ما يجب أن تعرفه
التُقطت لقطات مفجعة لأم حوت أحدب وصغيرها محبوسين في شباك مصممة لحماية الشواطئ من أسماك القرش قرب شاطئ نوزا الرئيسي على ساحل صن شاين بأستراليا، يوم الأربعاء 17 سبتمبر.
أفادت الجهات الرسمية أن مقاولاً يعمل ضمن برنامج مكافحة أسماك القرش تدخل مساء نفس اليوم لقطع الشباك وإطلاق سراح الأم وصغيرها، وانقذا فعلياً من الحبال نحو الساعة 11:30 ليلاً. مع ذلك، شوهدت الأم والصغير لاحقاً وهما يسبحان وما زالت قطعة من الشبك متدلية بهما.
في الوقت نفسه، علّقت حيتانان أخريان في نفس مجال الشبك، ما جعل الحادث استثنائياً بوقوع أربعة حيتان في آن واحد — وهي أول مرة تسجل فيها حالة مماثلة حسب تصريح باحثين.
أظهرت لقطات طائرة صغيرة التقطها جيوف أكوينو لحظة تحاصر الأم وصغيرها داخل شبكة، حيث بدت الأم متوترة وتدور داخل الشباك محاوِلة الوصول إلى وليدها.
أكدت وزارة الصناعات الأولية الأسترالية (DPI) أن مقاول برنامج مكافحة أسماك القرش تم استدعاؤه لقطع الشباك الكبيرة التي التهمت الحيتان. تُستخدم هذه الشباك، بحسب الحكومة القطرية في كوينزلاند، بشبكات مسامية واسعة مصممة لاصطياد الأسماك الضخمة فوق مترين.
يقول الدكتور أولاف ماينكه، الباحث في علم الثدييات بجامعة غريفيث في كوينزلاند الشرقية، لصحيفة ذا غارديان إن حالات تشابك الحيتان في شبكات أسماك القرش تحدث كل عام، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تُسجَّل فيها أربع حيتان محتجزة معاً. وأضاف أن عدد التشابكات ازداد خلال العقد إلى عقد ونصف الماضيين، مع غلبة الحوادث التي تشمل الأمهات وصغارها.
وشرح ماينكه: “يبدو أن البالغين يدركون الخطر — وربما يتبادلون معلومات حول المناطق الخطرة. أما الصغار فليس لديها هذه الخبرة فتتعرض للتشابك، فتقلق الأمهات وتبقى قريبة فتُحبَط هي الأخرى.”
هناك 27 شبكة لحماية الشواطئ في كوينزلاند و51 في نيو ساوث ويلز، وتزداد مخاطر التعرض للتشابك مع هجرة الأمهات وصغارهن جنوباً في هذه الفترة.
في يوليو الماضي أعلنت حكومة نيو ساوث ويلز بدء تجربة لإزالة الشباك المثيرة للجدل قرب ثلاثة شواطئ في سيدني والمنطقة الوسطى، لكن التجربة توقفت بعد هجوم قاتل لسمكة قرش قرب شاطئ دي واي قضى على متزلج محترف يدعى ميركري بسيلّاكس عن عمر يناهز 57 عاماً.
وصفت عالمة الحيتان الدكتورة فانيسا بيروتا مشاهد الحيتان المتشابكة عند نوسا بأنها “مفجعة”، محذرة من أن الصغار في مثل هذه الحالات يكونون معرضين بشدة لأنهم ما زالوا يعتمدون على أمهاتهم في الرضاعة، ويتعرضون للضغط النفسي ولخطر الغرق في المياه العميقة. وقالت: “كل حالة تشابك مختلفة، لكن إن كانت الحركة مقيدة بشكل كبير فقد يمنعهم ذلك تماماً عن القيام بأي شيء وقد يغرقون حرفياً في شباك الحماية.”
المقال الأصلي نُشر في مجلة بيبول.