حذر الخبير في شؤون حماس إيال أوفر من أن الحركة تسعى للسيطرة على مؤسسات السلطة الفلسطينيه خلال فترة تمتد بين خمسة وعشرة أعوام.
بعد عامين من الحرب على قطاع غزه، لا تزال حماس قائمة وتسيطر على القطاع وتحتفظ برهائن إسرائيليين. وأوضح أوفر، المتخصص في الاقتصاد المرتبط بحماس، في حديث لإذاعة 103FM تداعيات الحرب على مكانة التنظيم.
قال أوفر إن إسرائيل تدفع ثمناً باهظاً على الساحة الدولية نتيجة العمليات الأخيرة، وأضاف أن الوضع كان سيكون أفضل لو لم نسمح بعودة نحو 800 ألف شخص إلى غزة في المقام الأول، في إشارة إلى المدنيين الذين نزحوا من مدينة غزة عقب الغزو البري الأخير.
تطرق أيضاً إلى احتمال قبول حماس لمقترح إنهاء الحرب، معتبراً أن هذا الأمر مركزي بالنسبة لها. وأضاف أنه يستند في تحليله إلى معلومات مفتوحة تُنشر عبر قنوات غزّية، حيث تدور نقاشات داخلية لدى الحركة. ووفقاً للتقارير التي نقلها، تتركز الضربات الإسرائيلية حالياً في منطقتين أساسيتين: شمال غرب المدينة في مخيم الشاطئ، وجنوب شرقها في مخيم صبرا.
وأشار إلى أن تقارير أفادت في الساعات الأربع والعشرين الماضية بأن إسرائيل عرضت على قبيلتين أن تكونا مستفيدتين من المساعدات الإنسانية، من بينها زعيم ما يسمى «القوات الشعبية» أبو شُبّاب، وهو مجموعة مسلّحة معارضة لحماس. وأضاف أن المصادر المحلية أفادت برفض القبيلتين تلك العروض وصدور بيانات تؤكد وقوفهما مع حماس.
وأوضح أوفر أن حكم حماس «يتآكل منذ نحو ستة أشهر» نتيجة القضاء على شرائح واسعة من الحياة المدنية، وبينهم عناصر اقتصادية وضباط شرطة، لكن رغم ذلك نجحت الحركة في حشد أكثر من عشرة آلاف مقاتل، وتقول تقارير أخرى إن العدد قد يصل إلى عشرين ألفاً. وهناك معلومات غير مؤكدة تشير إلى نقل أعداد كبيرة منهم —مسلحين— إلى مناطق مثل المفواسي (المواصي) ودير البلح.
ودعا أوفر المسؤولين الإسرائيليين إلى عدم الاقتصار على التفكير قصير الأمد. وقال: «حماس قالت ذلك بوضوح؛ إنها تدرك أنها لن تبقى رسمياً في موقع السلطة بغزة على المدى القريب. في المدى القصير ستوافق على لجان خبراء وستعلن أنها لن تتصرف ضد القوى العربية التي قد تدخل، لكن حماس تفكر على المدى الطويل». وختم: «هم يخططون فعلاً للاستحواذ خلال خمسة إلى عشرة أعوام. كل الحديث عن اختفاء حماس منفصل عن الواقع.»