كوريا الجنوبية تعلن خفض رسوم جمركية محددة ضمن اتفاق تجاري جديد مع الولايات المتحدة

عنوان: اتفاق تجاري واسع بين الولايات المتحده وكوريا الجنوبية

أعلنت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أن محادثات زعمائهما أسفرت عن اتفاق تجاري واسع، إذ اتفق الجانبان على إبقاء التعريفات المتبادلة عند 15% كما جرى التوافق عليه في وقت سابق من العام، مع تخفيضات خاصة على رسوم السيارات وقطع غيارها.

وقال كيم يونغ-بوم، مساعد الرئاسة الكورية، إن سول ستستثمر نحو 350 مليار دولار في امريكــا، منها 200 مليار دولار استثمارات نقدية و150 مليار دولار في قطاع بناء السفن. وأضاف أن الجانبين اتفقا بصورة عامة على التفاصيل، فيما لم تُكشف كل البنود بعد.

ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يقوم بجولة آسيوية استغرقت أسبوعاً، الاتفاق بأنه “قارب على الانتهاء” خلال عشاء عقب محادثات استمرت ما يقرب من ساعتين، لكنه لم يُفصح عن مزيد من التفاصيل. وقال: “أجرينا اليوم اجتماعاً رائعاً مع كوريا الجنوبية… تم الحسم في كثير من الأمور”. وأشار إلى بحث قضايا متعلقة بالأمن القومي وغيرها، معتبراً أن التوصل إلى استنتاجات بشأن ملفات مهمة تمثل أمراً جوهرياً.

وكانت واشنطن وسيول قد أعلنتا في أواخر يوليو عن إطار يقضي بأن تتجنب كوريا أسوأ آثار التعريفات مقابل ضخ 350 مليار دولار من الاستثمارات داخل الولايات المتحدة، لكن الخلاف ظل قائماً حول هيكل هذه الاستثمارات وطبيعتها.

وبالرغم من التحالف التاريخي بين البلدين، شهدت العلاقات توترات بعد احتجاز مئات الكوريين الجنوبيين خلال حملة تفتيش للهجرة في الولايات المتحدة الشهر الماضي، مما أثار استياءً في أنحاء من المجتمع والسياسة الكورية.

ومن المقرر أن يلتقي ترامب يوم الخميس نظيره الصيني شي جينبينغ على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) المنعقدة في غيونغجو، على أن يجري اللقاء في بوسان، بحسب ما أكدت وزارة الخارجية الصينية. وقال ترامب إنه “يتطلع” لهذا اللقاء، وأن المحادثات خلال الشهر الماضي مهدت لأرضية قد تكون مرضية للطرفين.

يقرأ  أستراليا تعلن عن خفض أكبر لانبعاثاتها بحلول عام ٢٠٣٥

سيكون هذا أول لقاء وجهاً لوجه بين الزعيمين منذ تولي ترامب منصبه في 2025 وفرضه تعريفات على دول عدة. وخلال خطاب أمام مجموعة من الرؤساء التنفيذيين في غيونغجو أكد ترامب اعتقاده بأن “أمريكا على وشك إبرام اتفاق” مع الصين يكون “جيداً لكلا الطرفين”. وكرر أن “الأمن الاقتصادي هو أمنٌ وطني”، في إشارة إلى أن ذلك يسري على كوريا الجنوبية وغيرها.

قبل المحادثات استقبلت كوريا الرئيس الأمريكي بحفل تكريم تضمن حرس شرف وهدايا من بينها تاج ذهبي. وعلّق ترامب مازحاً بأنه “يرغب في ارتدائه الآن”. كما مُنح وسام موجونغوا الكبير، أعلى وسام في كوريا الجنوبية، وهو أول رئيس أمريكي يتلقى هذا التكريم، وفق مكتب الرئاسة الكورية، تقديراً “لمساهماته في السلام في شبه الجزيرة الكورية”.

وشارك الزعيمان في غداء عمل تلاه اجتماع خاص بعد الظهر، لكن لم يظهر حتى الآن أن المباحثات أسفرت عن اتفاق نهائي ملموس يزول الغموض عن كافة التفاصيل، ما قد يخيب آمال قطاعات الإلكترونيات والرقاقات والسيارات في كوريا الجنوبية التي كانت تبحث عن وضوح في ظل فوضى التعريفات.

وكان ترامب قد فرض في وقت سابق هذا العام تعريفة بنسبة 25% على الواردات من سول قبل أن تُخَفّض إلى 15% بعد تفاهمات تضمنت وعوداً باستثمارات وخيارات شراء، منها شراء نحو 100 مليار دولار من الغاز الطبيعي المسال. لكن البيت الأبيض رفع لاحقاً سقف مطالبه خلال المفاوضات، داعياً إلى استثمارات نقدية أكبر في الولايات المتحدة.

وجاء وصول ترامب إلى كوريا الجنوبية بعد تجارب لإطلاق صواريخ أرض-جو من جانب كوريا الشمالية. وأعرب ترامب عن رغبته في لقاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون، لكنه قال إن فريقه لم يتمكن من ترتيب مثل هذا اللقاء خلال هذه الزيارة، مضيفاً أنه “سنرى ما يمكن فعله لتسوية الأمور”.

يقرأ  كينيا تعلن مكافأة مع تصاعد الغضب بعد فشل السلطات في القبض على مشتبه به بارتكاب جرائم قتل متسلسلة

خارج مقر القمة تجمعت مجموعة صغيرة من المحتجين المناهضين لترامب الذين هتف بعضهم بشعارات معارضة، فيما تدخلت الشرطة لتفريق التجمع واعتقال بعض من شاركوا فيه. وفي المقابل نظمت فعاليات مؤيدة لترامب حضرها المئات، وسمع بعض المشاركين فيها شعارات مناوئة للصين، في انعكاس لتصاعد المشاعر المعادية للصين في كوريا الجنوبية خلال السنوات الأخيرة، وانتشار نظريات تآمرية عن تدخّل صيني في شؤون داخلية بما في ذلك حول الرئيس الكوري السابق يون سوك-يول.

وقبل زيارة كوريا الجنوبية زار ترامب اليابان حيث وقع اتفاقاً حول المعادن النادرة ووثيقة أعلنت “عصراً ذهبياً” جديداً في العلاقات الأمريكية-اليابانية، مؤكداً استمرار تنفيذ الاتفاقات السابقة بما في ذلك ما يتعلق بتحديد تعريفة 15%. كما شارك في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا، حيث أدار مراسم التوصل إلى “اتفاق سلام” بين تايلاند وكمبوديا لحل نزاع حدودي اندلع في يوليو.

تقرير إضافي لـ: لورا بيكر (مراسلة الشؤون الصينية) وسورانجانا تيواري (مراسلة شؤون أعمال آسيا)

أضف تعليق