الامن العام اللبناني يعلن فكّ شبكة تعمل لصالح إسرائيل وتخطط “لهجمات إرهابية”
أعلن جهاز الأمن العام اللبناني، في بيان رسمي، أنه أوقف خلية كانت تعمل لصالح العدو الإسرائيلي وكانت تضع اللمسات الأخيرة على تنفيذ تفجيرات واغتيالات داخل الأراضي اللبنانية. وأكد الجهاز أن العملية أنهت تحضيراً لعمليات إرهابية تستهدف إحداث أكبر عدد ممكن من الضحايا.
تفاصيل العملية
أشار البيان إلى توقيف عدد من المشتبه بهم بينهم مواطن لبناني-برازيلي وفلسطيني، وأن أحد المعتقلين اعترف خلال التحقيقات بأن الشبكة كانت وراء اغتيالات سابقة لمسؤولين في الجماعة الإسلامية اللبنانية. وذكرت تقارير إعلامية لبنانية أن الخلية كانت تخطط لوضع عبوات داخل سيارات ودراجات نارية خلال مراسم تأبينية لقائد حزب الله حسن نصرالله.
سياق أوسع
تأتي هذه الخلية في سياق توتر إقليمي متواصل. خلال العامين الماضيين، قتلت اسرائيل عدة قيادات من الجماعة الإسلامية، كما نجحت، بحسب البيان اللبناني، في اختراق أنظمة حزب الله وتحديد مواقع واغتيال عدد من قياداته السياسية والعسكرية، بما في ذلك نصرالله، في العام الماضي. وفي حادث منفصل العام الماضي، تم تفخيخ أجهزة اتصالات من نوع “البيجر” المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن اثني عشر شخصاً وإصابة الآلاف، بينهم أطفال.
أدلة وتكهنات
نقلت مصادر محلية أن الموقوفين كانوا ينوون استخدام متفجرات مشابهة لتلك التي استُخدمت في حادث البيجر لتنفيذ تفجيرات جديدة. وتُعد هذه العملية الاستخباراتية نادرة النجاح بالنسبة للبنان، في ظل قدرات الاختراق الاستخبارية التي أظهرتها اسرائيل على مدار الأشهر الماضية.
الاستقطاب الداخلي ومسألة السلاح
تأتي العملية أيضاً في وقت تتصاعد فيه الضغوط المحلية والدولية لإخراج سلاح حزب الله من المعادلة اللبنانية. أصدر مجلس الوزراء اللبناني في وقت سابق قراراً يقضي بنزع سلاح الحزب، فرفض الحزب القرار واعتبره قراراً “غير ذي أثر” وضرورة الاحتفاظ بالسلاح لحماية لبنان من ما وصفه بالتوسع الإسرائيلي.
التداعيات على الساحة اللبنانية
تصاعدت الخلافات بين حزب الله ورئيس وزراء لبنان نواف سلام، الذي تبنّى مواقف معلنة داعمة لمساعي نزع السلاح ضمن خطة مدعومة أميركياً. رغم وقف إطلاق نار تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي، واصلّت اسرائيل شن غارات جوية على مناطق داخل لبنان، ما أدى إلى مقتل المئات وتشريد أعداد كبيرة من السكان. ويقول منتقدون إن هذه الضربات تهدف إلى منع سكان القرى الحدودية من العودة وإعادة إعمار منازلهم.
حوادث بارزة
خلال الشهر الماضي، أسفرت ضربة إسرائيلية على بلدة بنت جبيل الجنوبية عن مقتل خمسة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال من نفس العائلة، ما أثار إدانات محلية ودولية واسعة. كما تستمر اسرائيل في احتلال أجزاء من جنوب لبنان، بحسب تقارير محلية ودولية.
خلاصة
يُنظر إلى تفكيك هذه الشبكة على أنه نجاح استخباري لبناني قد يمنح بعض النفَس للمؤسسة الأمنية في مواجهة محاولات اختراق واستهداف الداخل اللبناني، لكنه أيضاً يقوّي النقاش المتواصل حول الأمن والقرار المُسلّح وسياسات الردع في مواجهة التهديدات الإقليمية.