وُجهت إلى كالين جورجسكو، المرشح السابق اليميني المتطرّف للرئاسة في رومانيا، تهمة محاولة الإطاحة بالنظام عقب قرار لغيت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في ديسمبر الماضي.
كما وُجهت تهم إلى هوراتيُو بوترا، الجندي السابق في الفيلق الأجنبي الفرنسي وزعيم ميليشيا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وإلى عشرين شخصًا آخرين.
تقوم القضية على مخطط لاقتحام العاصمة بوخارست في الثامن من ديسمبر، وهو المخطط الذي أحبطته قوات الشرطة قبل تنفيذه.
ويصف الادعاء مؤامرة استهدفت النظام الدستوري في رومانيا بمشاركة جورجسكو وبوترا ومجموعتهما، مع شبهات بوجود روابط مع جهات استخباراتية أجنبية.
وُجهت إلى بوترا وآخرين تهم التحريض على الانقلاب، فيما تُوجّه إلى جورجسكو تهمة التآمر مع بوترا. ويقول المدعون إن جورجسكو التقى بوترا وأعضاء مجموعته فى مزرعة خيول في ديسمبر، بعد إلغاء نتيجة فوزه في الجولة الأولى.
أنكر جورجسكو في البداية وقوع ذلك الاجتماع، لكنه اعترف به لاحقًا بعد نشر صور في وسائل الإعلام الرومانية، مع تأكيده أنه لم تُناقش في اللقاء خطط لشن تمرد مسلح.
في أواخر فبراير داهمت الشرطة مواقع عدة في رومانيا وعثرت على مخزون أسلحة وقطع ذهبية ونقدية، وتزعم النيابة أن هذه الموارد كانت معدّة لتنفيذ سيطرة عنيفة على السلطة.
يقول المدعون إن بوترا غير موجود حاليًا في البلاد وقد يلجأ إلى طلب اللجوء في روسيا.
فاجأ جورجسكو، البالغ من العمر 63 عامًا، المشهد السياسي بإحراز مركز المفاجأة في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في نوفمبر الماضي، قبل أن تُبطَل تلك النتيجة أيّامًا قليلة قبل جولة الإعادة وسط اتهامات بتدخّل روسي.
أشارت أجهزة الاستخبارات الرومانية إلى أن حضوره وشعبيته على منصات التواصل عزّزته عملية تأثير واسعة نفّذت من الخارج للتأثير على نتيجة الاقتراع، شملت حملة معلومات مضللة على الإنترنت.
وفي مؤتمر صحفي وصفت المدعية العامة فلورنتا الانتخابات الملغاة عام 2024 بأنها “نتيجة حرب هجينة دبرتها روسيا”. وذكرت النيابة أن هجمات إلكترونية استهدفت مطارات ومؤسسات عامة ترافقت مع حملة تضليل رقمي انتُشرت عبر مزارع للتجسّس الإلكتروني (تروول فارم)، حسابات بوتات ومحتوى مولَّد بالذكاء الصناعي.
وبحسب المحققين استُخدمت أكثر من 2000 صفحة على فيسبوك لتضخيم الرسائل المؤيدة لجورجسكو، في حين بادرت شبكات تيك توك التي تضم أكثر من 20 ألف حساب آلي إلى تعزيز حملته في أيام الاقتراع.
بعد منع جورجسكو من تسجيل ترشحه، شارك حليفه جورج سيميون، زعيم حزب AUR اليميني المتطرف، في إعادة الانتخاب التي جرت في مايو. فاز سيميون بشكل درامي في الجولة الأولى لكنه خسر في النهاية أمام نيكوسور دان، عمدة بوخارست الليبرالي المؤيد للاتحاد الأوروبي، في جولة الإعادة.
لم يعلق جورجسكو بعد على التهم الموجّهة إليه، رغم أنه اتهم السلطات هذا الشهر بأنها تحكم عبر “الخداع والمكائد والانقسام”. من جهته قال الرئيس دان إن تقرير النيابة هو “دليل” على أن روسيا مارست “حملات تضليل منهجية” في رومانيا وحاولت التأثير على انتخابات 2024.
لم يُحدد بعد موعد محاكمة جورجسكو، لكن من المتوقّع أن تبدأ الجلسات في أوائل عام 2026.