لاجئون يفرون من العنف يواجهون أوضاعًا إنسانية كارثية في بوروندي

يفيد العاملون في المنظمات الإغاثية أن نحو تسعين ألف لاجئ نزحوا إلى بوروندي بعد تفاقم أعمال العنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويواجهون ظروفاً قاسية في مخيمات مكتظة تفتقر إلى الغذاء والمياه الأساسية.

استولى متمرّدو حركة إم23 مؤخراً على مدينة أوفيرا قرب الحدود مع بوروندي، مما أجبر مئات الآلاف على الفرار من منازلهم. وقد أعلنت الحركة لاحقاً أنها انسحبت، لكن هذا الإعلان قوبل بتشكيك من قبل السلطات الكونغولية.

منظمة أطباء بلا حدود، التي تقدم مساعدات طارئة في المنطقة، أبدت قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني. كما حذّرت المفوصية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن الفئات الأكثر تضرراً هم الأطفال والنساء، بمن فيهم الحوامل، وبعضهم أفاد أنه مرّ أيام دون طعام.

أفادت أطباء بلا حدود بأنها تعالج في المتوسط نحو مئتي شخص يومياً منذ بداية تدفّق اللاجئين إلى بوروندي خلال الأسبوعين الماضيين. ووصف زكاري مولوه، منسق مشروع المنظمة في ندافا شمال غرب بوروندي، مشهد المعاناة بقوله إنهم “يرصدون حالات يأس وإرهاق شديدين، ونساء يضعن مولودات أثناء الفرار، وبعضهن ولدن في عيادتنا”.

وحذرت المنظمة من خطر تفشّي أوبئة مثل الكوليرا والحصبة، وارتفاع كارثي في حالات الملاريا بين الفئات الضعيفة.

في غضون ذلك، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه يكثف مساعداته المنقذة للحياة لأكثر من مئتين وعشرة آلاف من الأشخاص الأشد ضعفاً النازحين عنف الكونغو. ويشير البرنامج إلى أن نحو نصف مليون شخص أُجبروا على الفرار من ديارهم في إقليم كيفو الجنوبي منذ بداية ديسمبر.

كما يوفر البرنامج وجبات ساخنة في مراكز العبور لواحد وسبعين ألف وافد كونغولي جديد إلى بوروندي. وأوضح أن الخدمات في إقليم كيفو على حافة الانهيار، إذ أن مراكز الرعاية الصحية تعرضت للنهب، والأدوية غير متوفرة، والمدارس ما زالت مغلقة، وناشد توفير تمويل عاجل لضمان استمرار تقديم المساعدات الغذائية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

يقرأ  ألكاراز يلتقي سينر في نهائي بطولة أمريكا المفتوحة بعد التغلب على ديوكوفيتش

يمثل استيلاء إم23 على أوفيرا في بداية الشهر امتداداً لمكاسب الحركة الإقليمية في شرق البلاد، بعد أن كانت قد سيطرت في وقت سابق على مدينتَي غوما وبوكافو. وقال المتمرّدون إنهم انسحبوا من أوفيرا الأسبوع الماضي تحت ضغوط أمريكية، غير أن السلطات الكونغولية اعترضت على صحة هذا الانسحاب المعلن.

وساهمت الولايات المتحدة في التوسط لاتفاق سلام بين حكومتي الكونغو ورواندا بهدف وضع حدّ للنزاع الطويل الأمد؛ وتتهم واشنطن رواندا بدعم حركة إم23، وهو ما تنفيه كيغالي. لم تكن حركة الإم23 طرفاً موقِّعاً على ذلك الاتفاق، لكنها شاركت في مسار سلام موازٍ تقوده قطر، الحليفة الأمريكية ذات العلاقات الوثيقة مع رواندا.

أضف تعليق