للفوز برضا ترامب — قادة آسيويون يعتبرون التملق العنصر السحري

تحليل المحرر

خلال جولة استمرت خمسة أيام في شرق وجنوب شرق اسيا، حظي الرئيس دونالد ترامبّ بفيض من المدائح وإيماءات التبجيل من قادة التقي به خلال الزيارة.

معروف ببلاغته وجسارته، تلقى ترامبّ مديحاً علنياً في كل محطات الجولة التي بلغت ذروتها بقمة عالية المخاطر مع الرئيس الصيني شي جينبينغ يوم الخميس. في ماليزيا، أشاد رئيس الوزراء أنور إبراهيم بـ«عزيمة» ترامب و«شجاعته» في تحقيق ما وُصِفَ بـ«المهمة شبه المستحيلة» المتمثلة في توقيف الأعمال العدائية بين تايلاند وكمبوديا. وفي اليابان، عبّرت ساراي تاكايشي عن إعجابها وتأثرها بجهوده السلمية وصرّحت بأنها رشّحته لجائزة نوبل للسلام. أما في كوريا الجنوبية، فقد قدّم الرئيس لي جاي ميونغ لترامبّ تاجاً ذهبياً — نسخة من قطعة أثرية من مملكة سيلا القديمة — ومنحه أعلى وسام في البلاد، «وسام موغونغهوا الكبير».

تزامن سيل المديح هذا مع إبرام ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية اتفاقيات تجارية مع إدارة ترامبّ، بعد شهور من التفاوض. وحتى الصين — القوة الأقرب إلى الولايات المتحدة من حيث النفوذ والعلاقات التي شهدت توتّراً واضحاً خلال فترة ترامبّ في السلطة — لم تَتنَحل عن توزيع الإطراء: وصف وزير الخارجية الصيني وانغ يي الاثنين ترامبّ وشي بأنهما «قائدان من طراز عالمي» لهما «تفاعل طويل واحترام متبادل».

بينما الابتسامات والمصافحات جزء لا يتجزأ من البروتوكول الدبلوماسي، بدا أن بعض القادة الآسيويين بذلوا جهداً إضافياً للظفر بمكانة مريحة لدى ترامبّ في مفاوضات التجارة، وفق ما قال هنري جاو، أستاذ في جامعة سنغافورة للإدارة وزميل أول في مركز الابتكار في الحوكمة الدولية. وأضاف جاو أن «لآسيا تاريخاً طويلاً وخبرة غنية في التعامل مع الملوك والأباطرة، وهذه العادة في إظهار الاحترام والإعجاب تجاه القادة متجذرة بعمق في ثقافة المنطقة».

يقرأ  ترامب يهدد بـ«حرب» على شيكاغو بينما يحتج الآلاف رفضًا للقمع الاتحادي

وليس القادة الآسيويون وحدهم من لجأ إلى هذا الأسلوب؛ فالقادة في أماكن أخرى أيضاً عرف عنهم تغطية ترامبّ بالإطراء. في قمة لحلف الناتو في يونيو، شبّه الأمين العام للناتو مارك روتّة دور ترامبّ في التوسط لتخفيف التوتّر بين إسرائيل وإيران بوالد يتدخل في شجار داخل ساحة المدرسة.

ولطالما كان غرور ترامبّ هدف نقد خصومه، بمن فيهم من تعاملوا معه عن قرب. يقول بيل بار، المدعي العام السابق في إدارة ترامبّ، في مقابلة مع شبكة سي بي إس عام 2023: «سيضع دائماً مصالحه الشخصية وإشباع غروره قبل كل شيء، حتى قبل مصلحة البلاد. لا مجال للشك في ذلك.»

أضف تعليق