تانيغاشيما: جزيرة الشواطئ الاستوائية، ومقاصد العافية، وموقع الإطلاق الصاروخي
قبالة الساحل الجنوبي لجزيرة كيوشو تقع تانغاشيما، جزيرة تتجلّى فيها الشواطئ الاستوائية، ومنتجعات العافية، ومحطات إطلاق الصواريخ في مشهد واحد. تابعة لمحافظة كاغوشيما، وتعدّ ثاني أكبر جزر مجموعة أوسومي. بخلاف جزيرة ياكوشيما المجاورة التي تتسم بارتفاعاتها وكثافة غاباتها، تتسم تانغاشيما بسهول معتدلة تنحدر تدريجيًا إلى امتدادات واسعة من الشواطئ وحقول قصب السكر. مناخها شبه الاستوائي يغذّي نمو نباتات كثيفة مثل شجر المتسلق (البانيان) وأشجار النخيل، فيما تلامس مياه بحر صافية السواحل مانحة زائرها فرص السباحة، وممارسة اليوغا، بل وحتى مشاهدت الصواريخ وهي تنطلق من مركز الفضاء في الجزيرة.
دور تاريخي في اللقاء الأول مع الأوروبيين
قبل أن تعرف الجزيرة بعهد الإطلاقات الفضائية، لعبت دورًا محوريًا في أول لقاء لليابان مع الأوروبيين. في عام 1543 أتت سفينة برتغالية قاصدة عن غير قصد إلى الشاطئ بعد أن انحرفت عن مسارها، ومعها أسلحة نارية متطورة كانت جديدة على الساحة اليابانية. أدرك حاكم الجزيرة المحلي قيمة هذه التكنولوجيا، فاشترى عدة بنادق وكلف حدّادِي السيوف المحليين بنسخ الأسلحة وابتكار بارود ملائم لها. كان لهذا اللقاء أثر بالغ على طبيعة الحروب في اليابان. وبعد قرون، وفي عام 1969، شهدت الجزيرة تحولًا آخر مع إنشاء مركز تانغاشيما للفضاء، أكبر مرفق لإطلاق الصواريخ في اليابان.
مشاهدة الإطلاقات من مركز تانغاشيما للفضاء
ترتكز أسباب اختيار تانغاشيما كموقع للمركز على عوامل عملية واضحة: قربها من خط الاستواء يمنح الصواريخ دفعة إضافية بفضل دوران الأرض، ما يجعل عمليات الإطلاق أكثر كفاءة؛ وعزلة الجزيرة تقلل من تأثيرات الإطلاق على مناطق الصيد اليابانية. كذلك توفّر الجزيرة بُنية تحتية مناسبة تشمل أراضي متاحة، وأنظمة اتصالات، ومياه، وكهرباء، ووسائل نقل عامة.
اليوم يغطي مركز تانغاشيما نحو 104 مليون قدم مربّع (قرابة 9.66 مليون متر مربع) ويعد الموقع الرئيس لإطلاق المهام المدارية في اليابان. يضمّ المرفق مناطق لتجميع الأقمار الصناعية وفحص الأجزاء وإطلاق الصواريخ. يمكن للزوار متابعة الانطلاقات الحيّة من منصة المراقبة “تاكيساكي” التي تمنح إطلالات واسعة على الساحل. كما يضم المجمع متحف الفضاء المجاني القابل للتفاعل، حيث توجد معروضات عملية ومكوّنات صاروخية حقيقية يمكن لمسها، وصالة عرض محاكاة الإقلاع التي تثير الحواس بأصوات ودخان محاكٍ لتجربة الإقلاع.
سواحل خلّابة ووجهات يوجا
تشتهر سواحل تانغاشيما برمالها البيضاء والمياه الهادئة، ما يجعلها مثالية لأنشطة متعددة. في الطرف الشمالي تمتد شاطئ أورادا حيث السباحة والغوص السطحي في مياه واضحة تكشف عن أسماك استوائية ملونة. باتجاه الساحل الجنوبي، قرب مركز الفضاء، يقع شاطئ تاكيزاكي المحاط بمنحدرات من الحجر الرملي ويشتهر برياضة ركوب الأمواج. وعلى بعد نحو 18 دقيقة بالسيارة يوجد شاطئ هامادا وكهف شيكورا نو إوايا البحري الذي يمكن الدخول إليه عند انخفاض المد للاستمتاع بمناظر البحر من داخله.
بعيدًا عن النشاطات الخارجية، تشكّل الجزيرة مقصدًا لعشّاق العافية؛ ففي 2020 نالت مدينة نيشنووموتي اعتمادًا كـ”مكان مقدّس لليوغا” بفضل مناظره الطبيعية التي تُعزِّز الصحة الجسدية والنفسية. تُقام جلسات اليوغا غالبًا على الشواطئ أو على نقاط مطلة على الساحل، حيث يمكن للممارسين التأمل على وقع أمواج البحر.
كيفية الوصول والتجوّل
يُسافر إلى تانغاشيما جويًّا عبر مطار الجزيرة من مطارات أوساكا أو كاغوشيما، كما تنطلق عبّارات منتظمة من ميناء كاغوشيما؛ وتختلف أوقات الرحلات بين 45 دقيقة وثلاث ساعات ونصف بحسب نوع السفينة. عند الوصول، تُعدّ السيارات المستأجرة الأنسب للتنقّل، ويمكن اتباع “طريق تانغاشيما” الموصى به الذي يمرّ بشواطئ وطرق ساحلية ويعبر نحو مركز الفضاء لالتقاط أبرز مشاهد الجزيرة.
للاطلاع على مزيد من الوجهات الخفية ونصائح السفر المتخصّصة، يمكن الاشتراك في النشرات الإخبارية المتخصّصة ومتابعة المصادر الموثوقة للحصول على أسرار السفر الأفضل حول العالم.
المقال الأصلي منشور على موقع Islands.