شنّت طائرة مسيّرة إسرائيلية هجوماً قاتلاً على جنوب لبنان أسفر عن وفاة خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال، في أحدث حلقة من الانتهاكات شبه اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في نوفمبر 2024.
التقى رئيس الجمهورية جوزيف عون ووفد من المسؤولين بمبعوث يقوده وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، حسب بيان صادر عن بعبدا، وطلب عون مزيداً من الدعم لوقف الخروقات وحماية المدنيين.
وطالب الرئيس عون روبيو بضمان التزام اسرائيل بالهدنة مع حزب الله، فيما تستمر الطائرات والدبابات الإسرائيلية في استهداف مناطق لبنانية. كما شدّد على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من أجزاء من الأراضي اللبنانية، وعلى تزويد الجيش اللبناني بـ«معدات وإمدادات» من الامريكيين، فضلاً عن دعم واشنطن لعقد مؤتمر إقليمي مخصّص لإعادة إعمار لبنان.
في سياق جهود نزع سلاح حزب الله، أكد عون أن ولاية الجيش اللبناني تشمل جميع المناطق اللبنانية، وأن البلاد أمام فرصة لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة. من المقرّر أن يخاطب عون الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يُتوقع أن يدين التصعيد الإسرائيلي في غزة ولبنان.
ورغم الضغوط الإقليمية والدولية، بما فيها إسرائيل والولايات المتحدة والحكومة اللبنانية والسعودية، رفض حزب الله مجدداً نزع سلاحه، حتى بعد اغتيال قيادات سياسية وعسكرية بارزة خلال الحرب على غزة. ودعا الأمين العام لحزب الله، نَعيم قاسم، السعودية إلى ترميم العلاقات وتوحيد المواقف ضد العدوان الإسرائيلي، مؤكداً أن محور «المقاومة» المدعوم من إيران ليس العدو.
وسط هذا الصراع السياسي والعسكري، يدفع المدنيون الثمن الأكبر، ولا سيما في الجنوب. فقد أقيمت جنازة لأفراد عائلة واحدة قتلوا في ضربة بطائرة مسيّرة استهدفت سيارتهم في بنت جبيل قبل يومين؛ من بينهم أب وثلاثة أطفال، اثنان منهما توأم بعمر سنة ونصف. أم الأسرة وابنة أخرى نجتا لكنها في حالة خطيرة بالمستشفى.
اعترفت الجيش الإسرائيلي بسقوط مدنيين في الضربة، وادعى أن الهدف كان شخصاً خامساً يُزعم أنه أحد عناصر حزب الله — حجة تكرّر استخدامها من دون أدلة مُعلنة. ووصفت القوات العملية بأنها استهدفت «إرهابياً ينشط وسط السكان المدنيين»، مُبرّرة بذلك هجماتها المتكررة التي تُسفر عن خسائر مدنية وتناقض ما يُقال من تفاهمات بين اسرائيل ولبنان.
أعلن رئيس البرلمان وزعيم حركة «أمل» نبيه برّي أن الضحايا الثلاثة كانوا يحملون الجنسية الأميركية، وهو ما نفاه لاحقاً متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، قائلاً إنهم ليسوا مواطنين أميركيين وإن أحدهم كان لديه سابقاً طلب هجرة لم يُستخدم.
ووصفت قيادة الدولة والطبقة السياسية الحادثة بأنها «مجزرة جديدة» يجب أن تتوقف فوراً. من جهته، قال رئيس الحكومة نواف سلام، الرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية، إن اسرائيل تسعى لتخويف المدنيين العائدين إلى قرى ومدن دُمرت خلال الحرب في الجنوب.
وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام أن قوات إسرائيلية فتحت النار من موقع عسكري في مزارع شبعا المحتلة على مشارف بلدة كفرشوبا، التي تعرّضت لقصف متكرر خلال الحرب، من دون أن تُسجَّل إصابات. كما أفاد الإعلام المحلي أن طائرة إسرائيلية أسقطت قنبلة صوتية قرب مدنيين كانوا ينسقون إزالة الأنقاض عن بيوتهم المدمَّرة في بلدة مارون الراس.