كم مرة استهدفت الولايات المتحدة السفن الفنزويلية؟ إنفوجرافيك

هجوم جديد وحراك قيادي

نفّذت القوات الأميركية يوم الخميس أحدث ضربة لها ضد زورق يُشتبه في تهريب مخدرات من فنزويلا، فيما أعلن الأدميرال المشرف على حملة إدارة ترامب المثيرة للجدل في البحر الكاريبي عن رحيله المبكر. افاد مسؤولون أن هناك ناجين من الهجوم، على عكس التفجيرات البحرية السابقة، لكنهم لم يقدموا تفاصيل إضافية حول الحادث أو مصير الناجين.

تغيّر قيادي وتصريحات ترامب

نشر وزير الحرب الأميركي بيت هيغسِث على منصة X أن الأدميرال ألفين هولسي، قائد القيادة الجنوبية، سيحال على التقاعد في نهاية العام — أقل من عام واحد في منصبه الذي يُفترض أن يستمر عادة ثلاث سنوات. جاء ذلك بعد يوم من تأكيد الرئيس دونالد ترامب أنه أذن لوكالة الاستخبارات المركزية بتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا، وإشارته إلى إمكانية التفكير في هجوم بري أيضا. قال ترامب لمراسل إنّه سمح لوكالة المخابرات بالدخول إلى فنزويلا لأن «كميات كبيرة من المخدرات تأتي من فنزويلا، وكثير منها يمر عبر البحر، وسنوقفهم أيضاً على اليابسة».

ردّ فنزويلا والتحذير من تصعيد

في خطاب تلفزيوني، حذّر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من مزيد من التصعيد، معتبراً أن عمليات تغيير الأنظمة «فشلت» وأن وكالة الاستخبارات تقف وراء بعض هذه المحاولات.

كم عدد القوارب التي استهدفتها الولايات المتحدة؟

نفّذت الولايات المتحدة ما لا يقل عن ست ضربات على زوارق داخل المياه الفنزويلية منذ بداية سبتمبر، أودت بحياة نحو 27 شخصاً، وفق تقارير رسمية أميركية تربط هذه القوارب بتهريب مخدرات. مع ذلك، لم تُقدّم إدارة ترامب أدلة علنية تُثبت أن الشحنات كانت متجهة إلى الولايات المتحدة.

سجل الهجمات (مختصر زمني)

– 2 سبتمبر: قال ترامب إن ضربة عسكرية أميركية قتلت 11 شخصاً على زورق يُزعم أنه كان يحمل مخدرات، وهي أول عملية معروفة منذ نشر السفن الحربية في جنوب البحر الكاريبي. نشر ترامب لقطات جوية على حسابه في Truth Social، ووصف العملية بأنها استهداف لـ«مجرمين إرهابيين مخدرين» مرتبطين بتنظيم «تورن دي أراجوا» وتحت سيطرة مادورو.
– 15 سبتمبر: أكّد ترامب مقتل ثلاثة أشخاص بضربة على زورق فنزويلي آخر، مرفقاً منشوره بفيديو بدا فيه الانفجار على الماء.
– 19 سبتمبر: سُجّل هجوم ثالث مميت على زورق مُشتبه في تهريبه للمخدرات، أشار ترامب إلى انضمام الضحايا إلى تنظيم مصنّف إرهابياً.
– 3 أكتوبر: أعلنت الحكومة الأميركية مقتل أربعة أشخاص بعد تدمير زورق متورط مزعوماً في تهريب مخدرات على المياه الدولية قرب فنزويلا.
– 14 أكتوبر: قال ترامب إن ستة أشخاص قتلوا في عملية أخرى على زورق في المياه الدولية قرب السواحل الفنزويلية.
– 16 أكتوبر (الخميس): في الهجوم الأخير على الزورق المشتبه به كانت هناك ناجون، على خلاف الضربات السابقة؛ ولم تنشر السلطات الأميركية صوراً للحادث، ولا توضح ما إذا قدّمت إسعافات طبية للناجين، أم تمّت مصادرتهم أو اعتقالهم، أو أين هم الآن.

يقرأ  العراق يبدأ التنقيب عن مقابر جماعية لضحايا مجازر تنظيم داعش جنوب الموصل

المسائل القانونية وحقوق الإنسان

اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن هذه الضربات البحرية ترقى إلى «قتل خارج نطاق القضاء». قالت سارة ياجر، مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش في واشنطن: «لا يحق للمسؤولين الأميركيين إعدام أشخاص يتهمونهم بتهريب المخدرات دون محاكمة. مشكلة المخدرات الواردة إلى الولايات المتحدة ليست نزاعاً مسلحاً، ولا يمكن للسلطات الالتفاف على التزاماتها تجاه حقوق الإنسان بادّعاء عكس ذلك».

قانون البحار والشرعية الدولية

استخدام القوة العسكرية ضد سفن أجانب في المياه الدولية يُعد غير قانوني ما لم ينطبق استثناء قانوني واضح. استندت رسالة ترامب إلى الكونغرس في 4 سبتمبر إلى حق الدفاع عن النفس كمبرر لإجراءات البحرية. وتُسيطر الدول الساحلية على المياه الإقليمية التي تمتد 12 ميلاً بحرياً، حيث تتمتع بسيادة كاملة، فيما تمتد المنطقة الاقتصادية الخالصة حتى 200 ميل بحري. وتنص اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (1982) على حرية الملاحة في البحار المفتوحة، وتخضع السفن هناك لولاية الدولة التي ترفع علمها إلا في حالات قرصنة أو جرائم أخرى واضحة.

انتشار سفن وأصول عسكرية أميركية قرب فنزويلا

بدأت واشنطن في أغسطس بنشر قطع بحرية خارج المياه الفنزويلية. وفي 14 أغسطس أبلغت قيادة أسطول الولايات المتحدة عن مغادرة عناصر من مجموعة الهجوم البرمائية «إيوو جيما» من نورفولك وكامب لِجيون، فيما أظهرت تقارير القيادة الجنوبية الأميركية تواجد حزم ضاربة وأصول بحرية قريبة من فنزويلا. كما تمركزت أصول جوية وبحرية، بينها طائرات بدون طيار من طراز ريبر وطائرات بوْسيدون وسفن نقل برمائية وقطع هجومية، حول سواحل بورتو ريكو.

خلاصة

الأحداث تُشير إلى تصعيد عسكري متكرر في البحر الكاريبي مع تساؤلات جوهرية حول الشرعية القانونية وحقوق الإنسان وسلامة الناجين من الهجمات، بينما تستمر واشنطن في تعزيز وجودها البحري والجوي قرب السواحل الفنزويلية. المسؤلون الفنزويليون يتّهمون الولايات المتحدة بتصعيد يهدد الاستقرار الإقليمي، والملف يظل مفتوحاً على تبعات سياسية وقانونية محتملة.

يقرأ  أفضل لقطات أفريقيا — معارك مائية وكباش رشيقة —