لافروف يحذّر الناتو والاتحاد الأوروبي: أي عدوان سيقابل برد حاسم
أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام جمعية الأمم المتحدة العامة في نيويورك، أن موسكو لن تسعى لشن هجوم على الدول الغربية، لكنها ستتصرف بحزم إذا ما تعرّضت للاستفزاز. ورفض لافروف بشكل قاطع ما وصفه بمحاولات تضخيم خطر اندلاع «حرب عالمية ثالثة» واعتبر الاتهامات التي تُسند لروسيا بأنها تستعد لمهاجمة دول الناتو والاتحاد الأوروبي «استفزازات» فكذّبها الرئيس فلاديمير بوتين مرارًا.
اتهامات ضد موسكو وردودها
تزامنت كلمات لافروف مع توجيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أصابع الاتهام إلى روسيا بشأن توغلات جوية وطائرات مسيّرة في عدد من دول أوروبية، قائلاً إن الهدف من تلك العمليات هو «اختبار قدرة الشعوب على الدفاع عن نفسها وإثارة الشكوك لدى الرأي العام حول جدوى استمرار الدعم لأوكرانيا، خصوصًا قبيل فصل الشتاء». من جهتها نفت موسكو أي خروقات للفضاء الجوي البولندي بواسطة الطائرات المسيّرة أو للفضاء الإستوني بمقاتلات، ونفت أيضاً أي دور لها في تواجد طائرات مسيّرة قرب مطارات دنماركية أجبرت بعضها على الإغلاق مؤقتًا.
آمال في وساطة أميركية
مع ذلك أعلن لافروف أن لدى موسكو «بعض الآمال» لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى احتمال أن تسعى واشنطن إلى حلّ واقعٍ للأزمة الأوكرانية. وقال إن هناك توقعات إيجابية عقب قمة ألاسكا وإن روسيا والولايات المتحدة تتحملان مسؤولية خاصة تجاه حالة الأمن العالمي وتجنّب المخاطر التي قد تدفع البشرية إلى صراع أوسع. وأضاف أن المواقف المتقلبة من جانب بعض القادة، وعلى رأسهم تصريحات الرئيس الأمريكي التي بدت أكثر ميلاً لدعم كييف بعد اجتماعه بزيلينسكي على هامش الجمعية العامة، تغيّر من مناخ التفاهم لكنه شدّد على ضرورة استمرار الحوار الروسي‑الأمريكي.
التطورات الميدانية
أعلنت روسيا أيضاً أنها سيطرت على ثلاث مستوطنات إضافية في شرق أوكرانيا، بينها ديريلوف ومايسكي في دونيتسك وستبوفه في إقليم دنيبروبتروفسك، فيما أفادت كييف بأنها شنت هجومًا بطائرات مسيّرة نجح في استهداف منشأة ضخ نفطية في إقليم تشوفاشيا الروسي. وصرّح مسؤول أوكراني لوكالة رويترز أن جهاز الأمن الأوكراني يواصل فرض قيود على قطاع النفط الروسي الذي يدر أرباحًا تُستخدم في تمويل الحرب ضد أوكرانيا.
خسائر وبنية تحتية متضررة
في هجوم ليلي قالت السلطات الأوكرانية إن قصفًا روسيًا أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثني عشر آخرين في منطقة خرسون الجنوبية الشرقية، كما تضررت خطوط سكك حديدية في إقليم أوديسا المجاور. وفي ظل سعي كييف لتعزيز دفاعاتها الجوية لدرء الصواريخ والطائرات المسيّرة، أعلن زيلينسكي أن وفدًا أوكرانيًا سيتوجه إلى الولايات المتحدة لمحادثات حول الأسلحة أواخر سبتمبر أو مطلع أكتوبر، وأضاف أن بلاده تسلّمت نظام دفاع جوي من طراز باتريوت مُصنع أمريكيًا عبر إسرائيل قبل شهر، ومن المتوقع وصول نظامين إضافيين لاحقًا هذا العام.
مخاوف من محطة زابوروجيه النووية
اتهمت كل من روسيا وأوكرانيا الأخرى بالمسؤولية عن انقطاع التيار الذي طال محطة زابوروجيه النووية المحتلة من قبل روسيا لأربعة أيام متواصلة، وهو أطول انقطاع تسجّله المحطة منذ احتلال موسكو لها بعد بدء الغزو الشامل في فبراير 2022. ورغم أن مفاعلات المحطة الستّة متوقفة منذ ذلك الحين، إلا أن الحاجة إلى تزويد المنشأة بالطاقة لتشغيل أنظمة التبريد والسلامة تبقى ماسة لتفادي أي خطر ذوبان للمفاعلات.
ملاحظات ختامية
شنّت تصريحات لافروف وهجمات الطرفين وتبادل الاتهامات تصعيدًا دبلوماسيًا وميدانيًا يفاقم مخاوف أوروبا من زعزعة الاستقرار قبل أشهر الشتاء، فيما تبقى الخيارات الدبلوماسية والجهود لوقف التصعيد في مقدمة ما تسعى إليه الأطراف المعنية لتفادي اتساع رقعة النزاع. استراتيجيات الردع والوساطة الدولية ستظلّ محط اختبار أمام متغيرات الميدان والتحولات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية. استبعاداً، تجدر الإشارة إلى أن أي تحرك خاطئ قد يجرّ عواقب بعيدة المدى، لذا تبرز الحاجة إلى إدارة حذِرة ومتوازنة للأحداث.