كيف ردّت حماس على صفقة ترامب بشأن غزة؟ وماذا كان ردّ ترامب؟ أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

ملخّص تمهيدي

قدّمت حركة حماس ردّها على مبادرة وقف إطلاق النار التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، موافقةً مبدئياً على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم — أحياءً وأمواتاً — مع إبداء رغبة في التفاوض حول بنود أخرى من خطة من عشرين بنداً. وردّ ترامب، الذي منح حماس مهلة حتى يوم الأحد للرد بإيجابية، بطلبٍ علني إلى إسرائيل بوقف القصف فوراً للسماح بتحرير الأسرى.

كيف ردّت حماس بالضبط؟

أكّدت حماس موافقتها على إطلاق سراح كلّ الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة بشرط أن يتحقّق ذلك في إطار وقف الحرب وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع. كما أعلنت عن نيتها تسليم إدارة شؤون غزة إلى هيئة من الفنيين الفلسطينيين.

فيما يتعلّق بباقي بنود خطة العشرين نقطة، ومنها مسألة نزع السلاح، قالت الحركة إن هذه القضايا يجب أن تُبحث داخل إطار وطني فلسطيني شامل تُشارك فيه حماس وتتحمّل مسؤوليتها الكاملة في الحوار والقرار.

هل تلقّت ردّ ترامب ترحيباً؟

رحّب ترامب بردّ حماس وكتب على منصته (Truth Social) أنه يعتقد أنّ المجموعة “جاهزة لسلام دائم”. وفي إعلان هامّ طالب بوضوح بأن “على إسرائيل أن توقف قصف غزة فوراً” كي يتسنّى الإفراج عن الأسرى. وأضاف أن المفاوضات على التفاصيل جارية، وأن القضية تتجاوز إطار غزة لتكون جزءاً من مسعى أوسع لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

ماذا عن موقف إسرائيل؟

أعلن ترامب خطته للسلام في واشنطن بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. حينها أبدى نتنياهو دعمه للخطة باعتبارها تحقق أهداف إسرائيل العسكرية: إعادة جميع أسرانا، تفكيك القدرات العسكرية لحماس ونزع سلطتها السياسية، وضمان ألا يشكّل قطاع غزة تهديداً لإسرائيل مستقبلاً.

لكن نتنياهو وضع تحفظات: قال إن رفض حماس أو قبولها الظاهري للخطة مع سعيها للتقويض سيجبر إسرائيل على “إنهاء المهمة بنفسها”. وبعد ساعات، وفي خطاب بالعبرية أمام جمهور داخلي، شدّد أنه لم يوافق على دولة فلسطينية وأن الجيش الإسرائيلي سيبقى في معظم مناطق غزة.

يقرأ  إسرائيل تعترض صاروخًا أُطلق من اليمنصافرات الإنذار تدوي في تلّ أبيب

ما هي نقاط الخلاف الرئيسة؟

أوضحت حماس رفضها قبول عناصر محددة من خطة ترامب، لا سيّما الحكم المؤقت بقيادة ترامب وتوني بلير. قال مسؤول حماس البارز، موسى أبو مرزوق، إنّ “لن نقبل بأحد غير فلسطيني يدير شؤون الفلسطينيين”، مشيراً خصوصاً إلى مشاركة بلير التي تُستذكر بسياق دوره السابق في غزو العراق.

كما أن ملف نزع السلاح يظلّ عقبة رئيسة: يصرّ ترامب ونتنياهو على تسليم السلاح فوراً، بينما اكتفت حماس بالقول إنّ الموضوع قابل للنقاش في إطار اتفاق شامل. باختصار، يريدون إجابة نهائية تقوم على توافق فلسطيني أوسع، كما لفتت تقارير المراسلين.

هل ستتوقّف إسرائيل فعلاً عن قصف غزة؟

الحكومة الإسرائيلية قد تكون رافضة لردهة ترامب الإيجابية لأن ردّ حماس لم يلِبِ كلَّ مطالبها. نقلت تقارير صحفية أن نتنياهو تفاجأ بردّ ترامب واعتبر ردّ الحركة بمثابة رفض للخطة. الحكومة الإسرائيلية الحالية يهيمن عليها اليمين المتشدد الذي هدد بإسقاط نتنياهو إن أبرم صفقة لا ترضيهم، بينما تبدو المعارضة داعمة للخطة لكن تفتقر إلى الثقة اللازمة للتحوّل إلى شريك عملي في تحالف حكومي يفرض تنفيذ الاتفاق.

المسألة الآن مرتبطة بمدى عزيمة ترامب في ممارسة ضغوط فعلية على نتنياهو لفرض التنازلات المطلوبة. كما أشار مراسلو الصحف إلى أن قوة الوسطاء والضغوط الدولية في واشنطن ستلعب دوراً حاسماً في تحديد ما إذا كان الاتفاق سيصمد أم سيُستبدل بإعادة تصعيد عسكري.

الوضع الميداني الآن

خلال ذلك، تواصل إسرائيل شن غارات على قطاع غزة، مع تركيز خاص على مدينة غزة، وسُجّل مقتل عشرات الفلسطينيين — فقد أفادت مصادر طبية بمقتل ما لا يقل عن 72 فلسطينياً منذ فجر الجمعة حسب تقارير ميدانية. تتطلّب الخطوة القادمة قدرة على تحويل أي تفاهم سياسي إلى التزام عملي على الأرض، وهو ما سيختبر مصداقية الأطراف جميعها وقدرة الوسطاء على الحفاظ على شروط وقف دائم وشامل.

يقرأ  «ترامب: لا أشعر بالقلق من احتمال تشكّل محور بين الصين وروسيا ضد الولايات المتحدة»

خلاصة

ردّ حماس يمثّل فتح باب تفاوضيّاً لكنه ليس قبولاً مطلقاً بخطة ترامب؛ الشروط والآليات الجوهرية لا تزال تحتاج إلى حوار شامل يضمن انسحاباً إسرائيلياً حقيقياً وضمانات فلسطينية داخل إطار وطني موحّد. إنْ أمكن تحويل هذا الردّ إلى اتفاق مترجم إلى إجراءات ملموسة—بما في ذلك وقف الغارات وتحرير الأسرى—فقد يكون ذلك بداية لإنهاء نزاع استمرّ زهاء عامين مخلفاً آلاف الضحايا والدمار، وإلا فالمخاطر قائمة في أن يعيد الطرفان انتهاج نفس منطق التصعيد.

أضف تعليق