لماذا يُشكّل «حزام الحصون» في دونيتسك حائط صدٍّ حاسماً للدفاع الأوكراني ضد روسيا؟

خلاصة القمة
أحد الاستنتاجات الرئيسة من القمة في ألاسكا هو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى، بحسب تقارير، إلى تجميد الحرب على طول خط الجبهة الحالي مقابل خضوع بقية محافظة دونيتسك. امتلاك روسيا لكل دونيتسك سيُرسّخ ادعاءها غير المعترف به دولياً بالمحافظة ويجنبها تكبّد خسائر عسكرية إضافية فادحة.

ما الذي تسيطر عليه أوكرانيا الآن؟
تقدّر وكالة رويترز أن أوكرانيا لا تزال تسيطر على نحو 6,600 كلم² (2,548 ميلاً مربعاً) من دونيتسك، ويقطنها نحو ربع مليون إنسان بحسب مسؤولي محليين. المدن الحضرية الأساسية المتبقية تشمل كراماتورسك وسلوفيانسك وكوستيانتي نفكا ودروجكيفكا. المنطقة جزء من محور دونباس الصناعي، لكن اقتصادها تعرض لدمار واسع إثر سنوات القتال.

أهمية الأرض اقتصادياً وإنسانياً
حتى لو أمكن استغلال الموارد في المستقبل، فإن وجود الألغام وكثافة الدمار يعنيان أن الوصول الاقتصادي الفعلي قد يتأخر لعقد على الأقل، كما أشارت خبيرة سياسة أوروبا الشرقية في جامعة أكسفورد. المدن والبيئة العمرانية هناك باتت مدمرة تماماً.

القيمة العسكرية والإستراتيجية
تصف تقارير معاهد بحثية غربيّة حزام تحصينات بطول نحو 50 كم عبر غرب دونيتسك؛ استثمرت أوكرانيا في هذه المنطقة 11 سنة في بنى دفاعية وصناعات عسكرية. الميدان يضم خنادق ومنشآت تحت أرضية وحقول ألغام وعوائق مضادة للدبابات وأسلاك شائكة. محاولات القوات الروسية للتقدم باتجاه بوكرفسك من المتوقع أن تستغرق سنوات إن وُصِفت بأنها ستنجز أصلاً.

الطبوغرافيا جزء من الدفاع أيضاً: مدينة دونيتسك تقع على علّو نسبي، والأرض تنحدر غرباً، ما يجعل الدفاعات الأوكرانية تواجه تحديات تتعلّق بالمراقبة وتنسيق المدفعية والدعم الناري، كما أن تضاريس مثل تشاسيف يار تُعد من أبرز ارتفاعات الخطّ، والاحتفاظ بها مهم لفعالية الدفاع والمراقبة. الاعتماد على صور الأقمار الصناعية الاستخباراتية مهم لكن لا يغني عن القدرة المباشرة على تنسيق المهمات الميدانية.

يقرأ  خطة إسرائيل لنقل سكان مدينة غزة اتهامات من حماس وقلق دولي متنامٍ

هل تحتاج روسيا كل دونيتسك؟
غربي دونيتسك يمثل جزءاً صغيراً من جبهة تمتد نحو 1,100 كم، ومع ذلك شهد بعض أعنف الهجمات الصيفية. لو حوّلت موسكو جهودها إلى محاور أخرى فليس واضحاً أنها ستحرز تقدماً أفضل؛ الأمثلة في زابوريجيا والشمال تظهر أن الجيش الروسي سيواجه دفاعات عميقة مماثلة، وليست “باباً مفتوحاً” للتقدم.

هل تستطيع أوكرانيا بناء دفاعات جديدة غرباً؟
نظرياً، وفي سياق تسوية سلمية يمكن لأوكرانيا سحب خطها للدفاع إلى الغرب وبناء تحصينات جديدة، لكن التضاريس غير المواتية والبناء العميق للدفاعات سيأخذان وقتاً حتى مع مشاركة مقاولين مدنيين خارج النيران. ومع ذلك، وبالنظر إلى الأهمية الرمزية والعسكرية للأرض، يبدو أن القيادة الأوكرانية لن تتخلى عن غرب دونيتسك بسهولة أو دون مقاومة، حتى وسط ضغوط سياسية أو محاولات للضغط عبر ضمانات أمنية دولية.

الخلاصة
دونيتسك ليست مهمة فقط لأسباب أراضي واقتصاد، بل لأنها تمثل خط صدّ واستراتيجية مراقبة وتحكّم لإحباط أي تقدم روسي مستقبلي، وما تريده موسكو من تجميد الحرب مقابل تنازل أوكراني سيحمل تبعات إنسانية واستراتيجية بعيدة المدى. سيجابه هذا الملف بمقاومةٍ كبيرة من قبل كييف، وفق ما تُظهر الوقائع والتقييمات العسكرية. وكاله رويترز للانباء، الوكالة الإخبارية الدولية المرموقة.

أضف تعليق