئة التدريسية الجامعية (AAUP) التي تقاوم تدخّل البيت الأبيض في شؤون التعليم العالي. وصف تود وولفسون، رئيس AAUP، المقاربة بأنها «جزراء موزونة على شكل جزرة، لكن داخل الجزرة عصا». كذلك عبّر أساتذة في الجامعات المستهدفة عن قلقهم من مدى تعميم تعريف «التحريض على العنف السياسي»، كما قال كيرميت روزفلت، أستاذ في كلية القانون بجامعة بنسلفانيا.

لماذا تصدر الإدارة هذه الخطوات الآن؟
تأتي المذكرة في سياق مساعي إدارة ترامب لتغيير المشهد السياسي للمؤسسات الأكاديمية. بعد توليه، شرعت الإدارة في إجراءات ضد طلاب شاركوا العام الماضي في احتجاجات واعتصامات مؤيدة للفلسطينيين ضد حرب إسرائيل على غزة، متهمة بعضهم بنشر معاداة السامية و«التعاطف مع حماس» على الحرم الجامعي، وموصوفة برامج التنوع والمساواة والشمول بأنها تمييز «غير قانوني وغير أخلاقي». في 29 يناير وقع ترامب أمراً تنفيذياً يُلزم الوكالات الفدرالية بالإبلاغ عن أي إجراءات تتخذها ضد معاداة السامية على الحرم الجامعي خلال 60 يوماً من الحادثة. ونشر البيت الأبيض لاحقاً ورقة حقائق تضم تصريحات هددت بطرد الأجانب المقيمين والطلاب الحاملين لتأشيرات يُشتبه بتأييدهم لحركات «معادية» أو بالانخراط في احتجاجات وصفها بـ«المؤيدة للجهاد»، مع القول إنه سيُلغي تأشيرات طلابية لمشتبه بتعاطفهم مع حماس. منذ ذلك الحين وردت تقارير عن سحب تأشيرات وعمليات ترحيل، من بينها اعتقال واحتجاز خريج جامعة كولومبيا محمود خليل في مارس.

يقرأ  فودكا ملوَّثة بالميثانول تودي بحياة ٢٥ شخصًا على الأقل في روسيا

الخلاصة
المذكرة تمثل محاولة فدرالية لإعادة تشكيل قواعد الجامعات في قضايا القبول، التنوع، وحرية التعبير، وتضع المؤسسات أمام خيار الامتثال مقابل مكافآت مالية أو رفضها مجازفة بفقدان مزايا فيدرالية—ما أثار سجالاً واسعاً بين الإدارات الجامعية والنقابات والأساتذة والطلاب. في 12 سبتمبر، أصدر قاضٍ أميركي مختص بشؤون الهجرة قرارًا بترحيل محمود خليل، الحامل لبطاقة الإقامة الدائمة ومتزوج من مواطنة أميركية، إلى الجزائر أو إلى سوريا.

تصدّرت جامعة كولمبيا المشهد خلال معسكرات التضامن مع فلسطين على الجامعات الأميركية العام الماضي؛ إذ استولى الطلاب على مبنى هاميلتون هول في الحرم وأعادوا تسميته باسم «هند هول» تكريمًا للطفلة ذات الست سنوات هند رجب، التي قُتلت مع أسرتها على يد قوات إسرائيلية في غزة في يناير 2024.

في فبراير، قرَّر الرئيس ترامب سحب تمويل فيدرالي بقيمة 400 مليون دولار عن جامعة كولمبيا، مُبررًا ذلك بـ«فشل الجامعة في حماية الطلاب اليهود من المضايقات المعادية للسامية».

في مارس أرسلت إدارة ترامب رسالة إلى الجامعة تحدد شروطًا لاستئناف المفاوضات حول إعادة التمويل، وردّت الإدارة الجامعية خلال أيام بقبول مطالب الحكومة.

في أبريل جمدت الإدارة أيضًا التمويل الفدرالي المخصص لجامعة هارفرد.

في 30 سبتمبر أعلن ترامب أن إدارته تقترب من إبرام صفقة مع هارفرد بعد شهور من التفاوض حول سياساتها الجامعية، وقال من دون الإفصاح عن تفاصيل كثيرة إن هارفرد ستدفع نحو 500 مليون دولار لغرض لم يُحدد.

بموجب الشروط الحالية، باتت الجامعة مطالبة بمطالبة المحتجين بإبراز بطاقة الجامعة عند الطلب، ومنع ارتداء أقنعة تُخفي الهوية مع استثناءات لأسباب دينية وطبية. كما وظفت الجامعة 36 موظف أمن مخولًا لهم توقيف الطلاب بالتنسيق مع شرطة نيويورك.

في 4 يوليو، أُقرّ مشروع القانون الكبير الجميل—مشروع الضرائب والإنفاق الذي تقدمت به إدارة ترامب—والذي يقترح رفع الضرائب على الجامعات النخبوية.

يقرأ  وعد ترامب بالانتقام — إلى أي مدى سيصل؟

أضف تعليق