قُوَّات حفظِ السَّلامِ الأممية في لبنان تُسقِط طائِرةً إسرائيليَّةً مُسَيَّرَةً

هيوغو باتشيغا، مراسل شؤون الشرق الأوسط، وسامانثا غرانفيل — وكالة الصحافة الأوروبية (EPA)

أفادت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان بأنها أسقطت يوم الأحد طائرة إسرائيلية مُسيّرة كانت تحلّق فوق دورية تعمل في جنوب البلاد، في أحدث حادثة بين القوة والجيش الإسرائيلي. وقالت القوة إن الطائرة كانت تحلّق «بأسلوب عدائي» قرب بلدة كفر كبار، وأن عناصر حفظ السلام اتخذوا «تدابير دفاعية ضرورية» للتعامل معها.

من جهتها، وصفت القوات الإسرائيلية مهمة الطائرة بأنها «نشاط روتيني لجمع المعلومات الاستخباراتية». ونشر المتحدث باسم الجيش، العقيد ناداف شوشاني، على منصة X أنّ «استقصاءً أوليًا يشير إلى أن قوات يونيفل المتمركزة بالقرب أطلقت عمداً على الطائرة وأسقطتها، وأن نشاط الطائرة لم يشكّل تهديدًا على عناصر اليونيفيل».

وأضاف الشوشاني أن القوات الإسرائيلية أخلّت لاحقًا قنبلة نحو المنطقة التي سقطت فيها الطائرة، مؤكّدًا أنّ «لا إطلاق نار كان موجّهًا إلى قوات اليونيفيل»، وأن الحادث يخضع لمزيد من المراجعة عبر قنوات التنسيق العسكري.

بدورها أفادت اليونيفيل أن قنبلة أُلقيت من طائرة إسرائيلية أخرى «قريبة» من إحدى الدوريات، وأن «لحظات لاحقة أطلق دبّابة إسرائيلية طلقة تجاه عناصر حفظ السلام»، مشيرة إلى أنّه لحسن الحظ لم تُسجّل إصابات ولا أضرار في صفوف أفراد وأصول اليونيفيل.

على الرغم من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر الماضي وأنهى الحرب مع حركة حزب الله، استمرت إسرائيل في تحليق طائرات مُسيّرة فوق لبنان وتنفيذ غارات جوية على أشخاص وأهداف تصفها بأنها مرتبطة بالحركة. وتقول إسرائيل إن عملياتها تهدف إلى منع حزب الله من إعادة التنظيم وإعادة التسلح.

من جانبها، ترى الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية أن هذه الأعمال تُعدّ انتهاكًا لسيادة لبنان وخروقا لاتفاق وقف إطلاق النار. ويُعدّ إسقاط طائرة إسرائيلية عملاً نادرًا بالنسبة لليونيفيل، التي تعمل على الحدود الجنوبية للبنان منذ عام 1978 والمقرّر أن تبدأ انسحا بها الذي يستمر سنة واحدة في نهاية 2026.

يقرأ  ليتون داس يقود بنغلاديش للتغلب على صدمة هونغ كونغ في كأس آسيا لمباريات العشرين

أحدث حادث مماثل معروف وقع في أكتوبر 2024، حين اعترضت سفينة بحرية ألمانية مشاركة في اليونيفيل طائرة مسيّرة وخنقتها قبالة سواحل لبنان خلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله.

رويترز

تصاعدت الهجمات الإسرائيلية في لبنان مؤخرًا بالتزامن مع إصرار حزب الله على عدم نزع سلاحه، ويأتي التصعيد الأخير وسط توتر مستمر على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان رغم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه العام الماضي.

بموجب الاتفاق، كان من المفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وأن ينقل حزب الله مقاتليه إلى الشمال من نهر الليطاني ويُفكك بنيته العسكرية هناك — خطة يعارضها الحزب وحلفاؤه بشدّة. وتخوّل الصلاحية نشر أشخاص مسلّحين في المنطقة جنوب الليطاني للجيش اللبناني واليونيفيل فقط، إلا أن إسرائيل احتفظت بمواقع عند عدّة نقاط حدودية استراتيجية وتصاعدت غاراتها الجوية خلال الأسابيع الماضية على ما قالت إنها عناصر وبنى تحتية لحزب الله، رغم الضغوط الدولية والمحلية.

يستعد لبنان لأسبوع مكثف من النشاط الدبلوماسي يسعى إلى إحياء الهدنة وترسيخ سلطة الدولة في الجنوب. ومن المتوقع أن يعقد اجتماع جديد لآلية مراقبة وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة وفرنسا — برئاسة قائدها المُعيّن حديثًا الجنرال جوزيف كليارفيلد وبحضور المبعوث الأمريكي مورغان أورتيغوس — بالتزامن مع زيارات أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد.

كما يُنتظر عودة المبعوث الأمريكي توم باراك إلى بيروت قبيل وصول السفير الأمريكي القادم ميشيل عيسى، الذي من المقرر أن يتولّى ملف لبنان الشهر المقبل.

أضف تعليق