قُتل ٥١ شخصًا في قطاع غزة بهجمات إسرائيلية بينما يموت المزيد من الفلسطينيين جوعًا

أفادت مصادر طبية لقناة الجزيرة بمقتل ما لا يقل عن 51 فلسطينياً في ضربات إسرائيلية متفرقة داخل غزة، بينهم 16 شخصاً كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات، فيما سجّلت الجهات الصحية في القطاع المحاصر ثماني وفيات إضافية نتيجة سوء التغذية في ظل تعمق أزمة الجوع.

قذائف مدفعية إسرائيلية استهدفت خياماً تؤوي عوائل مشردة في منطقة الأسدى شمال غرب خان يونس بجنوب غزة، ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً بينهم ستة أطفال، بحسب المصادر الطبية. وفي مخيم المغازي وسط غزة، قتلت غارة بطائرة مسيّرة منزلين اثنين من قاطنيهما. كما أطلق جنود إسرائيليون النار على فلسطيني توفي أثناء انتظاره المساعدة قرب نقطة توزيع قريبة من ما يُعرف بمحور موراغ جنوب شرق خان يونس، ومواطن آخر سقط قتيلاً أثناء تواجده بالقرب من ممر نتساريم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.

وفيات بسبب الجوع

أعلنت الجهات الصحية الفلسطينية يوم السبت وفاة ثمانية فلسطينيين إضافيين بمن فيهم طفلان خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية نتيجة نقص التغذية، ليرتفع بذلك عدد الوفيات الموثقة إلى 281 منذ بداية الأزمة الإنسانية. وذكر منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن 114 طفلاً من بين الضحايا، وأضاف وصفاً مؤثراً: «المجاعة تقضم أجساد المدنيين بصمت، وتحرم الأطفال من حق الحياة، وتحول الخيام والمستشفيات إلى مشاهد مأساوية يومية».

أعلنت الأمم المتحدة رسمياً يوم الجمعة حدوث مجاعة في غزة — وهي المرة الأولى التي تصدر فيها المنظمة هذا الإعلان في الشرق الأوسط — محذّرة من أن نحو 500 ألف شخص يواجهون جوعاً «كارثياً». واتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بـ«العرقلة المنهجية» لوصول المساعدات إلى الإقليم الذي دمرته الحرب، ووصف الأمين العام أنطونيو غوتيريش المجاعة بأنها «كارثة من صنع الإنسان».

يقرأ  فعالية الغولف السنوية لجنود شيكاغو تجمع آلاف الدولارات لدعم المحاربين القدامى الجرحى

وحسب تصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل (IPC)، وهو رصد عالمي للجوع، فإن 514,000 شخص — ما يقرب من ربع سكان غزة — يعيشون في حالة مجاعة، والمتوقع أن يرتفع العدد إلى 641,000 بنهاية سبتمبر.

من جهتها، نقلت مراسلة الجزيرة في دير البلح هند خضّاري أن كثيرين آخرين في غزة يواجهون مخاطر حقيقية من سوء التغذية. وقالت: «تأخّر تقرير الأمم المتحدة أثار استياء الفلسطينيين الذين يشهدون أسابيع وشهوراً من هذا التجويع المستمر».

«هندسة التجويع»

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، معربة عن تقديرها لإعلان المجاعة رغم اعتبارها أن الإعلان جاء متأخراً. واعتبرت الوزارة أن «هندسة التجويع» تمثل أحد فصول الإبادة الجماعية، إلى جانب تدمير ممنهج لقطاع الصحة وقطاعات أخرى، والقتل الجماعي، وسياسات إبادة الأجيال، بحسب بيان على قناتها على تلغرام.

ومنذ 27 مايو، تفرض إسرائيل آلية أحادية لتسليم المساعدات عبر ما يعرف بـ«مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة والمرفوضة من قبل الأمم المتحدة وكبرى منظمات الإغاثة. ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد قُتل أكثر من 2,076 فلسطينياً وأُصيب أكثر من 15,300 أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات منذ إطلاق هذه الآلية، فيما ارتفعت حصيلة القتلى الذين أودتهم القوات الإسرائيلية في غزة إلى أكثر من 62,600 منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023.

تبقى الحاجة ملحّة لوصول مساعدات غذائية وطبية إنسانية آمنة وبدون عوائق، بينما تتزايد تقارير نقص الإمدادات والأسرة والمستلزمات الطبية والطواقم الطبيه في المشافي، وتستمر معاناة المدنيين من انقطاع الغذاء والمياه والرعاية الصحية، مما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية.

أضف تعليق