مدوّنة جنوب أفريقية تعتذر بعد ارتباطها بحملة توظيف مثيرة للجدل في روسيا
قدمت مؤثرة جنوب أفريقية اعتذارها علناً عن دورها في الترويج لحملة توظيف أثارت موجة استياء، في بلد يعاني كثير من شبابه من يأسٍ واضح في البحث عن فرص عمل. المدوّنة المعروفة اسمياً بـCyan Boujee، والتي تُدعى في الواقع هونور زوما، واجهت انتقادات واسعة بعدما انتشر على نطاق واسع أحد مقاطعها الذي عرض وظائف للنساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 18 و22 عاماً.
سرعان ما أعادت الجهات الرسمية تحذيرها من هذه المبادرات، مؤكدة مخاطر الاتجار بالبشر وفرص التوظيف غير الموثوقة عبر الحدود. وفي تسجيل مصوّر لخاطبت به متابعيها البالغ عددهم 902,000 على إنستغرام، اعترفت الفتاة البالغة من العمر 24 عاماً بأنها لم تكن توافق على مضمون الإعلان حال اطلاعها على ردود المتابعين، وأنها شعرت بأنه يتعارض مع قناعاتها.
حذفت المدوّنة، والمعروفة اختصاراً بـسيان، مقاطع الدعاية من حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن وصفت تلك الفرص بأنها «بداية جديدة» للشابات الراغبات في انطلاقة مهنية. في مقطع آخر صُوّر في تتارستان شمال غربي روسيا ونُشر على تيك توك حيث يتابعها 1.7 مليون شخص، تحدثت عن برنامج «بداية» لمدة سنتين لتعلّم مهارات مهنية ولغة روسية، من دون توضيح دقيق للمهن المستهدفة.
تتّهم تقارير عدة بأن بعض من استُقطِبوا للعمل في تتارستان انتهى بهم المطاف في مصنع أسلحة، يشارك في صناعة طائرات بدون طيار استُخدمت في الحرب الروسية على أوكرانيا. وفي اعتذارها على إنستغرام قالت سيان إن «الاتجار بالبشر مسألة خطيرة جداً جداً»، وإنّ ردود الفعل كانت «منحَة تعليمية كبيرة» لها ولغيرها من المؤثرين، مضيفة أنها حذفت المحتوى فوراً وأن المال لم يكن دافعها الأساسي.
أثارت المقاطع ردود فعل شعبية غاضبة أفضت إلى إطلاق عريضة تطالب المؤثرين باستخدام منصاتهم لنشر التوعية بعلامات ومخاطر الاتجار لا لترويج فرص مشكوك فيها. السلطات فتحت تحقيقاً رسمياً في الحملة؛ ونبه نائب وزير العدل أندريس نيل إلى أن «ما يُعرض على أنه فرص في كثير من الأحيان يرتبط بمخاطر جسيمة للاستغلال العمالي والاتجار بالبشر»، مع توصيته بعدم الاعتماد حصرياً على الإعلانات عبر السوشيال ميديا والتحقق من الفرص عبر القنوات الرسمية.
أحد الجهات الرئيسة التي روجت لهذه الحملة هي منطقة اقتصادية خاصة في تتارستان، وهي نفس المنطقة التي يُعتقد أنها تُنتج أسلحة. تقرير أصدرته مبادرة عالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود في مايو تناول توظيف أشخاص لبرنامج «البداية»، وبيّن أن المرشّحين يُغرون تحت وعود زائفة بشأن طبيعة العمل وظروفه وفرص الحصولل على التعليم، وأن الهدف الفعلي يبدو دعم برنامج إنتاج الطائرات بلا طيار.
أفاد التقرير كذلك أن معظم الموظفين يعملون مباشرة في تصنيع الطائرات بدون طيار، بينما يشتغل آخرون في وظائف داعمة مثل التنظيف والتموين. وفي أحد فيديوهاتها المحذوفة كانت سيان تقول إن «الفتيات يُعاملن بعدل هنا — من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية».
لمتابعة المزيد من التقارير المتعلقة بجنوب أفريقيا والأحداث في القارة، تنشر مؤسسات إخبارية وروابط ومحتوى متواصل عبر منصات التواصل المختلفة.