اجتمع نحو 200 من الجنود والضباط من عدة أفرع استخباراتية تابعة لقوات الدفاع الإسرائيلية، بما في ذلك الوحدات 8200 و9900 و504، في مخبأ مصنَّف بغرض جمع معلومات استخبارية عن الحوثيين.
في تموز/يوليو، كلف كبار المسؤولين في الجهاز الدفاعي الاِسرائيلي أجهزة الاستخبارات بالتركيز على استهداف الحوثيين في اليمن، وبالتحديد قيادة الجماعة في صنعاء، وفق ما أفادت قناة البث العامة الإسرائيلية “كان” يوم الثلاثاء.
وجاء التحوّل في الاستراتيجية وسط دخول المعركة في غزة مرحلة جديدة، ومع الجدل الداخلي حول المضي في اتفاق تبادل أسرى/وقف إطلاق نار أم توسيع نطاق الحرب.
كلّف رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، اللواء ايال زامير، ورئيس مديرية الاستخبارات العسكرية، اللواء شلو مي بيندر، الأجهزة بالبحث عن قادة حوثيين واستهدافهم، بعد تواصل الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة القادمة من اليمن.
وقد اجتمع نحو مئتي عسكري وضابط استخبارتي في مخبأ مصنّف بموقع مركزي داخل إسرائيل لبدء عملية جمع المعلومات عن قادة الحوثيّين، بحسب “كان”. كما شارك ممثلون عن القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في الاجتماعات.
حضر المشيعون مسيرة جنازة لمسؤولين حوثيين حكوميين قُتلوا بقصف إسرائيلي في صنعاء بتاريخ 1 سبتمبر 2025.
توصلت الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن أعضاء رفيعي المستوى في الحكومة الحوثية كانوا يستعدون لعقد لقاء أمني رفيع. اتصل المقدم “أ” من قسم البحث لدى الاستخبارات فورًا بالعميد “م”، رئيس قسم العمليات، وأبلغه أن الاجتماع في صنعاء مُخطط له وأن قادة عسكريين وحكوميين بارزين متوقع حضورهم، وفق ما نقلت انباء قناة “كان”.
خلال النقاشات، تناقش ضباط الاستخبارات تحديد الموقع الدقيق للاجتماع في صنعاء، وضيقوا نطاق الاحتمالات حتى تَبَيّن الموقع. بعد تأكيده والحصول على موافقة رئيس الأركان والمستوى السياسي، انطلقت طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية لتنفيذ ضربات استهدفت قادة الحوثيين في صنعاء.
ووصف مسؤولون أمنيون إسرائيليون اختيار الحوثيين مقراً اجتماعياً خاصاً كبيراً في حي سكني بدلاً من مقر حكومي رسمي بأنه مؤشر على محاولتهم إخفاء الاجتماع والحفاظ على سرّيته.
وأضاف المسؤولون أن عبد الملك الحوثي كان هدفاً رئيسياً للاغتيال من جانب إسرائيل ومن دوائر استخبارات غربية على حد سواء. وكان عبد الملك الحوثي قد ظل سابقًا “متخفياً” ويُلقي خطبه مسجلة سلفاً.