«بينما نرفع حالة الطوارئ، علينا الحفاظ على الإلحاح»
تقرير لجنة خبراء مستقلة لمنظمة الصحة العالمية
تاريخ النشر: 5 سبتمبر 2025
قال مدير عام منظمة الصحة العالمية إن جدري القرود (mpox) لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية دولية، بعد أن أبلغت لجنة خبراء تراجعاً مستمراً في الإصابات بؤرية الخطورة في عدة دول أفريقية. وأضاف أن هناك «انخفاضات مستمرة في الحالات» في جمهورية الكونغو الديمقراطية ودول متأثرة أخرى مثل بوروندي وسيراليون وأوغندا.
عقدت لجنة الطوارئ الخاصة بجدرى القرود اجتماعها، ونصحت بأنه لم يعد الوضع يمثل حالة طوارئ صحية دولية، وقد قبلت المنظمة هذا الرأي ونشره مديرها العام عبر منصة X. مع ذلك شدد على أن الغاء إعلان الطوارئ لا يعني زوال الخطر، ولا يعني توقف الاستجابة، إذ لا تزال المسألة تشكل حالة طوارئ قارية في أفريقيا.
مراكز أفريقيا لمكافحة الأمراض والوقاية منها أعلنت من جهتها، بعد مشاورات، أن جدري القرود ما يزال يشكل حالة طبية طارئة على مستوى القارة، مستندة إلى دلائل على حدوث ارتفاعات جديدة في بلدان عدة مثل غانا وليبيريا وكينيا وزامبيا وتنزانيا، رغم أن الحالات المؤكدة أسبوعياً انخفضت بنسبة تُقَدر بنحو 52٪. كما سجّلت دول أخرى حالات دخول جديدة للفيروس في ملاوي وإثيوبيا والسنغال وتوغو وغامبيا وموزمبيق.
لماذا لا يزال الانتباه ضرورياً؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية العام الماضي (في أغسطس) أن جدري القرود يرقى إلى مستوى الطوارئ الصحية العامة ذات الاهتمام الدولي — أعلى درجات التأهب — عندما ظهر شكل جديد من الفيروس منتقلاً من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى البلدان المجاورة. ينتقل الفيروس عن طريق الاتصال الوثيق، وعادةً ما تكون الأعراض خفيفة، لكنه قد يسبب وفيات في حالات نادرة. تتضمن الأعراض أعراضاً تشبه الإنفلونزا وبقعاً آخذة في أن تتقيح على الجلد.
الأطفال والحوامل والأشخاص ذوو المناعة الضعيفة، ومن بينهم المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، هم الأكثر عُرضة للمضاعفات. وبالرغم من بقاء المرض مصدر قلق صحي، اتخذت منظمة الصحة العالمية قرار تخفيض مستوى الطوارئ استناداً إلى مشورة لجنة الطوارئ التي تجتمع كل ثلاثة أشهر لتقييم التفشي.
كلمات لجنة الطوارئ
قال ديمي أوغوينا من لجنة الطوارئ: «بينما نزيل حالة الطوارئ، علينا أن نحافظ على الإلحاح». وأضاف أن هذا ليس وقت خفض الاستثمارات — سواء المالية أو في الشراكات أو التضامن — خصوصاً لصالح البلدان الأكثر تضرراً في القارة الأفريقية. وأشار إلى مستويات مقلقة من الوفيات بين أشخاص يعيشون مع فيروس نقص المناعة في أوغندا وسيراليون، ودلائل على ضعف الأطفال والرضع في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
الانتشار والتحورات
يستمر السلالة الجديدة من جدري القرود، المعروفة بالمجموعة الفرعية Ib، في التأثير بشكل أساسي على أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مع تسجيل حالات مرتبطة بالسفر في بلدان مثل تايلاند والمملكة المتحدة ودول أخرى.