أمطارٌ غزيرة متواصلة اجتاحت شمال باكستنان وأدت إلى فيضانات وانهيارات أرضية قاتلة، لكن لقطات طين كثيف ينساب ويسحق مبانٍ لا تُظهر الوضع الراهن في باكستان. المقطع المتداول بكثافة ضمن تجميعة حصدت آلاف المشاهدات صُور في بلدة أتامي اليابانية في يوليو/تموز 2021.
تتضمن التجميعة عدة مقاطع؛ الأولى تُظهر سيلًا من الطين والحطام يتدفق على منحدر. وعلى العكس من النص المصاحب باللغة الأردية الذي تمنى الحماية من الكوارث الطبيعية، فقد تم استخدام هذا المشهد لربطه بالفيضانات الأخيرة في إقليم خيبر بختونخوا الباكستاني، حيث تسببت أمطار موسمية غزيرة بفيضانات وانهيارات أدت لمئات القتلى.
أجرى فريق التحقق بحثًا عكسيًا للصور على محرك البحث مستخدمًا إطارات مفتاحية من المقطع، فأدى ذلك إلى نفس اللقطة المنشورة سابقًا على يوتيوب من قِبل وسيلة يابانية في 3 يوليو 2021. وتقارير أقدم نسبت اللقطة لوكالة الأنباء EyePress، وذكرت أنها تُظهر انهيارًا طينيًا في حي ازوسان بمدينة أتامي بمحافظة شيزوكا في اليابان آنذاك.
المشهد المطابق يمكن ملاحظته أيضًا عبر صور “غوغل ستريت فيو” للبلدة، وتقارير محلية ذكرت أن سيل الطين اجتاح جزءًا من البلدة بعد أيام من الأمطار الغزيرة، ما أدى إلى مقتل نحو 27 شخصًا في تلك الكارثة.
المقاطع الأخرى ضمن التجميعة تُظهر سيولًا هادرة ومبانٍ تُقلبها المياه؛ بعضها قد يكون حديثًا ويرتبط بموسم أمطار 2025 الشديد في شمال باكستان الذي أسفر عن أكثر من 400 قتيل، بينما يعود أحد المشاهد المتداولة على شبكات التواصل إلى عام 2022 على الأقل، عندما غمرت الأمطار نحو ثلث البلاد وأسفرت عن نحو 1,700 وفاة وخسائر واسعة.
يُذكر أن موسم الأمطار الموسمية يجلب نحو ثلاثة أرباع هطول جنوب آسيا السنوي، وهو ضروري للزراعة والأمن الغذائي لكنه في الوقت نفسه مصدر دمار هائل عندما يكون شديدًا. وقد سُجِّلت في مواسم سابقة انهيارات أنهار وانهيار منشآت وإبادة قرى، مع تأثير على عشرات الملايين وملايين المنازل المتضررة.
خلاصة الأمر: اللقطة الطينية الأولى في التجميعة ليست من باكستان الحالية بل من كارثة سابقة في اليابان عام 2021، والمقطع أعيد تمثيله وتداوله عدة مرات بصياغات مضللة على وسائل التواصل، بينما تُبقى بعض المقاطع الأخرى في التجميعة على ضرورة التحقق من مصدر كل فيديو قبل نسبته إلى حدث حديث.