«لا تقتلونا» حشود هائلة في البرازيل تتظاهر احتجاجاً على تصاعد جرائم قتل النساء

تظاهر عشرات الآلاف من النساء — وبمشاركات محدودة من رجال — في شوارع ريو دي جانيرو وساو باولو ومدن أخرى في البرازيل احتجاجاً على جرائم قتل النساء والعنف الجنسي والتمييز الجنسي، مطالبات بإنهاء ما يُعرف بالـ femicide وبالعنف ضد المرأة.

في ريو وضعت المتظاهرات عشرات الصلبان السوداء، ولصقت أخريات ملصقات تحمل عبارات مثل «الماكيسمو يقتل» («machismo kills»). وفي ساو باولو صدحت هتافات «توقفوا عن قتلنا» وكانت اللافتات تقول «كفى من قتل النساء».

من بين المتظاهرين في كوباكابانا كانت ألين دي سوزا بيدروتي، التي قُتلت أختها في 28 نوفمبر على يد زميل ذكر. وقالت بيدروتي إن الشخص الذي قتل شقيقتها، وهو موظف إداري في مدرسة، لم يتقبل وجود رؤساء نساء. وأضافت لـوكالة الصحافة: «أنا محطمة، لكني أحارب رغم الألم، ولن أتوقف. أريد تغييرات في التشريعات وبروتوكولات جديدة تمنع تكرار مثل هذه الجرائم».

كما ندد المتظاهرون بحوادث أخرى صدمت الرأي العام الشهر الماضي في ساو باولو وفي فلوريانوبولس. ففي ساو باولو في 28 نوفمبر دهس تينارا سوزا سانتوس (Taynara Souza Santos) على يد صديقها السابق الذي جرّها بالسيارة لمسافة تقارب كيلومتراً على الأسفلت، ما أدى إلى بتر ساقيها بسبب الإصابات البالغة. وانتشر فيديو الحادث على نطاق واسع.

وفي فلوريانوبولس في 21 نوفمبر تعرضت معلمة اللغة الإنجليزية كاتارينا كاستن للاغتصاب والقتل بالخنق أثناء سيرها في مسار بجانب الشاطئ في طريقها لحصة سباحة.

هذه الحوادث الأخيرة كانت «القطرة التي أفاضت الكأس»، بحسب إيزابيلا بونتس التي كانت في شارع باوليستا في ساو باولو. قالت: «تعرضت لأنواع كثيرة من الإساءات، واليوم أنا هنا لأرفع صوتنا».

قبل نحو عقد من الزمن أقرت البرازيل قانوناً يعترف بجريمة قتل المرأة (femicide) ويعرفها على أنها موت امرأة داخل الإطار الأسري أو نتيجة احتقار النساء؛ ومنذ إدخال القانون عام 2015 سجلت العام الماضي 1,492 حالة قتل للنساء، وهي أعلى نسبة منذ تطبيق القانون، بحسب المنتدى البرازيلي للأمن العام.

يقرأ  الهند تُطلق عملة رقمية مرتبطة بالبنك الاحتياطي الهندي — بعد وصف العملات المشفّرة بأنها «بلا سند»

وتعلق جوليانا مارتينز، خبيرة العنف القائم على النوع الاجتماعي ومديرة العلاقات المؤسسية في المنتدى، بالقول: «نشهد ارتفاعاً في الأرقام، وأيضاً في حدة وقسوة العنف». وأضافت أن المزيد من النساء ما عادوا يلتزمن الصمت واكتسبن حضوراً واضحاً في المجال العام. «التحولات الاجتماعية التي تطالب بالمساواة في الحقوق والتمثيل تثير ردود فعل عنيفة تهدف إلى إعادة تأكيد تبعية النساء»، كما قالت.

في ريو، ربطت ليزيت دي باولا (79 عاماً) بين شعور بعض الرجال بالكبرياء خلال فترة رئاسة جايير بولسونارو وسياسات حكومية هدفت لتقويض سياسات تدعم حقوق النساء. وقالت: «النساء تدخلن مساحات جديدة ولا يطيق هؤلاء الرجال المتعجرفون ذلك».

وقال جواؤو بيدرو كورداو، أب لثلاث بنات ويبلغ من العمر 45 عاماً، إنه على الرجال أن يقفوا مع النساء من خلال مواجهة خطاب الكراهية والتمييز الجنسي ليس فقط في التظاهرات بل في الحياة اليومية أيضاً. «فقط عندئذٍ سنتمكن من إنهاء — أو على الأقل تقليل — العنف الحالي ضد النساء».

أضف تعليق