أعلنت ليتوانيا حالة «وضع طوارئ» إثر تزايد إطلاق بالونات جوية من بيلاروس المجاورة، في خطوة أثارت مخاوف من استخدام هذه الطائرات الخفيفة في عمليات حرب هجينة واختبار دفاعات الناتو.
صرّحت رئيسة الوزراء إينغا روغينيين يوم الثلاثاء أن القرار اتُّخذ وسط توتر متصاعد مع مينسك بسبب تلك البالونات، التي استُخدمت سابقاً لتهريب السجائر ويُشتبه الآن بأن أجهزة أمنية بيلاروسية تقف وراء تشغيلها. وأكدت أن «جميع المؤسسات تتضافر لمواجهة التهديد الذي تمثّله بالونات التهريب» وأنه لا بد من «اتخاذ أقسى الإجراءات والدفاع عن المناطق الأكثر تضرراً».
قال وزير الداخلية فلاديسلاف كوندرا توفيتش إن البالونات وسيلة شائعة لتهريب السجائر إلى ليتوانيا، لكن هناك اعتقاداً قوياً بمسؤولية مينسك عن تنظيم تلك الرحلات. وبموجب إعلان الطوارئ ستُشارك القوات المسلحة في دوريات الحدود إلى جانب الشرطة وحرس الحدود، كما فتح المدّعي العام تحقيقاً فيما يجري، وتُقدّم أجهزة الاستخبارات معلومات عن أي صلات بدولة بيلاروس، بحسب الوزير.
اختبار للدفاعات
تتزامن هذه الإجراءات مع مخاوف واسعة في أوروبا من أن روسيا، مع استمرار حربها في أوكرانيا، تزيد من اعتماد أساليب الحرب الهجينة — بما في ذلك التخريب والتجسّس — وتجري اختبارات على دفاعات الناتو. ويزداد التوتر خصوصاً في المناطق الشرقية لأوروبا المجاورة لروسيا وبيلاروس.
ليتوانيا سبق أن اعتبرت تدفق مهاجرين عبر حدودها مع بيلاروس هجوماً هجينياً في 2021، وتواجه بولندا مشكلة مشابهة في السنوات الأخيرة. وفي أكتوبر الماضي أغلقت سلطات ليتوانيا مؤقتاً معبرين حدوديين بعد انتهاكات للنطاق الجوي أثارتها البالونات، في إجراءات دانها رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشنكو واعتبرها جزءاً من «حرب هجينة» ضده.
وبحسب الحكومة الليتوانية، أغلق مطار فيلنيوس الدولي لأكثر من 60 ساعة منذ أكتوبر بسبب التهديد الذي تمثّله البالونات على الطيران المدني، ما أثر على أكثر من 350 رحلة وحوالى 51 ألف مسافر.
ردّ لوكاشنكو على إعلان الطوارئ بالقول إن ليتوانيا تبالغ في القضية: «هل يريدون القتال فعلاً؟ نحن لا نريد حرباً»، وفق قناة «بول بريفوغو» على تلغرام.